الثلاثاء، 15 أغسطس 2023

الإلياذه السوريه ترويها الشهباء الأبيه.. أرسلها قاهر (الغزاة) أمير(البوسطجيه)

#سردة_حلبية_التغريبة_الحلبية
#بقلم_غزوان_بوسطةجي.

#قال الراوي ابو يوسف غزوان،،
في مايروي ويسرد عن معشوقته الشهباء.. بكل زمان ومكان...
وأنه بزمن ليس بالبعيد...
كانت حلب الشام...
تعيش بمحبة ووئام...
رزقها وفير
وخيرها كثير...
صناعاتها بديعة...
وتجارتها سريعة
وحصونها منيعة...

وثمارها يانعة...
وعمارتها رائعة...
ومساجدها ذائعة
وكنائسها واسعة...

حدائقها مريحة...
وساحاتها فسيحة..

أهلها الدر المكنون...
هينون لينون...

رجالها أخيار
نساؤها أحرار

ضيفهم محفوف
ووجههم مألوف...

أسواقهم ممدودة
وقلعتهم مشهودة...
وآثارهم موجودة...
وعاداتهم محمودة...

طعامهم هضيم...
وخيرهم عميم...

نهرهم دفاق...
ونبعهم رقراق...

هوائهم عليل...
وشجرهم ظليل..

لايشكون من علّة...
ولا يخافون من قلّة...

ديدنهم العمل ثم العمل...
دون كلل أو ملل...

فقيرهم موظف...
راتبه مصنّف...
دائم غير مقطوع...
وبعد موته مدفوع...
يعادل خمس ليرات ذهبية...
يصرف بعضه والباقي خبيّة...

أصولهم محفوظة...
برقاع مخطوطة...

كبيرهم يعلوه الوقار...
وصغيرهم ريحانة الدار...

أبرار بالوالدين...
أصحاب علم ودين...

عملهم عبادة...
توارثوه بحكم العادة...

الطرب صنعتهم...
السهر متعتهم...

بيوتهم عامرة...
محبتهم غامرة...

يحبون الغريب...
ويحسبونه قريب...

مكانه صدر الديوان...
وهم للكرم عنوان...

صحبتهم غنيمة...
وسمعتهم كريمة...

نفوسهم عفيفة...
وجوههم أليفة...

وكانوا على ذلك دهور...
حتى جاءهم الويل والثبور
وعظائم الأمور..
في بداية الألفية الثالثة...
وكانت بداية عقده  الكارثة...؟

فتغيرت أحوالهم...
وقل ماءهم وزادهم...
وسُرقت اموالهم...
وحُرقت أسواقهم...
وتقطعت فيهم السبل...
وتعطل سوق العمل...
وعمّ الخراب والدمار...
وإشتعلت الأسعار...
وفسد بعض التجار...
وكأنها رجعت حرب الفجّار...

فأُغلقت الدروب...
وكثرت الحروب...
وضاع الحابل بالنابل...
وانتشر البارود والقنابل...
وكثُر القيل والقال...
وفشى قهر الرجال...

عمت الظلمة الأرجاء...
وانقطعت الماء والكهرباء...

وشاع الخطف والتنكيل...
وأصبح حمل الشهباء ثقيل...

تهدمت الدور...
وكثرت القبور...

وتحولت الجنان إلى جحيم..
وطمى الخطب العميم...
وتشتت  أهل  الشام...
وباتوا تحت سندان اللئام...
وتشتت الأولاد...
وتعرت الأكباد...
وإنقبضت القلوب...
وشاعت العيوب...
وفشت الرذائل...
والبحث عن البدائل...

وتفرقوا في البلاد...
وقلوبهم ظلت بأرض الأجداد...

وابتلوا بالفقر والجوع...
والمسموح والممنوع...

وصبر أهل الشام على البلاء...
كما فعل أجدادهم من الأنبياء...
وصبروا حتى كٓلّ الصبر من صبرهم...
صبروا وصبروا وصابروا....
ووقفوا بصدورهم العارية وثابروا....
وآمنوا أن الحرب صبر ساعة...
وحاربوا قيصر والمجاعة...

وبدأت تلوح بالأفق الآمال...
وأبدع من هاجر بالآعمال...
وأثبتوا أنهم اسياد الرجال
وأعانوا   أهلهم  بالمال...

وما أن تنفسوا الصعداء...
حتى فشى في  البلاد الوباء...
وتوقفت الأسفار
وغلت الاسعار...
ومُنع التجوال...
وتقطعت الأوصال...
وشحت الأدواء...
وتجبر بعض المشافي والأطباء...
وخلت من أهلها الشوارع والأحياء...
فصبر أهل الشهباء والشام على البلاء...

ومرت الأيام والشهور...
وسجين بيته يحسبها دهور...

وفرجها رب العباد...
وفتحت المساجد والكنائس للعباّد...
وللمدارس عاد الأولاد...
ويومها ترخّوه من الأعياد...
وفتحت دوائر الدولة الخدمية
والمؤسسات و الجامعات العلمية...

وظل الحصار سيد الموقف...
والأشغال حالها متوقف...

يكابدون  ويعانون...
وأحياناً بالصخر ينحتون...

حتى يأمنّوا كفاف يومهم...
ولا يمدوا بالذل يدهم...

وظلوا على هذا الحال حيناً من الدهر...
حتى حن لأحوالهم الصخر...

وفي ستة خلت من شباط الحزين...
كان موعد الشهباء مع الشدائد والأنين...؟

فتزلزلت الأرض من تحت أقدامهم...
وكانت لحظات لاتحسب من أعمارهم...؟

إنه ابتلاء من نوع جديد...
خشع منه كل جبار عنيد...؟
گأنها الراجفّة
تتبعها الرادفّة...
قلوب يوم إذٍ واجفة...
أبصارها خاشعة.؟
أزفت  الآزفة ...
ليس لها من دون الله كاشفة...؟
وكانت قلوب كل أهل الشام
تلهج بالدعاء لله بخير الأنام...

ربنا إكشف عنا العذاب إنا مؤمنون...
ربنا إكشف عنا العذاب إنا مؤمنون...

فتهدم مارُمم بعد الحروب...
وتقطعت من هولها نياط القلوب...
وترك الحلبيون بيوتهم وأرزاقهم..
وساحوا بالساحات والحدائق خوفا من حيطان ديارهم...

مرعبة  جداً  هذه   التغريبة...!
أن الحرّة تصبح في خدرها غريبة...؟؟

وأن تصبح جدران البيوت...
لسكانها  العدو   اللدود...!!

وأن يصبح أمان الدور...
لسكانها  حفر و  قبور...

أما والله ليس من  رأى كمن سمع...
أما والله ليس من جاع كمن شبع...

صقيع وأمطار وظلمةٌ  ودمار...
وموت وفقد ورعب من الأقدار...

ليلٌ بلا نورٍ قد جنّٓ بهمهُ...
             حبسٓ الأدلةُ فليسٓ فيها منار...
فهي الحياة فعفةٌ أو منّةٌ...
              ثم المماتُ فجنةٌ أو نار.

نعم هكذا كانت ليلة السادس من شباط /2023 /التي خاض غمارها الحلبيون مع العديد من جيرانهم...
ولكن حصتهم منها كانت حصة الليث الهصور.

ولكن...
هل يئسوا
هل إستكانوا
هل ضعفوا...
لا والله...
إستوعبوا الصدمة...
لملموا الجراح المؤلمة
تعالوا على الأزمات...
وامتشقت الهامات...
كيف لا وهم أهل الشام...
فهل بربكم هكذا إبتلاء يقدر على حمله ...
إلا أهل الشام...
نعم قام الحلبيون من تحت أنقاضهم...
لملموا ما استطاعوا من متاعهم...
من تحت أسقف بيوتهم الآيلة للسقوط...
وأدوا الحزن داخلهم وهزموا القنوط...

دفنوا أمواتهم
وعلت أصواتهم...
وقرروا أن يبعثوا من العدم
كما طائر العنقاء من تحت الرمم...

نعم وقف معهم الله وألبسهم حلل الإيمان وتيجان الكرامة وأكاليل الصابرين الأعيان..

وأعانهم أبناءهم في بلاد المهجر
وبما جاد به كف الخيرين المطهر...
فبدأوا بعمارة ماتهدم...
وبترميم ماكان بعد الحرب ترمم...
وباشروا حياتهم عكس الطبيعة...
وتعالوا عن كل الأيادي الوضيعة...
رجعوا لبيوتهم بعد ان اعادوا إعمارها...
وماهي الا شهور حتى عاد لحلب إعتبارها..
لتقول للعالم بشكل عام...
أنا  هنا  أنا  حلب  الشآم...
أنا  القوية   المنيعة...
أنا المؤمنة المطيعة...
أنا لا أركع ،،إلا لله...
وأهل حلب الأباة...
هم الكُماة الحُماة..
هم   الصابرون
هم المصابرون...
هم أحفاد إبراهيم الخليل...
هم أحفاد محمد الصادق الأمين...

هم أحفاد أيوب أمام الصابرين...
هم أحفاد عيسى إمام الزاهدين...

حينما تموت الشعوب ويجتثون...
سيظل أهل  الشام   يبعثون...
فهل بربكم هكذا إبتلاء
وكل الحروب والوباء...
يقدر على حمله إلاأهل الشام...
فأبشروا أبشروا بقادم الأيام...

فوالله لن يضيعكم الله...
فسعيكم مشكور...
وذنبكم    مغفور...
وصبركم مأجور
بإذن ....... الله.

بقلم...غزوان بوسطه جي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق