الاثنين، 16 ديسمبر 2013

عظم الجزاء من عظم البلاء

عندما يتسائل الناس عن طول المدة التي لم يسقط بها النظام بعد,... عندما يضج اخواننا في الداخل عما يلقونه من النظام دون أن يلقى هذا أي رادع دنيوي أو إلـهي ..
نقول لهم هناك وقت، يحتاجه المجتمع  الدولي لتختفي فيه صورة الوداعة التي كان يتحلى بها رئيس سوريا دكتور "جيكل ا لأسد " نتيجة الجهد الطويل لتلميع صورة قوته في الداخل وذلك عبر الإهتمام به من الخارج ..وقت ليس بالقصير،كي يظهر فيه على حقيقته في شخصية "مستر هايد" التي تحوي الكثير من الشراسة و الوضاعة .
طبعا هناك مصالح عليا للذين يهتمون بأمر اسرائيل واستهلاك مخزونات الخليج من مال وبترول واستنزاف قوى إيران التي بنت نفسها لتستعد لغزوها الإقليمي وذلك لتحقق مآربها المذهبية.. عدا عن روسيا التي تطمح لاستعادة نفوذها كإمبراطورية مناوئة للقطب الأميركي تود الحصول على موطئ قدم في الخليج وبموافقة ايرانية وأن تحافظ على قواعدها الأخيرة على البحر المتوسط بتحالف سوري في وقت صعب على سوريا و إيران يجعلها تتخلى عن الكثير مما تمتلكه إلى الروس .
بخلاف هذا كله هناك حكم تعلمناها من دستورنا القويم.. قرآننا الكريم، تقول أن الصبر شعبة قيمة من شعب الإيمان, اختبر بها تعالى أرقى فئات مؤمنيـه  وهم الأنبياء والأتقياء الصالحين, إذ نذكركم بقوله تعالى : ولنبولنكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين  الذين إذا أصابتهم مصيبة  قالو إنا لله وإنا إليه راجعون.(البقره).
يبدأ الله بإيقاظ الغافلين في الأرض فيبتليهم بكل صنوف البؤس والمرض والعذاب والقحط  لعلهم يفطنون إلى مافي الدنيا من زوال, يفعل هذا بهم لأنه يعلم ما ينتظرهم من ناموس عادل لن يلطف بهم ..حتى إذا نفذت فيهم كل هذه الآلام الدنيوية ولم يتيقظوا فتح الله عليهم أبواب كنوزه ليتمتعوا وحقت عليهم كلمته بالهلاك بالآخرة ... قال تعالى : ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما اوتو أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. (اﻷنعام).أيحسبون أن ما نمدهم به من مال و بنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون.(المؤمنون) إنما نملـي لهم ليزدادوا إثما. (آل عمران)فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون .(التوبه ) صدق الله العظيم
وفي الختام أخص بهذه الكلمات شعبنا الصابر :
إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ---- إن عظم الجزاء من عظم البلاء
وعندما يكون شعورك بالنقمة كشعورك بالنعمة تكون قد رضيت بالله ورضي عنك. وإنما يؤتى الصابرون أجرهم بغير حساب. وأعلم يا أخي أن النصر مع الصبر وأن الفرج بعد الكرب وأن مع العسر يسرا, وأعلم أنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .
وأعلم أن صبرك سيولد في داخلك ضجيجا هو أكبر من كل الضغوطات الخارجية بإذن الله .
لا إلـه إلا اللـه سبحانك إنا كنا من الظالميـن .
د.محمد لطفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق