الجمعة، 18 أبريل 2025

من ذكريات الزمن الأغبر [تهالك الغربان لإنتخاب الخرتيت أبو سليمان]

من ذكريات الزمن الأغبر

[تهالك الغربان لإنتخاب الخرتيت أبو سليمان]

ما أن وصل أخي عامر الى (الزفارة السورية) حتى قفز  شعره القصير الواقف سلفاً في جلدة رأسه لهول المنظر وتساءل بعفوية ابن العائلات الأصيلة هل آن للسوريين أن يكونوا في يوم حشر ؟ ! ياله من يوم رأى فيه أمواتاً تنهض من قبورها وقد علقت صورة جلادها على صدورها لتجهش ضحكاً .. كأنها روبوتات قديمة تترنح تحت تأثير بطاريات شبه خاوية من مؤسسة معامل الدفاع..
وما أن تقدم خطوتين حتى تعثرت قدمه برأس قط كانوا قد قطعوه ليلة الإستفتاء أمام العتبة بغرض الإرهاب.
لم يستسلم الفتى (عامر الإهاب) وصمم على إستلام ورقات الإنتخاب له ولنا وسرعان ما فاحت رائحة رأس القط ثانية بين نَعَمها ولائِها..
كنت أظن أننا متنا جيداً وبإتقان ممنهج مدة ٣٠ عام..
٣٠ عام من الحرمان والإدمان بعد أن شربنا ملعقة زيت الخروع حباً جبرياً يستعصي على النسيان .. وياويلك ثم ياويلك إذا إعتراك النسيان .  فبالرغم من ثقوب النفس المهترئة كجوربِ متسوّلٍ مسكين ورغم أنف جرذان الذاكرة التي قرضت أحلى ذكريات السنين.. قال لي عامر سنقولها نعم وإياك من كلمة لا.. فلا لن تكون إلا لاء شهادتك على روحك..
وقبل أن أكتبها نظرت حولي فلم أجد عامراً !!
سألت عنه مَن حولي قالوا لي لقد صار في خبر كان !!..

...