نصيحتنا المتواضعة إلى أم السلطات الدكتاتورية التي تؤكد بقاء عائلتها على رأس السلطة مع سبق الإصرار والتعدي أو التردي ويجوز الإثنان فإننا نقول:
ــــ لا أحد يخرج من مستنقع ويبدو متألقا حتى ولو استعمل لغة المحامين والنبلاء.
ــــ أن تدفع ثمنا باهظا كي يكرهك الناس دون أن تجني ثمار النصر الذي أحرزته حتى الآن، دليل على أن نصرك قد بني على هزيمة أخلاقية خصوصا أن سلطتك تشكلت على تركيبة عنصرية. إن العدل أقل كلفة من الظلم.. والأمن أقل كلفة من الحرب، بيد أن الأمن لا يتحقق بمقدار ما يتفق عليه إلا إذا اقترن بحسن النية والنقاء من الافتراء والأغراض الشخصية.
أما العداوة فهي حتما تتحقق بقدر ما يستثمر بها من شر.
عجبت لسلطة تستثمر ذكاءها في خلق أعداء على قياس الظروف السياسية والتاريخية التي تمر بها حتى أصبحت حاجتها إلى الأعداء تفوق حاجتها الى الحلفاء.
أبو العز الحلبي
١٩١٢
الأحد، 30 ديسمبر 2018
حكمه في محنه
من هو ترامب ؟
ترامب هو رجل مصالح مايهمه من الشرق الأوسط بعد أن سلح حلفاءه ودربهم مثل دول الخليج والإسرائيليين والأكراد أن يتركهم يدافعون عن أنفسهم بأنفسهم دون أن يورط أحدا من أفراد شعبه وجيشه
يلعب على المكشوف ويطلب الثمن لكل شيء يقوم به
يصغط على حلفائه ماليا وسياسيا ويستنزفهم مثلما يقوم بذلك مع أعدائه
السبت، 29 ديسمبر 2018
"فضل إيران على أوروبا ."
"فضل إيران على أوروبا ." عبارة قالها مستشرق بلجيكي : (( لولا الإيرانيون الشيعة الصفويون لكنا نقرأ القرآن فى بلجيكا)). ملخصٌ لبحث رائع نشره الأستاذ الدكتور/محمد عماره /بمجلة الأزهر، عن خيانات الشيعة عبر التاريخ للأمة الإسلامية. أهديه إلى من يقول سأذهب إلى النجف و أصلّيَ خلفهم! أهديه إلى شيخ الأزهر الذى صرح بهذا التصريح ولم تعترض على تصريحه عمامة واحدة. يقول لكم الأستاذ الدكتور/محمد عماره: لقد استنفرت مأساة احتلال الصليبيين للقدس- التى صنعها الشيعة_الفاطميون والبويهيون والقرامطة- عندما سيطروا على الخلافة العباسية، واستبدوا بالأمة الإسلامية – استنفرت روح المقاومه فى الضمير السنى والعقل السنى المعبر عن جمهور الأمة، فقامت الدولة الفروسية الإسلامية السنيه: الدوله الزنكية النورية، والدولة الأيوبية والدولة المملوكة، تلك التى استعانت بإحياء المذهب السنى الذى أدّى إحياؤه إلى إيجاد لحمة الانتماء بين الأمة والدولة مرة أخرى. وكان لصلاح الدين الأيوبي الذى تألق فى ميادين الانتصارات الحربيه الدور الرائد فى إحياء روح الحياة لدى المسلمين وتطهير البلاد من العقائد الشيعية الباطنية الغريبة والشاذة. خلال هذه الفتره قام الشيعة – الذين غربت شمس دولتهم بسلسلة من الخيانات فتحالفوا مع الصليبيين ضد صلاح الدين الأيوبي، ومع هولاكو الوثنى ضد الخلافة العباسية. الوزير الشيعى( شاور) عقد تحالفات مع الصليبيين ضد سعي الدولة النورية إلى تحرير مصر من الخطر الصليبى، وكانت نتيجة خياناتهم اجتياح الصليبيين لمصر، ومرابطة قواتهم على أبواب القاهرة، وامتلاك مفاتيحها، ودفع مصر الجزية للصليبيين بل.. أطلق هؤلاء الخونة على الفرنج وصف (الفَرَج). استمر العار الشيعي الفاطمي حتى إزالة الجيش السنى الذى قاده أسد الدين شيركوه ، وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي. وبعد ان تمكن صلاح الدين من إزالة الدوله الفاطمية، واخذ فى التوسع بإنشاء المدارس السنية التى أحيت مذهب أهل السنة والجماعة، وأخذ فى تطهير البلاد من بقايا التشيع الإسماعيلى، تحالفت ضده بقايا هذه الدولة مع الصليبيين، وتمردوا عليه مرة بقيادة مؤتمن الدولة، ومرة بقيادة الشاعر عمارة اليمني، فقضى صلاح الدين على هذه التمردات، وهذه الخيانات، ثم بعد أن أزال السلاجقة الأتراك من أهل السنة نفوذ الدولة البويهية الشيعية من المشرق الإسلامى مارس الحشاشون وهم شيعة إسماعيلية الخيانة والاغتيالات ضد السلاجقة فحاولوا اغتيال..صلاح الدين مراراً، وعندما ضعفت قوة الصليبيين لجاء الشيعة إلى الوثنية التترية يستنجدون بها، ويستدعونها لتوجيه قوتها التدميرية الى الخلافة العباسية إلى جانب قوة الصليبيين، فانضم الوزير الشيعي ابن العلقمي وقيادات شيعية أخرى الى هولاكو وجحافل التتار! وصنعوا ببغداد والمشرق المأساة التى تفردت بين مآسي التاريخ!. فعلى الجبهة الفكرية :- تم التدمير بالاحراق والإغراق لكنوز الفكر الإسلامي، وتراث الحضاره الإسلامية!. وعلى جبهة الإبادة للبشر:- يكفى ان تعرف ان أعداد من قتل من المسلمين قد بلغ مليونى نفس فى أربعين يوماً!. هكذا صنعت خيانات الشيعة بزعامة الوزير ابن العلقمى المأساة التى أتت على الدوله الإسلامية طمعا فى إحلال دولة شيعية محل الخلافة العباسية السنية!. وبعد هذا الدمار استطاعت الدولة المملوكية هزيمة التتار فى موقعة عين جالوت والقضاء على حلم اقامة الدوله الشيعية. ولكن وبعد هذا الانتصار الذى تم فى عين جالوت جاءت البلوى من مغرب العالم الاسلامى من الأندلس عندما نجح الصليبيون الإسبان والبرتغاليون الأوروبيون فى إسقاط غرناطة واستئصال الإسلام من غرب أوروبا، وبدأ السعي الصليبى فى الالتفاف حول العالم الإسلامي تمهيدا لضرب قلب هذا العالم الاسلامى واستعادة القدس الشريف، والأرض المقدسة من جديد!. وفى نفس العام خرجت حملة صليبيه يقودها كريستوف كولومبس- قاصدا جزر الهند الشرقية لمحاربة المسلمين ولجمع الذهب كى يجهز به حملة صليبية تستعيد القدس، فلما ضل طريقه البحرى وذهب الى امريكا جمع الذهب لذات الغرض وعاد ليحرض ملكى إسبانيا والبابا اسكندر على تجييش هذه الحمله الصليبية!. وبعد خمس سنوات من إسقاط غرناطة خرجت الحملة الصليبية البرتغالية بقيادة فاسكو دى جاما فألتفت حول افريقيا ووصلت إلى بحر العرب فى طريقها الى شواطىء الهند والفلبين رافعة شعار التوابل والمسيح..أي تحويل طريق التجاره بعيداً عن أرض العالم الإسلامي لاضعافه اقتصادياً مع تنصير المسلمين! فخرج الجيش المصرى من ميناء السويس الى شواطىء الهند لنصرة المسلمين هناك فى الحرب ضد البرتغاليين وبدأت الدوله العثمانية السنية فتح جبهه ضد الكنيسة الكاثوليكية وأمراء الإقطاع الأوربيين وكانت عناصر الخيانه حاضرة وجاهزة!. ملكة الحبشه هيلانا تحولت مع بعض ملوك الحبشه حينا من الدهر عن الارثوذكسيه الى الكاثوليكيه – مذهب البرتغاليين- ثم تحالفت معهم ضد القبائل والشعوب المسلمة وضد الدولة المملوكية وذلك لتحويل مياه النيل إلى البحر الأحمر والصعود فى هذا البحر الى جدة فمكة والمدينة لهدم الكعبه وسرقة جثمان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للمساومة به على استعادة القدس و انتقالها إلى ايدى الصليبين مرة أخرى، ولكن مقاصدهم لم تتحقق بفضل الله تعالى بعد أن سلّط عليهم الرياح فى البحر الأحمر، و بسبب نقص المؤن اللازمة للأسطول البرتغالي على الجانب الآخر نجحت جبهة تحالف البرتغاليين الصليبين مع الشيعه الفرس الصفويين!. وكما أجبر البرتغاليون والإسبان وقهروا المسلمين فى الاندلس واجبروهم على ترك دينهم وخيروهم بين التنصير وبين الموت او الفرار من البلاد فقد اجبر الصفويين اهل السنه الايرانيين الذين كانوا اغلبية على اعتناق المذهب الشيعي وقتلوا ما يزيد عن مليون انسان من اهل السنة آنذاك بهدف تحويل إيران من السنة إلى الشيعة!. ولم تكن الدولة العثمانية بعيدة عما يجرى فقد بدات حملتها على وسط اوربا ووصلت جيوش السلطان سليمان القانونى الى اسوار فيينا وعاصمتها، فقام الشاه الشيعي الصفوى فى إيران إلى تحريك جيشه للهجوم على حدود الدولة العثمانية الأمر الذى اضطر العثمانيين كى يحموا حدودهم الشرقية إلى سحب جيوشهم على اسوار فيينا!. ولايزال الأوربيون حتى اليوم يحتفلون بإنقاذ الشيعة الصفويين للعاصمة فيينا من الفتح العثماني!. تكررت هذه الخيانة الشيعية الصفوية على عهد الشاه نادر شاه الذى دفع جيشه بالاتفاق مع البرتغاليين الصليبيين إلى احتلال بغداد- الامر الذى اضطر السلطان العثمانى الى سحب جيوشه من على اسوار فيينا مرة ثانيه كى يعود لتحرير بغداد من الاحتلال الصفوى. شارك خبراء إنجليز إيران فى مقاومتها للدوله العثمانيه فذهب خبراء انجلترا لتقوية المدافع الايرانيه ضد الدولة العثمانية السنية!. انقذ هذا الحلف الصليبى الصفوى أوروبا من الفتوحات العثمانية، ولقد عبر احد المستشرقين عن ذلك عندما قال (( لولا الإيرانيون الشيعة الصفويون لكنا نقرأ القرأن فى بلجيكا))!. مقال تعريفي هام نرجو نشره على نطاق واسع.
الجمعة، 28 ديسمبر 2018
"أخطر كتاب لكاتب أمريكي" أسمه *موت الغرب* للمؤلف الأمريكي "باتريك جيه بوكانن" .
"أخطر كتاب لكاتب أمريكي" أسمه *موت الغرب* للمؤلف الأمريكي "باتريك جيه بوكانن" .ولمن ﻻيعرف الكاتب , فهو سياسي ومفكر أمريكي معروف عمل في منصب مستشار لثلاثة رؤساء أمريكيين.، وهو كاتب لعمود صحافي دائم في عدد من الصحف الأمريكية ومؤسس لثلاثة من أشهر برامج التلفزيون في أكبر قناتين أمريكيتين ( إن. بي. سي) و(سي. إن. إن) .
ألف العديد من الكتب منها :
- يوم الحساب
- حالة طارئة
- عندما يصير الصواب خطيئة
- الخيانة العظمى
والكتابان المشهوران جدا :
- محق منذ البداية
- جمهورية لا إمبراطورية
واللذان كانا من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتّحدة .
والكتاب الذي نحن بصدده *موت الغرب* , هو كتاب مهم وعلى جميع النخب المسلمة في العالم الإطلاع عليه وقراءته .
فهو يبشر بموت وإنتهاء الغرب . والمؤلف في هذا الكتاب ينبه إلى أن الموت الذي يلوح في أفق الغرب هو في الواقع موتان :
- موت أخلاقي بسبب السقوط الأخلاقي الذي ألغى كل القيم التربوية والأسرية والأخلاقية التقليدية .
- موت ديموغرافي وبيولجي (النقص السكاني بالموت الطبيعي) .
ويظهر بوضوح في العائلة وفي السجلات الحكومية التي تشير إلى إضمحلال القوى البشرية في الغرب وإصابة ما تبقى منها بشيخوخة لا شفاء منها إلا بإستقدام المزيد من المهاجرين الشبان أو بالقيام بثورة حضارية مضادة تعيد القيم الدينية والأخلاقية إلى مكانتها التي كانت من قبل .
ويقول الكاتب أن الموت المقبل مريع ومخيف لأنه وباء ومرض من صنع أيدينا ومن صناعة أفكارنا وليس بسبب خارجي مما يجعل هذا الموت أسوأ بكثير من الوباء الأسود الذي قتل ثلث سكان أوروبا في القرن الرابع عشر .
فالوباء الجديد لا يقتل إلا الشباب مما يحول الغرب عموما وأوروبا بشكل خاص إلى "قارة للعجائز" !!
القصة ليست مجرد تخمينات أو توقعات أو احتمالات إنما هي حقيقة واقعة وسوف تصدمك لشدة وضوحها خاصة عندما تبدأ الأرقام بالحديث !!
فوفقا للإحصاءات الحديثة , هبط (معدل الخصوبة) عند المرأة الأوروبية إلى (1 طفل) لكل إمراة علما أن الحاجة تدعو إلى معدل (2 طفل) كحد ادني لتعويض وفيات السكان الموجودين الآن دون الحديث عن زيادة عددهم . وإذا بقيت معدلات الخصوبة الحالية على ما هو عليه , فإن سكان أوروبا البالغ عددهم 728 مليون نسمة بحسب إحصاء عام 2000م سيتقلصون إلى 207 ملايين في نهاية هذا القرن إلى أقل من الثلث .
وفي المقابل , ففي الوقت الذي تموت فيه أوروبا لنقص المواليد , يشهد العالم الثالت الهند والصين ودول أمريكا اللاتينية (وخاصة المسلمين) إنفجارا سكانيا لم يسبق له مثيل بمعدل 80 مليونا كل عام . ومع حلول عام 2050م , سيبلغ مجمل نموهم السكاني 4 مليارات إضافية (4 مليارات إضافية من البشر) . وهكذا , يصبح كابوس الغرب حقيقة وتصبح أوروبا بكل بساطة ملكا لهوﻻء بعد وقت ليس بالبعيد !
ويقول المؤلف أن الأرقام تصبح مخيفة أكثر عند تناولها لتشخيص مرض النقص السكاني على مستوى الدول والأمم بعد 50 عاما من الآن .
ففي ألمانيا , سيهبط التعداد السكاني من 82 مليونا إلى 59 مليون نسمة وسيشكل عدد المسنين ممن تجاوزوا الـ 65 عاما أكثر من ثلث السكان .
أما إيطاليا , فستشهد تقلص عدد سكانها البالغ 57 مليونا إلى 41 مليونا وستصبح نسبة المسنين 40 % من التعداد العام للسكان .
وفي إسبانيا , ستكون نسبة الهبوط 25 % .
وستشهد روسيا تناقص قواها البشرية من 147 مليونا إلى 114 مليون نسمة .
ولا تتخلف اليابان كثيرا في اللحاق بمسيرة الموت السكاني . فقد هبط معدل المواليد في اليابان إلى النصف مقارنة بعام 1950 وينتظر اليابانيون تناقص أعدادهم من 127 مليون نسمة إلى 104 ملايين عام 2050م .
أرقام مخيفة لكن السؤال المحير : لماذا توقفت أمم أوروبا وشعوبها عن إنجاب الأطفال وبدأت تتقبل فكرة اختفائها عن هذه الأرض بمثل هذه اللامبالاة ?
يقول المؤلف : إن الجواب يكمن في النتائج المميتة لهذه الثقافة الجديدة في الغرب والموت الأخلاقي الذي جرته هذه الثقافة على الغربيين هو الذي صنع موتهم البيولوجي .
فإنهيار القيمة الأساسية الأولى في المجتمع (وهي الأسرة) وإنحسار الأعراف الأخلاقية الدينية التي كانت فيما مضى تشكل سدا في وجه منع الحمل والإجهاض والعلاقات الجنسية خارج إطار المؤسسة الزوجية إضافة إلى تبرير لا بل تشجيع العلاقات الشاذة المنحرفه بين أبناء الجنس الواحد , كل هذا دمر بشكل تدريجي الخلية المركزية للمجتمع وأساس استمراره ألا وهي الأسرة .
وتبدو لغة الأرقام هنا أكثر هولا . فقد أرتفع الرقم السنوي لعمليات الإجهاض في الولايات المتحدة من ستة آلاف حالة سنويا عام 1966 إلى 600 ألف عام 1976 بعد ان سمح بالإجهاض وأعتبرت عملية قتل الأجنة حقا للمرأة يحميه الدستور . وبعد عشر سنوات , وصل الرقم إلى مليون ونصف حالة إجهاض في العام الواحد .
أما نسبة الأطفال غير الشرعيين , فهي تبلغ اليوم 25 في المائة من العدد الإجمالي للأطفال الأمريكيين ويعيش ثلث أطفال أمريكا في منازل دون أحد الأبوين (إما بدون الأب وهو الغالب وإما بدون الأم) .
ومؤشر آخر خطير !
فقد بلغ عدد حالات الانتحار بين المراهقين الأمريكيين ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عام 1960 .
أما عدد مدمني المخدرات (المدمنين وليس المتعاطين) بلغ اكثر من ستة ملايين شخص في الولايات المتحدة وحدها !
وقد تناقص كثيرا أعداد الشبان والشابات الراغبين في الزواج .
ومن الطبيع لمجتمع يسمح بالحرية الجنسية الكاملة ويتيح المساكنة بين الرجل والمرأة دون أي رابط شرعي أو قانوني في بيت واحد وخوف الرجل من قانون الأحوال الشخصية الظالم حين تأخذ الزوجة نصف ثروته في حالة الطلاق وإضطرار المرأة للقبول بالمساكنة بدون زواج بسبب حاجتها إلى رجل يقف معها ويحميها ناهيك عن الحاجة البيوليحية , أن يصل لهكذا نهاية .
أما قضية الشذوذ الجنسي وقانون الزواج بين أبناء الجنس الواحد , فحدث ولا حرج حيث بلغت حدا لم يكن ممكنا مجرد تخيله في السابق !
وكانت هيلاري كلنتون المتعجرفة أول سيدة أولى في البيت الأبيض تمشي في تظاهرة لـ (مثليين) لإبداء تعاطفها مع قضيتهم ومطالبهم المشروعة !
وأخيرا , يخلص المؤلف للقول إن هذه هي إحصاءات مجتمع منحط وحضارة تحتضر وتموت وأن بلدا مثل هذا لا يمكن أن يكون حرا . فلا وجود للحرية دون فضيلة ولا وجود للفضيلة بغياب الإيمان .
# أنتهى #
***********************************
هذا بإختصار ملخص النقاط المهمة في الكتاب ...
https://books.google.com/books/about/The_Death_of_the_West.html?id=MTrg__Jyf0kC
الخميس، 27 ديسمبر 2018
مفاجأة عدد السوريين حول العالم!!
هذه الاحصائية تضم جميع الاشخاص والافراد ذوي الاصول السورية (أبائهم او اجدادهم سوريين) والمنصهرين، وكذلك من يحملون الجنسية السورية والذين يقيمون في سوريا الام أيضا.ً
عدد السوريين في:
سوريا 21.000.000
لبنان 800.000
الولايات المتحدة 8.000.000
كندا 4.000.000
المكسيك 600.000
كولومبيا 1.500.000
فنزويلا 1.500.000
اوروغواي 500.000
تشيلي 1.750.000
البرازيل 13.000.000
الارجنتين 6.000.000
استراليا 100.000
الكويت 500.000
(أكبر من عدد سكان الكويت)
السعودية 700.000
الإمارات 150.000
ايطاليا 100.000
فرنسا 450.000
ألمانيا 1.200.000
بريطانيا 650.000
الصين 500.000
اسبانيا 5.000.000
معلومات وحقائق :
1. بدأت الهجرات السورية الى شتى بقاع الأرض رسميا منذ عام 1820 م بعد الازمات الاقتصادية التي تعرضت لها بلاد الشام اثناء الحكم العثماني.
2- أكبر جالية سورية في العالم تقيم في البرازيل وعددها 7.000.000 (من غير المنصهرين) وتعود اصولهم لمدينة حمص واللاذقية، تليها الجالية في الارجنتين والولايات المتحدة.
3- بالنسبة لاسبانيا فالسبب في العدد الهائل للمنصهرين (عددهم 5 ملايين)، هو ان معظم الاسبانيين متوالدين من العرب اللذين كانوا يحكمون الاندلس، ويقدر عدد الاسبانيين الحاملين لاصول عربية نصف عدد سكان اسبانيا.... اما السوريون فيشكلون خمس المنصهرين العرب، والسبب الرئيسي معروف وهو انحدارهم من اصول أموية هجينة، وما زال المنصهرون في اسبانيا يفتخرون بالاصول العربية الأموية حتى يومنا هذا.
4-جميع التقارير من جميع المنظمات الدولية والحكومات العالمية، تشير الى حسن السيرة والسلوك للمواطن السوري بشكل عام (مع وجود بعض المخالفات طبعا)، وتتمتع الجاليات السورية في البلاد العربية والاوربية والامريكية بالسمعة الحسنة والسلوكيات القويمة المحترمة.
5- عدد السوريين الموجودين في العالم ككل يبلغ 73.000.000 فرد، منهم الذين فقدوا هويتهم السورية (المنصهرين) ويقارب 35.000.000، اما عدد السوريون ممن يحملون الجنسية السورية فيبلغون حوالي 38.000.000 سوري، 21.000.000 منهم يعيشون في سوريا، والباقين موزعين في اقطار العالم.
الجمعة، 14 ديسمبر 2018
شكر على دعوه
أخي الغالي مبارك دعوت فأحسنت فبوركت..
كلمة شكر وعرفان .. إلى صاحب القلب الطيّب .. إلى صاحب النفس الأبيّه .. إلى صاحب الابتسامة الفريدة
بكل المحبة والوفاء وبأرق كلمات الشكر والثناء، ومن قلوب ملؤها الأخاء نتقدم بالشكر عل دعوتك الكريمه الممتعه بإحتفائها وصحبتها وذوقها وكرمها..
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018
الفرق بين الرعايه والتربيه
🔴 متابعة الأولاد والاهتمام بإطعامهم وظهورهم بالمظهر الحسن وحل الواجبات تسمى رعاية وليست تربية!!!!!
فما هي التربية إذًا؟
🔵التربية هي العمل على خمسة أمور:-
أولًا : بناء القناعات
وتشمل العقيدة .. المبادئ .. القيم .. الطموحات .. فهم الحياة
ثانيًا : توجيه الاهتمامات
وتشمل ما يشغل بال الانسان وكيف يقضي وقت فراغه.
ثالثًا : تنمية المهارات
بأنواعها المختلفة؛ رياضية؛ فنية؛ عقلية؛ اجتماعية؛ إدارية؛ علمية.
رابعًا: فهم قواعد العلاقات
من تصاحب؟ من تتجنب؟ وكيفية بناء العلاقات
وإصلاحها أو إنهائها.
خامسًا : اختيار القدوات
وهم الأمثال العليا الذين يتطلع إليهم الإنسان ليصبح مثلهم ،وكذلك فهم القوانين التي تحكم التعامل مع القدوات.
هذه الخمس تسمى تربية وغيرها رعاية.
🔵الرعاية يمكن تفويض جزء منها، أما التربية فلا تفويض فيها؛ لأنها هي واجب الأم والأب أولًا، ويساعدهم المربون المخلصون في ذلك.
اللهُّم قدرّنا على رعاية وتربية أبناءنا .
الاثنين، 10 ديسمبر 2018
العصر الذهبي لشارع بارون
مقاهي شارع بارون وقصصها، منقوله عن سعد زغلول الكواكبي..
في الضفة الشرقية من الشارع :
أنشئ أول مقهى بلدي في أرض «الضالع» التي تقع أمام المتحف الحالي و هو
المقهى الوحيد الذي يقدم منقوع زهر البنفسج المغلي.
وفي شماله كان ملهى الـ : «CHAT BOTTE» و ملهى الـ «PARISIANA» يليهما
مقهى الـ«WINRICE» ومقصفه العلوي ذو الحديقة .
ويلي المنعطف سينما «ركس» ثم سينما «روكسي» التي افتتحت في أوائل الحرب
بأول فيلم ملون هو «ذهب مع الريح» يليها «مقهى البرازيل» الشهير ، ثم
سينما «ريّو» ، ويليها مطعم وملهى «kit kat» وكان أكثر رواده من الضباط
الفرنسيين.
وقد أنشئت على قسم من أرضه فيما بعد سينما «أمبير» التي افتتحت بفلم
استعماري يروي القضاء على المقاومة الوطنية في المغرب ، اسمه «الجاويش
المجهول» وهي في نهاية «شارع بارون» المطلة على ساحة تقاطع ما كان يسمى
الجادة الكبرى بزقاق «الصفية»اي شارع القوتلي مع شارع سينما أوغاريت .
ومن شرفة هذه السينما أطل زعماء الطلاب يخطبون الجماهير في عدة مناسبات
كانت إحداها يوم الاجتماع الكبير لحرق الثقافة الفرنسية رداً على قتل
ضابط فرنسي للطالبين من مدرسة التجهيز هما «القدسي» و«الحاووط» في أول
شارع «اسكندرونه» من جهة الجنوب.
وبعد خروج فرنسة استحضرت سينما أمبير أول فيلم مصور عن الحج ، اختلفت
بشأنه آراء المتدينين ، ولكن المفتي «الأستاذ محمد الحكيم» رحمه الله
أعلن جواز مشاهدته لعدم مخالفة ذلك للشعائر الدينية ، وكان هو أول من دخل
السينما لمشاهدة هذا الفلم تشجيعا للمسلمين.
وفي الساحة أمام هذه السينما حيث تقاطع الجادتين كنت لا ترى من يسير
عابراً الساحة ، وإلا فإن الشرطي راكب الدراجة النارية يطيح بمن نزل من
الرصيف إلى الساحة، كان ذلك قبل فساد الذوق العام .
ولكل من هذه المعالم قصص وحكايات لا أزال أذكر بعضها :
فأما ملهى الـ«شا بوتيه» فكانت الراقصات الأجنبيات والمطربات الفرنسيات
يأتين إليه ،و اغلق في العشرينيات ، أما «الباريزيانا» فيستقدم الفرق
الراقصة الأوروبية.
أما مقهى ومطعم «الوينريس» فكان يرتاده كبار رجال حلب ممن كنا نسميهم
«مجلس الشيوخ» ومنهم الطبيب «أسعد الكواكبي» ، ومعه زملاء أطباء :
«علي الناصر» و«توفيق الأنصاري» و«عبد الرحمن الكيالي» ، ومنهم مدراء
عامون : «توفيق الحياني» و«ياسين الحراكي»، بالإضافة إلى المحافظين
السابقين ، وبالإضافة إلى «جميل ابراهيم باشا» الذي كان أهل حلب يلقبونه
بـ«عمنا جميل».
وكانت مائدتهم دوماً هي الجنوبية ، وكثيراً ما كانوا يستضيفون الأديب
«سامي الكيالي» والموسيقار «أحمد الأوبري».
ويحلّ المساء في هذا المقهى فيخرج أعضاء مجلس الشيوخ إلى «نادي الشرق»
وهو «نادي الست إيفون غزالة» من أرقى نوادي الأسر الحلبية ، ليتناولوا
العشاء الفاخر.
أما سينما «روكسي» فكانت مقصوراتها تمتلئ بصواني الكبة والبقلاوة أثناء
عرض الأفلام ، يطلبها زعماء الأحياء وأثرياء الحرب المرتادون للسينما .
في صالة هذه السينما جرى تأبين المرحوم «إبرهيم هنانو» بحضور كبار
الزعماء وأولهم «سعد الله الجابري» والمرحومين «هاشم الأتاسي» و« شكري
القوتلي» و«فارس الخوري» ، حيث ألقى كل من الشاعرين : «عمر أبو ريشة»
و«بدوي الجبل» الشعر التأبيني الرائع مع شعراء آخرين. وقد بات الضيوف
جميعاً في «فندق بارون».
وفي نفس الصالة جرى تأبين «سعد الله الجابري» ورثاه بحضور أولئك الزعماء
وزعماء سورية ولبنان قاطبة كل من الشاعرين المذكورين أيضاً.
أما مقهى «البرازيل» فكان يرتاده أساتذة وطلاب التجهيز من صفوف البكالوريا
في الضفة الغربية من شارع بارون :
ونعود إلى بداية شارع بارون لنسير على الضفة اليسرى الغربية ، فنصل
بدايةً إلى مقهى «بالانجيان» ، وكان من أرقى المقاهي الحديثة على الطراز
الأوربي ، يأتيه رواده بعد أن يقصوا شعرهم لدى الحلاق «أغوب» كان من رواد
هذا المقهى ، صباحاً ، أثناء العطل ، أعضاء «مجلس الشيوخ» من شخصيات حلب
الكبرى ، ونحن الأساتذه في المدارس الثانوية والمحامون والقضاة ، وبعض
الغرباء عن البلدة من طبقة «الأغوات» ، والمثقفون ، يرتاده الرجال
والنساء .
كان «شارع بارون» من أنظف شوارع العالم وأرقاها ، ولا يتصور رواده ولا
أصحاب محلاته مرور شخص فيه بقيافة غير مقبولة ، ففي يوم كنا فيه قعوداً
في هذا المقهى حول مائدتنا ، والطقس مشمس شتاء، وإلى جانبنا رجل وامرأة
لطيفة المظهر ، لم نتأكد من شخصيتها بعد ، حين مرّ رجل رث الثياب يلبَس
السروال «الشروال الحلبي الأسود» قادما من «باب الجنان» ، يقف خلف زجاج
المقهى ، عاقداً ذراعيه حول ظهره ، ينظر إلى المرأة المذكورة بشغف وإطالة
ويبتسم لها ، فاستشاط النادل «كربيس» غضباً منه وخرج إليه يسأله عن سبب
مروره من هنا ، وطال الجدال فاستدعينا النادل ولمناه على فعلته ، وتدخلت
السيدة قائلة له : اتركه يفرّج ناظريه كما يشاء.
فتركه ، فما كان من الرجل إلا أن فتح الباب ومدّ رأسه محيياً تلك الفتاة
مبتسماً لها قائلاً :
(ولك شلونك يا ألكسندرا ؟ واللهِ اشتقنالك كتير ، بس آه ، ما معي مصاري
للشهبندر ، يا حيف على هديك الأيام) !
فأدركنا للفور بأن الآنسة هي «ألكسندرا بدران : نور الهدى» وهو يعرفها
باسمها القديم قبل أن تلقب بنور الهدى ، منذ مدة طويلة.
فما كان من هذه المرأة الفاضلة إلا أن دعته ليزورها في سهرة هذا اليوم
على حسابها وكتبت له رقعة تخوله ذلك ، لكن «كربيس» عامل المقهى لم ينس أن
يوصيه بارتداء لباس جيد..
نعم ، هكذا كان شارع بارون !
حتى «علي المجنون» الذي كان يلقب بـ«فرنانديل حلب» نظراً إلى قسمات وجهه
ولطفه مما يجعلك تضحك لمجرد مشاهدته والتحدث معه، وهو المختص بمرافقة
أرتيستات ومغنيات مرقص «الديكسي» المجاور من فندق «بارون» إلى أماكن
عملهن وإعادتهن ، تبرعاً ، كان يلبس ثياباً نظيفة وقد علق على صدره
أنواعاً من الأوسمة .
وكان المصورون في حلب ، وبعض السواح الأجانب ، يتبارون في تصوير وجه
«عليّ» هذا ، (الفوتوجينيك على قولهم).
ومن المترددين على هذا المقهى «الشيخ سليمان» وهو من أسرة محترمة في
المدينة كان عسكرياً منضماً إلى فرقة الجوقة الموسيقية النحاسية في الجيش
الفرنسي ، وقد أصيب بعاهة خلّفت لديه تراجعاً عقلياً ، كان يأتينا إلى
المقهى ويبتدئ بالسلام على أعضاء مجلس الشيوخ ، كما تقتضيه آداب «أهل
أول» ويطمئنهم على أنه هذا اليوم بالذات لا يحتاج إلى «خرجية» لأنه مدعو
للغداء على حساب صديق ، فيضحكون ويقدم له بعضهم ما تيسّر ، ثم ينعطف
إلينا ويسلم ويقول لي مثلاً :
(أنا أعرف أنك لا تحمل فراطة «فكة مصاري» يا أبو فاضل، لا بأس ، اتركها للغد)..
حتى إذا قارب المساء انتقل «الشيخ سليمان» إلى «قهوة الدب» حيث يقعد مع
العازفين على الآلات النحاسية ليعزف للمارة لقاء عشاء دسم.
أما «عزت الطوبجي» فكان يزرع الشارع جيئة وذهاباً ، مروراً بمقهى «النفخ
طبخ» بصورة إلزامية ، وشعر رأسه منسق بأشكال غريبة ، لا يتحرش بأحد مطلقا
، إلا أنه يحيي النساء بغمزة من عينيه فحسب ، وهو لا يشحذ نظراً ليسر
حاله ، وقد حدثتني النساء عن كيفية سلامه وتحدثه مع من يسلم عليها بلغة
فرنسية ، وترد عليه النساء السلام بمثله نظراً لأدبه الجم !
وأما الأرض التالية لـ«مقهى بالانجيان» فلقد كانت فيها «سينما كوزموغراف»
الصائتة ، وقد حضرنا فيها ــ في الثلاثينات ــ أول فلم لطرزان ، وفيها
غنت أم كلثوم سنة 1930، وتليها سينما «الشرقي الصيفي» ثمّ «سينما بالاس
الصيفي» ثمّ «سينما الشهبندر الصيفي» وقد زالت كلها.
وأنشئ بجانب «بالانجيان» مقهى ومطعم وملهى «الديكسي» وكان من أرقى
المقاهي أيضاً. وكانت الأرصفة المضمومة إليه وإلى سائر المقاهي في الشارع
تمتلئ نهاراً في الربيع ومساءً وليلاً في الصيف ، مكتظة بالأسر الراقية ،
بجمال ونظافة وأناقة ربما فاقت ما عليه الآن ـ أرصفة مقاهي «الشانزيليزي»
في باريس.
حتى عمال المطعم وندل المقهى كانوا يلبسون الثياب الرسمية ، فلا تظن
برئيسهم إلا أنه وزير انكلترا المفوض !
وفي هذا المقهى كنا ــ قبل ظهر أيام التعطيل ــ نلعب الورق مع المرحوم
أمير شعراء الشام «عمر أبو ريشة» ــ مدير المكتبة الوطنية يومئذ، الذي
كان يجمعنا لديه في «الندوة الفكرية» ــ التي كانت أول تجمع ثقافي بحلب
ــ وأستاذنا في الفلسفة المرحوم «أحمد القادري» (ابن خالته فهما أصلاً من
بلدة قرعون على ضفة الليطاني بلبنان) ، و«الأستاذ زكي الأرسوزي» زميلي في
التدريس..
وكانت تجالسنا مطربة شابة من بنات «زغرتا» اللبنانية اسمها «كهرمان»،
ونحضر حفلاتها في مسرح المقهى المذكور ، أو تحضر إلى المكتبة الوطنية مع
الموسيقار المرحوم «أحمد الأوبري» والعازف الحلبي المرحوم «أنطوان
زابيطا» والسيدة «شدرافيان» وزوجها ، فنحيي حفلات موسيقية خاصة على مسرح
المكتبة الوطنية.
وهكذا يومياً ، في هذه المقاهي والفندق ، قصص وطرف تاريخية، حتى إذا حلّ
المساء صعدنا إلى «نادي الشرق» (نادي السيدة إيفون غزالة) لنستمع أحيانا
إلى المطربة «زكية حمدان» شفاها الله ، أو إلى الموسيقا الشرقية للعازف
«زابيطا» ، كما أننا نذهب إلى «نادي اللواء» (لواء الإسكندرونة) لنستمع
إلى أقدم عازف مخضرم عازف الكمان «سامي الشوا» الذي كان في ضيافة النادي
ومدينته حلب لمدة اسبوع.
وفي الشارع المتفرع من «شارع بارون» ، قبل الحرب العالمية ، كان منتدى
الـ« CASA D’ITALIANA » (شباب الحزب الفاشيستي الـ « BALILA ») الذين
يمدهم موسوليني بالمال لدعايته بين العرب ، وفي الاحتفال العام في روما
وجه موسوليني الدعوة إلى جميع فرق «الكازا ديتاليانا» ليحضروا احتفالاً
عاماً في روما لفرق الفاشيست على نفقة الدولة الإيتالية. فذهبوا ، وكان
في جملتهم محدثنا المرحوم «نديم العطار» ، وبعد أن ركبوا البحر مكرمين في
أفخم باخرة إيتالية وصلوا إلى روما بالحفاوة منقطعة النظير ، و باشروا
الحفل ، وأنشدت كل فرقة نشيد دولتها، ولم يجد الحلبيون أغنية حماسية
ينشدونها ، فاقترح عليهم المرحوم «عطار» أغنية «عمك يعقوب» فوافقوا ،
فسار في مقدمتهم وهو يصيح وهم يرددون رافعي الأيدي عقب كل صيحة :
عمك يعقوب..
ما كان يتوب..
ما كان يتوب..
عمك يعقوب..
فأعجب موسوليني بلهجتهم الحماسية فاستدعاهم إلى المنصة لأنه ميزهم من بين
سائر الفرق التي كان يستعرضها بحماسهم الشديد وإشارتهم برفع اليد عقب كل
كلمة «ما كان يتوب.. ما كان يتوب» ، وعلق على صدورهم نياشين السبق.
وفي اليوم التالي ، ترجم أحد الخبثاء لرجال موسوليني الأغنية ، فإذا
بالشباب يتلقون أمراً بالاستعداد للعودة إلى سورية فوراً !!!
وأُعيدوا في باخرة شحن أغنام صغيرة ، فكانوا يعملون في غرف محركاتها بنقل
وتغذية الأفران بالفحم الحجري حتى مرفأ بيروت.
وجاء الأمر بإغلاق هذا المنتدى الحلبي ، فصار أعضاؤه يجتمعون في شرفة
«بارون» ويقصون القصص علينا.
وفي المكان ذاته جرى تحويل المقر ــ حينما وقعت الحرب ــ من قبل الإنكليز
إلى ناد ثقافي لجنود الحلفاء ، حضرنا فيه تمثيليات راقية من الأدب
الإنكليزي.
وبعد خروج الإنكليز والفرنسيين استأجرت المكان جمعية «باريكورتساغان»
الأرمنية وفيها عرّف رجل حلب الكبير «الدكتور روبير جبجيان» الطفلين
«نجمي» و«ضياء» السكري للموسيقار الحلبي الشهير ، روسي الأصل ، المرحوم
«ميشيل بوريزنكو» ليعلمهما الموسيقا الراقية إذ اكتشف فيهما موهبة عجيبة
، فما كانت بضعة أشهر حتى عزفا مقطوعة للموسيقار «سباستيان باخ» بإتقان
كامل ، وقد غصّ نادي الجمعية في «شارع بارون» بالمستمعين ، ولم تعقب ذلك
إلا مدة وجيزة حتى بعثا إلى أوربا للدراسات العليا العالمية.
ونتابع سيرنا على الرصيف الغربي لـ«شارع بارون» فنجد عند منعطف «ببستان
الشاهبندر» مقهى «يرفان» باسم عاصمة «أرمينية» ، ويليه باب «الشاهبندر» ،
الذي كانوا ــ قبيل جيلنا ــ يربطون على بابه بقرة حلوباً ، فيأتي
الموظفون والتجار الساعة السابعة صباحاً لسماع المغنى والموسيقى الشرقية
الراقية فيشربون الحليب قبيل الدخول.
وبعد ساعة يغادرون إلى أماكن عملهم.
ذلك أيام «منيرة المهدية» ، و«مدام بلانش» ، و«الشيخ سلامه حجازي» ، و«مدام لوسيك».
وفي مقابل مقهى «يرفان» كان مقهى «نوفيلتي» ذو الرصيف المفروش أيضاً، وهو
مقهى شتوي إلا رصيفاً كان يستخدم صيفاً ، للأسر الراقية خاصة ، ومن ثم
محلات «غابي وفريدي» للتصوير التي اشتراها المرحوم «عبد الوهاب وتار».
ويلي ذلك محلات A.B.C. العالمية الشهيرة التي اشتراها المرحوم «آردافاست»
وعرفت بمحلات «آردو» ، والتي أغلقت في الستينات وافتتح مكانها مقهى
الموعد ثم صار اسمه مقهى «فانوس» (تعريباً من اسم «فينوس» إلهة
الجمال!).
وفي نهاية الشارع هذه تكون ساحة «يوسف العظمة» حيث نتابع سيرنا شمالاً
دخولاً في شارع «يوسف العظمة» الذي كان يسمى «زقاق الصفية».
وفي الاتجاه المذكور مرت مواكب «جمال باشا السفاح» و«فيصل» و«الجنرال
ألّنبي» و«الجنرال غورو« و«الجنرال فيغاند» و«الجنرال سيراي» و«المسيو
بونسو» المفوض السامي الفرنسي أيام الإنتداب ، و «الجنرال دوغول» ،
و«ابراهيم هنانو» والوفد السوري سنة 1936 و«سعد الله الجابري» و«هاشم
الأتاسي» و«شكري القوتلي» ومواكب ومواكب تاريخية لا حصر لها ، كان لا بد
لها من المرور بـ«شارع بارون» لتلقي الخطب من شرفته العريضة أو ليقيم
أفرادها فيه.
ثمّ لتدخل المواكب «شارع يوسف العظمة» لتصل إلى محطة قطار «بغداد« في
طريقها إلى بيروت أو دمشق أو بغداد أو استنبول.
تخيلوا معي الآن هذا الشارع وقد عادت تلك المواكب إليه ، الوطنية منها
لتبقى ولتحتفل بسقوط الاستعمار التركي والفرنسي ، والقوى الاستعمارية
منها لترحل عن البلاد إلى الأبد.
ألا فانظروا اليوم إلى «فندق بارون» التاريخي الذي كانت مقاهيه تضارع
أرقى مقاهي أوربا ، وكذلك مقاصفه ومتاجره.
إنه اليوم شارع دكاكين الفلافل والفول المدمس وبائعي البانصيب ولاعبي
القمار على الأرصفة .