الاثنين، 15 فبراير 2021

‎وداعي ‏الأمل

ذكرتني أختي وانا أناجيها وهي في أوج مصابها قبل وفاتها بما أوصانا به أبي وكأنها أضحت وصيتها
قال لنا
 ياأبنائي إن علاقتنا مع الناس.. . تدوم وتستمر بالتغاضي .. وتزداد إنسجاماً بالتراضي .. لكنها تمرض بالتدقيق .. وتموت وتنتهي بالتحقيق ..
 بالابتسامة نتجاوز الحزن .. وبالصبر نتجاوز الهموم .. وبالصمت نتجاوز الحماقات .. 
وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهيه .. 
تمـيزوا بما شئـتم لكن لا تتكبروا أبداً .. اكتبوا ما شئتم لكن لا تستفزوا أحداً .. انتقدوا كما شئتم لكن لا تطعنوا أحداً .. 
روعة الإنسان ليست بما يملك بل بما يمنح..

كانت دائما تمنح نصف مايأتيها من غلال إلى كل محتاج من حولها ..
 وتتقاسم ما تهيئه من أطايب المآكل مع كل من يطرق بابها
وتلقى الضيف بوجه ملائكي يفيض بك لطفاً ويغمرك طيبه ..
بعد أن أطفئت أنوار منزلها العامر بالكرم والإحسان
إلا من ضياء وجه سندها وزوجها كرم الله أصله وبريق شمعة ابنتها وهي تذاكر لإمتحانات الثانويه   
جلست في غرفتي وحيدا أتذكر مآثرها فتساءلت مع نفسي كيف أنها تمنح نصف مايأتيها دون أن توفره إلى يوم  قد تحتاج فيه علاجاً أو سراجاً فتبين لي أنها حتماً قد فتحت حساباً عند ربها عُملته الصدقه والإحسان دون أن تولي اهتماماً إلى مال الدنيا في هذا الزمن الأغبر..
كانت تقنعني بمقولة لها تقول ( وما سمي مالاً إلا لأنه ما ....  لك.)..ربما كانت رؤيا من رؤاها تعلمت منها كيف تبقى قريبه من خالقها بالذكر وقراءة القرآن والدعاء فكان ينزل السكينه على قلبها فأراها قريرة العين مطمئنه رغم مااعتراها من أمراض وكأنها واثقه بقدرها القريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق