لست سلحفاة
ووطني ليس صدفة من عاج .. أرتديها فوق ظهري وأهرول بها حيث أشاء..
ولست نورسا لأطير إلى أي مكان
يرحل إليه الربيع وأقول هذا وطني..
ولست فيلاً لايعود إلى وطنه إلا ليموت..
ولست ضفدعا وطنه النقيق عند الغروب
ولست حوتاً وطنه التيار كما سار..
ولست أفعى تخلع جلدها كل عام وتصنع منه محفظة لبطاقة وطن جديد
ولست أرنباً وطنه التناسل لمن بالدفء يغمره ..
ولست سنجابا يهز بذيله طربا لمن باللوز يلقمه ..
ولست خروفاً بالطوق الذهبي يحيط عنقه
ولست قطاً يعلن سرير الدلال وطنا.. وأعرف جيداً أنني في قلعة حلب ولدت منذ آلاف الأعوام
وأتقنت فن الموت تلو الآخر
وعيناي بوصلتان تتجهان دوماً إلى الفرات هناك..
لاتقل لي إن الكلاب البوليسية في ليل المطارات الخارجيه وفي ليل مطار بلدك على السواء
وأنك تعيس هنا وتعيس هناك..
لاتقل لي أنك تحسد الذين في الداخل..
وهم يحسدونك لأنك في الخارج ..
وهذا قدرك حاسد ومحسود قاتل ومقتول ..
لاتقل لي إنه موسم الهجره إلى النسيان
الهَجري;ودعني أخط نداء الإستغاثه هذا من منفاي وأضعه داخل زجاجه أرمي بها إلى بحريَ المتوسط الذي لم يعد متوسطاً في فعله بعد أن صار يمكر بأمثالي فيريك نفسه هادئاً راكداً ولكن ماأن يحس بقارب .. ينقلب كيانه موجاً عارماً فيضحي شر من حشر من أهلي البشر ..
عندها أرى أنه لابد لي أن أقر بأن ذلك علامة لعودة موسم الهجره إلى الوطن
وأن رسالة الزجاجه
قدوصلت شاطئ موطننا...
فهل يجرؤ أحد هناك على التقاطها وقراءتها؟
أم سيخيفه شعار الشاطئ (ممنوع القراءه)...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق