الأربعاء، 31 مارس 2021

هي الحياة مد وجزر ‏ ‏ لغاده رفاعي ‏رستم ‏

دعك من الحزن صديقي
هي الحياة مد وجزر
سماؤنا يوم هلال،،،، ويوم بدر
والعمر موج بحر
يوم  صاف،،، ويوم غدر
فرحة قد يتلوها قهر
وعتمة يبددها فجر
قد نمسي على حزن وكدر
ونصحوا على نور وزهر 
فلا تياس وتجمل بالصبر
لا شيء يدوم 
هو العمر مد وجزر

الخميس، 25 مارس 2021

أطالبكم بالكتمان

 د. نزار العاني
تقديم :
بدأتُ الكتابة والنشر في جريدة الثورة السورية وأنا في مطالع العشرين من العمر ، دون واسطة ،إذ كنت أتهيّب الدخول إلى جريدة يدير ملحقها أدونيس وياسين رفاعية وشوقي بغدادي ومعين بسيسو و كمال أبو ديب لأتوسط لكلماتي فرصة المرور، وذلك لخوفي من لقاء أحدهم وهم الأيقونات الأدبية لذلك الزمان (1964) ،  ومع ذلك نُشرت وتسربت لي مقالات على صفحة كاملة ، وكتبتُ ونشرتُ خلال ستين سنة ما يكفي لإصدار عشرات الكتب وأحجمت عن فعل ذلك ، وما أزال أكتب ، وأعترف دون خجل ، بعد تجربة ثقافية واسعة ، وتحصيل معرفي وأكاديمي جاد ورصين ، أن قناعاتي القديمة حول جدوى الكتابة والثقافة قد انحرفت وتبدلت تماماً واستدارت كما سأشرح !
رؤى الماضي البعيد :
في العاشرة من العمر تلمست يداي كتاب (الزاد) ، وهو كتاب مدرسي أدبي لأحد أشقائي  للمرحلة الإعدادية آنذاك (1952) يضم المعلقات وغيرها . وبهرتني كتب عظيمة في خزانة كتب بيتنا ، أحدها لعبد الحق فاضل عن عمر الخيام الفلكي الرياضي والشاعر الكبير ، وكتاب لشكيب أرسلان ، واعترافات جان جاك روسو ، وروايات وقصص ومجلات فنية ( مجلة حواء لشقيقتي ، والفصول والمختار ) ، وكان أن أصبتُ بعدوى وباء ومرض القراءة طفلاً صغيراً ، ولم ينصحني أحد بأخذ اللقاح المناسب ، وهكذا تحولتُ إلى معوّق ومن ذوي الاحتياجات الخاصة لمصل الثقافة وفيتامينات المعرفة إلى يومنا هذا وأنا في الثمانين ، وتفاقمت الحالة إلى داءٍ عضال حملته جينات الإغريق واستوطن أثينا ، واسمه الفكر ، وإذا استعصى على الشفاء تطور إلى فلسفة .
ذلك الشغف المرضي والإعاقة المبكرة تحولت عندي إلى عقدة نفسية . كل من لا يعرف شكيب أرسلان ، ولم يسمع باسم عمر الخيام ، وخانته ظروفه ولم يقرأ جان جاك روسو، هو عندي  (سبيعي) لم يكتمل حمله في رحم أمه ، وأورثني هذا الوضع الشعور العميق بالغربة عن أقراني . 
وتكرست ورطتي حين عصف بي شعور التقديس لكل منمنمات :
1- الثقافة 
2- المعرفة 
3- العلم 
4- الفكر
5- الفلسفة

 وأن الإيمان بهذه العناصر هي أركان الحياة الوطيدة ، وغيرها قبض الريح ، وجنحَ عقلي إلى رؤى خيالية ، وأحيانا زائفة ، تجعل المثقف عندي بمرتبة قديس ،  والعارف ببردة نبي ، والعالم عندي فوق الأولياء ، والمفكر بهيئة قائد ، والفيلسوف سيد العقل والحكمة . وأعلن اليوم إنني  في حِلٍ من هذه المقولات المهترئة ، وأكملوا القراءة  لتعرفوا السبب ، ويزول العجب !
رؤى الحاضر الجديد :
وأنا أغط في نومي العميق والعتيق ،  هانئا بأحلام يقظة تتسامى بالثقافة إلى سدرة المنتهى ، وإذ بالربيع العربي يفاجئ أحلامي بداعش وأخواتها ، ويتدفق في واقعي المرئي المشخص والمحسوس أنهار من الدم ، وتغمرني بحيرات يمخر في مياهها تماسيح الفتنة والضلال ، ويلعلع صوت الرصاص وأزيز الطائرات وصدى المدافع الهادرة ، وانفجارات الألغام ومشاهد قطع الرؤوس ، والذبح على الهوية ، وقصف الشعارات والشعارات المضادة ، وإذ بعمر الخيام ملاحقاً وملعوناً وكافراً ومجوسياً وفارسياً يداهمه النيروز بقطع لسانه وتكفير خمرياته ، وإذ بشكيب أرسلان الدرزي وواسطة عقد مؤلفاته (حاضر العالم الإسلامي) تحت أحذية التطرف والتكفير والتكبير، وإذ بـ (العقد الاجتماعي) لجان جاك روسو تنفرط حبّاته إلى يهودي ومسيحي ومسلم ، وينفرط الإسلام إلى 73 فرقة ، يقال واحدة ناجية ، والأخريات داجية وساجية وهاجية وراجية وعاجية .....
فكيف لي أن لا أراجع مواقفي وقناعاتي وآرائي وأستقيل من جمهورية الجهل ؟ واسمحوا لي إذن أن أغادر (رؤى الماضي البعيد) غير نادم ، وأنفض يدي من (رؤى الحاضر الجديد) غير آسف ، وأنحو صوب (رؤى المستقبل البليد) لعالم تنهار قيم ثقافته ، وتهتز أركان معرفته ، وتتعقد إشكاليات علمه ، وتتردّى مقومات فكره ، وتنمحي معالم فلسفته ! 
لقد قالها ت. س إليوت في قصيدته " الأرض اليباب" حين وصف الأرض وصرخ بوجع : (أي الغصون تنمو في هذه المزبلة الصلبة؟). وكثيرون من المثقفين المعاصرين يرتابون من مزبلة عصرنا الملعون هذا ، وأنا منهم .
 يكتب المفكر أمين معلوف في كتاب "الهويات القاتلة، ص 138" : (لا شك أن الريبة هي إحدى المفردات الأساسية في عصرنا :الريبة من الإيديولوجيات ومن الغد المشرق ، الريبة من السياسة والعلم والعقل والحداثة ، الريبة من فكرة التقدم ومن كل ما آمنا به خلال القرن العشرين عملياً ). وليس غريباً هذا التشاؤم المنطقي لكاتب مثقف مثل أمين معلوف ، شرح في كتابه "اختلال العالم" أسباب هذا الاختلال بالتفصيل .
 وأنا أرى سبب اختلال العالم  في تهميش الثقافة والمثقفين ، وتسطيح المعرفة والعارفين ، وتجاوز العلم والعالمين ، ونبذ الفكر والمفكرين ، ونحر الفلسفة والمتفلسفين ، وقمع الأدب والمتأدبين ، من جهة ،  وإعلاء شأن التجارة والمتاجرين ، وتصعيد العسكرة والعسكريين ، ورفع الصناعة والصناعيين ، وطغيان الحروب والمتحاربين ، وتشريف الزيف والزائفين ، من جهة ثانية !
إن عالم الصيارفة والبنوك واللصوص والمرابين والمهربين  ومتاريسهم ودكاكينهم ، لامكان فيه للثقافة والمثقفين ، ولا مكان فيه للشعر والشعراء ، ولامكان فيه للأدب والأدباء ، ولذا فأنا أعلن حزني وخيبتي وأسفي على حراثتي في بحر الثقافة لستين سنة دون أن أحصد سنبلة واحدة ، وأعلن انسحابي من فضاء الثقافة الرائع ، وأترك الساحة لأصحاب الشأن من الأكابر المحترمين : المثقف الكبير سامر فوز ،  والعارف النطاسي وسيم قطان ، والعالم اللوذعي علي أبو خضر ، والمفكر الكبير  نبيل نفيسة ، والفيلسوف القدير بوز الجدي .
وبالأصالة عن نفسي ، ونيابة عن بعض المثقفين الراحلين من الديريين حصراً كي لا أتجاوز حدود محافظتي ومسقط رأسي فيعتب علي أهل السلمية مثلاً :
 المثقف  الفقير ياسين الحافظ ، والعارف الفهيم اسماعيل العرفي ، والعالم الرياضي صباح بقجه جي ، والمفكر الشهير جلال السيد ، والفيلسوف الحكيم محمد الفراتي ، والأديب الألمعي سعد صائب ، نعتذر ونستقيل من (المزبلة الصلبة ) كما سمّى  ت.س إليوت أرض المعمورة ، وننسحب من عصرنا ،  أنا والذين جرى ذكرهم أعلاه من أهلي وعشيرتي ، ونطلب منكم السماح  عن موقفنا المتخاذل والمتراجع والنكوصي  ، وأعدكم وحدي بالتراجع عن استقالتي من جمهورية (باب الحارة)  ،  إذا فاز نادي الفتوة ببطولة كأس العالم للأندية ، وباض الديك الفرنسي ، وطارت الدجاجة اللبنانية من مطار رفيق الحريري إلى مطار شارل ديغول !!!!! 
 وأستحلفكم أن تستروا هذه (الردّة)  الصريحة ، وأطلب العفو من سيف أبي بكر الصديق ، وأطالبكم بالكتمان كي لا يقطع عنقي "العريف غضبان" ، بطل قصة صديقي المثقف حسن. م يوسف ، وكي لا يعلن صديقي الشاعر نزيه أبو عفش العداء والخصومة بيننا ، بسبب تعثري وسفاهتي ونزاهتي ! 
دمشق 24 آذار 2021

الاثنين، 15 مارس 2021

لبنان بين الإستعصاء السياسي والإنهيار الإقتصادي



 لبنان أزمة مركبة بنيوية، سياسية، اقتصادية واخلاقية، لم يسبق له أن شهدها على مدار تاريخه المعاصر. الانهيار المريع لا ينحصر في تجاوز سعر الدولار عتبة أحد عشر الف ليرة في السوق الموازية، بل يتمثل في استعصاء سياسي مع الفشل في تشكيل الحكومة العتيدة منذ آب/اغسطس الماضي، كذلك فِي تمادي المنظومة المتحكمة بإنتهاك حقوق المواطنين مع الأزمة المعيشية الخانقة واستمرار حجز الودائع، وأيضاً في عدم استكمال وتمييع التحقيق في فاجعة المرفأ من أجل حماية خفية للمرتكبين والمهملين واحتقاراً للضحايا وعدم الإهتمام بتدمير نصف العاصمة وتضييع دور لبنان كنافذة للمشرق على العالم.
وسط هذا الظلام يتم التهويل على اللبنانيين بالعتمة الشاملة من وزير الطاقة مع العلم أن الهدر والإنفاق على الكهرباء هو السبب في أكثر من اربعين بالمئة من المديونية العامة. وفي زمن جائحة كورونا يهجر الأطباء لبنان ومثلهم الكثير من المهندسين والكفاءات. وتطال الازمة بالطبع القوى الأمنية والجيش مع مخاطر انعكاسات ذلك ...
ولا يتردد وزير داخلية تصريف الاعمال بالكلام عن الفوضى والتفلت.
من خلال تسلسل الاحداث في الشهور الماضية، يتضح أن وزير الخارجية الفرنسي جان- ايف لودريان كان على حق عندما حذر في تموز/ يوليو الماضي من " زوال لبنان" على مشارف مئوية تأسيس كيانه ،والتي كانت فرنسا عرابه. وهو لا يقصد التضاريس بل الدولة..
 ومع إفشال المبادرة الفرنسية لبدء الإنقاذ من قبل أطراف داخلية وإقليمية، وصل الامر بلودريان، هذا الأسبوع، لإطلاق صرخة للإنقاذ قبل فوات الاوان معتبرا ان المسؤولين اللبنانيين " مذنبون" بحق وطنهم. لكن هذا التعميم وتجهيل الفاعلين الحقيقيين للتعطيل سيُبقي الجهد الفرنسي معطلاً والأفضل ان يقترن برعاية دولية- عربية تفرض حلًا إنقاذيا مع تحرير لبنان من الإرتهان للعبة المحاور وإعتبار مبادرة البطريرك الراعي إسهاما اساسيا في بلورة دعم دولي لنأي لبنان بنفسه عن صراعات الاخرين والإسراع بإيجاد حلول عاجلة لوقف الإنهيار الإقتصادي وتشكيل حكومة مهمة للإصلاحات الطارئة وإذا تعذر ذلك فلا بد من تدخل دولي ملزم لإيجاد صيغة إنتقالية تحمي بلاد الأرز من النزول الى قعر جهنم...أو تحويرها بإستنساخ جديد- قديم تحت إشراف المجموعه الدوليه يطلق عليه سويسرا الشرق

الجمعة، 12 مارس 2021

عزاء ‏الوالد ‏بعد ‏١٤ ‏سنه

رحم الله والدي و فقيدي وحبيبي و رفيقي الغالي والعزيز إلى قلبي والعزيز إليه تعالى الذي غرس فيَّ عز الكرامة والثقافه وعز العلم والأدب ونمّى لي غريزة اللطف والحزم وصفة الدقه والحس المرهف و موهبة الإنسانيه وحب الخير والإحسان و ود الناس والعطف على المسكين والشهامة مع الصديق
 أسكنه الله فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون

الاثنين، 1 مارس 2021

الغزل والحب في زمن الكورونا د . نزار العاني

يبست الأعشاب في مرج أحلامي ، وأغمد الربيع العبري ( العبري !) خنجره في قلبي الذابل وتكوّم الحب مشلولاً بلا حراك عاطفي تحت نوافذي، وران الصمت وتوقف حوار الغيمة البيضاء الناصعة لزرقة سماء يتيمة .
موشحاتي المموسقة ياكلها النعاس ،والأغنيات يعلوها غبار الوسن ، وألحان حنين ولهفة الشباب للغرام يغتالها غلاء الأسعار ، يا للعار ، والشوق للعناق أرداه صريعاً رصاص المطالبين بالحرية ، وأكاذيب ومسامرات العشاق توارت خجلى وراء شعارات السعي للمجد الفضفاضة .
الزعتر البري ، شقائق النعمان ، إكليل الجبل ، الريحان ، ورعيل من المفردات واللغات والهمسات مسحها جميعاً نداء الرغيف ، وجيل جديد من المفردات : زيت ، ضلع خروف مشوي ، فلافل ، بروستد سياحي ، هريسة ..... والقلب في مخاض الهجانة بين لغة الروح ولغة البطن ، يتكىء على أعمدة الوهم والأمل في عمارة وطن يغفو من الإرهاق والتعب . 
يبس العشب وصار الوجود قاحلاً . انقصفت رقاب الحكمة والمعرفة وتقدمت الغرائز لترسم لنا المستقبل المسوّرٍ بالظن والشبهة . "ميدوزا" في أول الركب تمطرني بشرورها لتصنع مني صنماً حجرياً أخرس  ، ولا "أفروديت" واحدة تهبني حضناً وطلاقة لسان ، وتندس في أحلام يقظتي ومنامي وتتوسدني بأرجوحة مناغاةٍ وثرثرةٍ تزحلقني إلى خدود وردية شهية . ماذا اعترى الكون من ذهولٍ ونسيانٍ لطقوس الحبّ الخرافية ؟ 
ماذا اعترى المرأة اللاهثة وراء هموم إصلاح عيوب شكلها ، متناسية أن ينابيع أناملها تكفي لسقاية عصبة وعصابة من العِطاش لجمال راحة اليد . لعنة الجهل تغزو "عشتار" . معبدها خالٍ من الشموع والدموع . وما بال "فينوس" الوارثة لكنز الحب والجمال ، قد سقطت خامدة بين يدي جراح التجميل ، وهي تستعطي المارة شيئاً من الدولارات لنفخ شفة ، وتكبير صدر ، وتقويس حاجب ، وتظليل جفن ، وكل الذي يهم "نرسيس" أن يسمع تنهيدة حب ، وشهقة نهد مهجور .
"الحب في زمن الكورونا" استبدّ وطغى ، وألقى بستائره الداكنة على رائعة "ماركيز"  " الحب في زمن الكوليرا" ، إذ لم يعد بوسع "فلورينتينو إريثا" في زمن الكوليرا أن يطفئ لهيب عاطفة "فيرمينا داثا " بوردة بيضاء مضمخة بالندى ، ولا لمس ثوبها الرمادي كأرملة ، ولا المرور على جسدها الذي تفوح منه رائحة الصابون المنعشة . وها نحن نتخبط ونعوم في زمن الكورونا داخل بحيرة من القلق والشك والأقاويل ، وقد نسينا تماماً طعم القبل والعناق ، وصرنا نستعيد ما قاله الضابط في رواية "ماركيز" وقد تناثرت جثث الموتى التي تنتفخ تحت الشمس : لو الرب يحسّن من أساليبه .
أي حياة تلك التي طردنا منها "كيوبيد" الصغير وكسرنا قوسه الناعم ، وصادرنا رأس سهمه الذهبي الباعث للحب ، وأبقينا له الرأس الرصاصي الباعث للحقد والكراهية . 
كل ماحولنا بات غارقاً في الزيف والكذب والرياء  ، من باب بيتي إلى "باب الحارة" الشهير ، وهاجر الصدق يبحث عن شمس وقمر ونجوم تتألق في أرواحها المحبة والمودة والصداقة. 
النجوى ، الهمس ، الشوق ، الحنين ، الرهافة ، التوق ،التأمل ، الوجدان ، السرائر ، اللهفة ، الصبوة ، الرغبة ، الوَلَه ، وأكوام من هذه البضاعة الكاسدة التي فتح لها  "ابن حزم الأندلسي" دكاناً أغبرَ داكناً موحشاً ، وأطلق عليه إسماً راسخاً : (طوق الحمامة) . لكن ، وحين اكتسحت "المولات" الأسواق ، لم نعد نجد على الرفوف الناصعة البيضاء المرتبة سوى معلبّات البغضاء والغدر والجفاء والمقت  الأنيقة الفاخرة ، وطارت الحمامة وبقي الطوق .
العالم ليس عقلاً كما قال عبد الله القصيمي ! صرنا في هذا الزمن الموحش فئراناً في متاهة بألف بابٍ وباب . جمهوريات بلا جماهير ، مساجد بلا مصلّين ، حدائق بلا أشجار ، عربات بلا خيول ، موائد بلا طعام ، أقدام بلا أحذية ، مقاهي بلا زبائن ، سينمات بلا متفرجين ، ومسلسلات بلا نكهة ، وجيوب بلا نقود . حوالي خمسون غراماً فقط من فيروس سافل أصاب مائة مليون إنسان بالكورونا وقتل حوالي مليوني مغدور ، ووليمة الفيروس ما تزال عامرة بالمصابين والمغدورين والعشاق المخذولين  .
وداعاً أفروديت وعشتار وفينوس وكيوبيد بلا عودة . وأهلاً بـالإله  " آريس" رب  الحرب والهلاك والخراب ، ومعه "هيدز" وجحيمه المتنقل بين التجار والساسة ، وها أنذا أعلن استسلامي الكامل للإثنين ، وللدرك والجاندرما والمباحث ، وأعلن لكل نساء العالم إنني أنسحب مهزوماً من كل ساحات الغرام !
الأحد 28 شباط 2021 
*الصورتان لكيوبيد وآريس .