الاثنين، 25 مارس 2024

الشِّرك بالله بمفهوم معاصر

من أكبر الذنوب عند الله التعصب..
أن تتعصب لنفسك أو عائلتك أو طائفتك أوعشيرتك أو جنسيتك وأن تميل مع المال والهوى ..
وتأخذك حَميّة العنصريه وكبرياء العرق والجنس..
فما بالك عندما تكون متعصباً لعرجون مستبد في الداخل أو تابعاً لطاغوت مهيمن في الخارج..
المتعصب إنسان يعبد نفسه..يعبد فهمه المحدود لنفسه وليس الله..فهو بالتالي استلً طريق الشِرك..
إن جوهر الدين هو أن تتجاوز نفسك وتتخطاها وتلجم أهواءك وتتحرر من أطماعك وتتخلص من غرورك وكِبَرَك وعنادك..
أبغض الحرام إلى الله الشرك..أو عبادة غير الله..
والشرك ليس فقط عبادة الأصنام أو تعليق الصور الإنسانيه أمامك على الجدران..
فذلك لون قديم ساذج من الشرك انتهى أمره.. فالأصنام الآن  هي غير اللات والعزى
إن أخطر الأصنام  هي الأصنام المجرده  وهي مايعبد الآن في كل مكان..
أن تتخذ نفسك صنما، وأن تعبد صورة العملة السائده وأن تسجد لرأيك وتركع لهواك ومصلحتك أو للذي بيده ذلك. قال الله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)
إن هذا الإنسان سوف يقضي حياته في سجن من المرايا كلما تطلع الى ناحيه لم يجد إلا صورته..
سوف يكذب ويستغل وسوف تصبح نفسه حجاباً بينه وبين الله وحجاباً بينه وبين الحقيقه.. وحجاباً بينه وبين العدل..
فما بالك بالذي يبث في الناس هذه السموم ويئدها
ليفرغ شحنة غرائزه في ضعيف العباد ليسلم بنفسه منهم إذ يقول الله في كتابه العزيز: [ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون ]. وما السد إلا نفسك...
هذه هي محاوله لإيقاظ العقل الغافل الجاهل لعله يتذكر ويرجع وينجو بنفسه من عذاب أكبر..عذاب لن يكون منه مخرج ولا مهرب..
يبدأالله بإيقاف  الغافلين في الأرض فيبتلي نفوسهم
بكل صنوف البؤس والمرض والعذاب ويبتلي دنياهم بالجدب والقحط لعلهم يفطنون إلى مافي الدنيا من زوال.. يفعل هذا بهم لأنه يعلم ماينتظرهم من ناموس عادل لن يلطف بهم.. حتى إذا نفذت فيهم كل هذه الآلام الدنيويه ولم يتيقظوا فتح الله عليهم أبواب كنوزه ليتمتعوا وحقت عليهم كلمته  بالهلاك في الآخره..
قال تعالى: [ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جا،هم بأسنا  تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون، فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناها بغتة فإذا هم مبلسون.. (الأنعام)
أيحسبون أن مانمدهم به من مال وبنين،نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون.. (المؤمنون )
إنما نملي لهم ليزدادوا إثما (آل عمران)
فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون(التوبه)...
صدق الله العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق