الثلاثاء، 21 مايو 2024

تراه كان (خريف نيويورك) الذي أنضج نبيذ صيفي ؟ في ذكرى مشاهدة الفيلم الذي لعب دور البلايبوي فيه (ريتشارد غير) أمام الفاتنه (وينونا رايدر)

هي.. لا تدري كيف اهتدت أنوثتها إليه..
هو..الذي بنظرة إليها امتطى جنونه  عبر خيول الشوق تأخذه إليها..
رغبة صهيل داخلي لايعترضه منطق.. تدخل الكهرباء إلى دهاليز نفسه فتوقظ رغباته المستترة فتشتعل كلماته ليصبح سيد الوقت في هذه الأمسية يوم كانت تطفئ شموع عيد ميلادها الثاني والعشرين وهو يحاول إيقاد شمعته الثامنة والأربعين ليكتب على ضوئها بأنه مازال سيد المستحيلات  والهاتف العابر للقارات..
بل هو الإنبهار الدائم لليل تعرف النساء نجومه لأول مره..
كم يلزمه من الأكاذيب الصادقة كي يواصل حياته معها..
كم يلزمه من الأكاذيب كي يواصل حياته معها.
كم يلزمها من الصدق كي تقتنع بإنتظاره..
ربماظن أن على الرجل إذا أراد الاحتفاظ بإمرأة أن يوهمها أنه في أية لحظة يمكنه أن يتخلى عنها..
أما هي فكانت تلك المرأة الثائرة التي تعتقد أن عليها أن تكون قادرة على التخلي عن أي شيء لتحتفظ بالرجل الذي تحب.. في تمويه لإيماءاتها العشقية قبلت أولاً  أن يصبحا صديقين في علاقة أصدر فيها أمره ألا يكون لها أي مستقبل .. فبين نظرته ونظرتها يتابع حبه تهربه العابث ولكن ذاكرة عشقه تبدأ بالإرتباك خصوصاً عندما تبدأ بطرح أسئلتها عليه دون صوت بل بذبذبات صمت وحده يعرفها..
بين ابتسامتين كان يلف حول عنقه السؤال ربطة عنق من الكذب الأنيق ويعود إلى صمته فهو يعرف تماماً أن الأسئلة غالباً خدعه  أي كذبة مهذبة نستدرج بها الآخرين إلى كذبه أكبر ..
قال لها مرة تحاشي معي الأسئلة كي لا تجبريني على الكذب..
يبدأ الكذب حقاً عندما نكون مرغمين على الجواب ، ماعدا هذا فكل ما سيقوله من تلقاء نفسه قد يكون أكثر صدقاً. يومها حفظت الدرس جيداً  وحاولت أن تحقق لغة جديدة على قياسه.. لغه دون علامات استفهام
دون أن تنسى أن تتبعها بعلامات تعجب وغالباً بعلامات إعجاب..
كان يتمتم لها دائماً إذا كان ثمة فراق فليكن فراقاً جميلاً ولكنها أجابته بسخرية مستترة ( وهل ثمة فراق جميل ؟)..
ثم استرسلت :
على كل حال إننا متفقان رغم اختلاف الأسباب فأنا أبحث أيضاً عن  علاقة تستهويني ليس لفروق العمر فيها أي حساب..  أريد علاقة دافئة مع رجل يعجبني الآن في ذروة نضوجه وحنكته ووسامته يسلبني ذاتي وأتيم به فلا أعرف اليوم من الغد.. علاقة تعتمد على بُعدٍ نوعي كيفي في كون خاص تلتغي فيه أبعاد الزمن، فقد    استشرى الداء في شغاف القلب وأصبحت أيامي التي أعيشها معك محدودة ، وقد تكون محظوظاً معي ويكون من الأسهل التخلص مني لتبحث عن أخرى كعادتك..
أو أنك سلمت جدلاً بأنك أحببتني فيكون سهلاً عليك تقبّل موت من تحب على تقبّل فكرة فقدانه واكتشاف أنه بإمكانك مواصلة الحياه بكل تفاصيلها دونه
وهو يعيش بعيداً عنك..
ما الذي قلتِه ؟ ماالذي نطقتِ به ؟ داهمته الصدمة!.. كيف لها ان ترحل عني وانا الذي تعوّد أن يرحل أولاً ..
ما هذه اللعبة الجديدة التي حسمت نتيجتها بمجرد البدء بالاستمتاع بها؟!.. يتخبط كيانه بهذا الحدث الجديد عليه كلياً ويتركها ليهيم على وجهه ويُمضي الأيام في رحاب الحدائق التي ما فتئت تنثر أوراقها العسلية على الأرض من حوله.. وتتجهم غيوم الخريف ملتفة حول رأسه وتزداد أيامه حلكة وقتامة " وبينما هو في غمرة هذه الفوضى من الحواس يشعر بها وقد تغلغلت في شرايينه..  تسللت إلى بطينات قلبه لتركن بها إلى الأبد..
في تلك اللحظة ومضت حقيقة حبها في يقينه..
لم يسبق له أن لمس هذا الاحساس من قبل..
ويفيض كظره بفيض عارم من الادرينالين يصرخ في وجه كل صُفَيْحة دمويه  تتجه إلى قلبه..
سأحارب الدنيا كلها لأجلها..سأركب المستحيل وأبحث لها عن الدواء حتى ولو كان في أقاصي الأرجاء..
وتبدأ رحلة البحث عن حل وهل يوجد حل للعبة الموت؟ ويهتدي إلى ساحر جراح هوايته ركوب المصاعب والسخرية من الأقدار.. يقولون عنه أنه صانع اللا ممكن ويَعِده بإجراء الجراحة حين تنتابها نوبة الإغماء ولم تكن تلك ببعيدة فما أن تسقط في غيبوبتها حتى يتم استدعاء الطبيب الساحر ويودّعها هو وأصابعه تلامس أطراف أصابعها قائلاً لها " ابقِ معي.  هي تتمنى .. هو يرغب .. يصارع .. يريد ولكن لله شأن آخر.. فيسترد ملاكه..
لقد قام بما يريد...
كعادتي عندما أنتهي من الكتابة ليلاً أعود لقراءة ذلك النص أول ما أستيقظ..
كنت على عجل .. أريد أن أعرف إن كانت تلك القصة جميلة حقاً كما كانت تبدو في لحظة كتابتها أو لحظة مشاهدتها.. فقد كتبت أخيراً نصاً رومانسياً استثنائياً...
وهذا في حد ذاته إنجاز أدهشني فأنا لم يحدث يوماً أن تعرفت إلى رجل يشبه هذا الرجل في داخلي.. في نفوذه الجذاب وحضوره المربك.. رجل له هذه القدرة الخرافية على خلق حالة من الارتباك المخلص الجميل ، وتلك المرأة أيضاً لا تشابه النساء تتصرف بعكس ماكن سيفعلن
وهي تعتقد بحماقة الأنثى أن الذين نحبهم خلقوا ليتقاسموا معها المتعة والألم ، النشوة والعذاب .. وأن على الرجل الذي يحبها أن يحبها إلى حين.. ثم تموت ليتحسس بموتها وبألمه الكم الذي يحبها لأول مرة . وإذا كان ما أسعدني في هذه القصة هو كونها لم تكن قصتي ولم تكن مشكلتي
هي قصتهما التي دخلتها مصادفة كمن يفاجأ بنافذة مقابلة لشرفته مفتوحة ويتلصص على من فيها..
لم تثر فضولي.. وحده ذلك الرجل يعنيني.. بي فضول رومانسي لفهمه..  لطالما دوختني تفاصيل الرجولة تلك التي لها كبرياء الإيحاء وذلك الاستفزاز الحميمي الصامت الذي تشي به ذبذبات لا علاقة لها بالفحولةيلتقطها من أنوثتها فتقع هي في عبوديته
هل كان لغز  وقوعه بها هي تلك الشفافية الفاضحة كإمرأة خارجة تواً من البحر بثوب خفيف ملتصق بجسدها تمسك به وتأخذه معها إلى الأعماق..
لا بد أن أكون معهم هناك كي أختلق لهما أحاديث ومواعيد وخلافات ولقاءات جميلة وخيبات ومتعه.. ودهشه ونهايات
إنه إمتياز ينفرد به الروائي متوهماً أنه
يمتلك العالم بالوكالة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق