بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
فربي سبحانه خير ناصر ومعين
▫️▫️▫️▫️
*نشهد في الفترة الأخيرة توالي الإصابات بفيروس كورونا في الطاقم الطبي، اللهم اشفي المصابين و احفظ أحبابنا أجمعين*
كما نشهد الفترة الأخيرة على الصعيد المحلي و الإقليمي نشاط الأطباء في عدة أمور ومنها مثالا لا حصرا:
1️⃣ التوعية الصحية و الإدارية في وسائل التواصل الاجتماعي
2️⃣ النشاط العلمي عبر محاضرات الأونلاين التفاعلية
وإن كان ما سبق هو شيء جميل بالإطار العام، لكن التنظير القولي إن لم يترجم إلى واقع عملي تطبيقي، فلا قيمة له! ولا أثر إيجابي يرجى منه! وهو أشبه بكتابة قانون دون لائحة تطبيقية و مذكرة تفسيرية! فيصبح القانون عدمي و كأنه لم يكن!
الفترة التي نمر بها الآن و المستقبل القريب و البعيد، لا تتحمل التحليل التنظيري و التقرير العلمي المجرد من التطبيق!
نحن نحتاج لإصلاح شامل و شمولي في منظومة العمل الصحي على نطاقها الواسع و المحدد في تخصص المسالك البولية!
وأول خطوة للإصلاح هو معرفة أوجه الخلل! ، والأهم من معرفتها هو الاعتراف بها بشجاعة! فليس العيب أن نكون على خطأ أو نخطأ، فالوقوع بالأخطاء طبيعة بشرية في المقام الأول و الأخير!
العيب الحقيقي هو الاستمرار بالخطأ، العيب الحقيقي هو عدم إصلاح أخطائنا! العيب الحقيقي أن نحارب من حيث لا نشعر الإصلاح و المصلحين! العيب الحقيقي أن نكره سماع كلمة الحق مهما كان قائلها! العيب الحقيقي أن نجامل بعض في الخطأ لحد يوقعنا في مستنقع النفاق الاجتماعي في محيط عملنا ومستشفياتنا!
وأذكر بعض أوجه الخلل التي استشرت في جسدنا الطبي بشقيه الحكومي و الخاص، كما أطرح بعض التساؤلات المستحقة من وجهة نظري:
* لماذا لا يوجد وصف وظيفي واضح و محدد من مسؤوليات و واجبات لكل رتبة وظيفية طبية؟ ابتداء من الطبيب المتدرب إلى الاستشاريين و رؤساء الوحدات الطبية؟
* لماذا لا توجد لائحة تنظيمية و إدارية للممارسات المؤسفة التي نراها في جسدنا الطبي، و التي نشاهد منها و بشكل متزايد بعض ما يلي:
1️⃣ عدم الالتزام بساعات العمل حضورا و أداء؟
2️⃣ عدم الالتزام بالمرور على المرضى حضورا و أداء؟
3️⃣ عدم الالتزام بالعمليات و التدريب حضورا و أداء؟
4️⃣ عدم الالتزام بالعيادات الخارجية حضورا و أداء؟
5️⃣ عدم وجود مقياسية للأداء و الإنتاجية في التقاييم الوظيفية؟
6️⃣ عدم وجود سلم إجراءات و عقوبات لكل ماسبق؟
* عدم وجود آلية لمتابعة النقص في الأدوات الجراحية و المستلزمات الطبية؟ وهل لدينا آلية لمتابعة النواقص منها و رفع التقارير بها؟
* عدم وجود دورات أمن و سلامة استخدام أجهزة الليزر، والتي من ضمن عقود شرائها أن تلتزم الشركة المزودة بتقديم دورة تعريفية و شهادة للأطباء بسلامة استخدام جهاز الليزر!
* عدم وجود دورات أمن و سلامة في استخدام أجهزة أشعة، بل وعدم توفر لبس حماية كامل من الأشعة، وهنا نذكر عدة نقاط:
1️⃣ إدارة تراخيص الأشعة (في مجمع الأوقاف) تقدم دورات أمن و سلامة استخدام الأشعة (في برج الحمراء) وعلى ضوئها تصدر رخصة استخدام أجهزة الأشعة؟ وغالب الأطباء غير مرخصين! وفي حال الترخيص يرفع رصيد الاجازات السنوي من ٤٥ إلى ٦٠ يوم أسوة بالتخصصات الأخرى!
2️⃣ الحماية الشخصية للطاقم الطبي من الإشعاع بأدوات حماية كاملة:
▫️الكرت القارىء لكمية الإشعاع (لا يوفر للأطباء للأسف!)
▫️حماية الرأس Radioprotective Head Cap
▫️نظارات حماية من الاشعاع
▫️تغيير دوري للأبرون الحامي للأشعاع (العمر الافتراضي لها ١٠ سنوات و تغير / بعض الأبرون تجاوزت ال ٢٠ عام من الاستخدام في مستشفياتنا)
▫️حماية الرقبة و اليدين Thyroid collar and Radioprotective gloves
⬅️رابط لشركة توفر ما سبق من باب المثال ⬆️
infabcorp.com
▫️الفحص الدوري لعزل الإشعاع في غرف تفتيت الحصوات ESWL room
▫️العمل على بدل خطر إشعاع و تعويض خطر وظيفي على بند إصابة عمل في حالة إصابة الأطباء بأورام ذات طبيعة مرتبطة بالتعرض للأشعة
▫️تنظيم خطر التعرض للأشعة، فمن غير المقبول أن يتعرض الطبيب لمدة ثلاثة أيام للأشعة في كل أسبوع، لو فرضنا أنه مكلف بيوم عمليات و يوم تفتيت حصوات و يوم حضور لفحوصات تداخلية ذات طبيعة خاصة (مثل MCUG & Urethrogram)
* عدم توافر نموذج موحد و متفق عليه للموافقة الجراحية! بحيث يكون متكامل الأركان (العملية - مضاعفاتها - بدائل - مضاعفات البدائل - مضاعفات عدم العلاج) بحيث يكون سليم الصياغة القانونية و سليم المحتوى الطبي!
* عدم توفر مرجع موجه للمرضى و متعدد اللغات! سواء مرجع مطبوع أو عن طريق الانترنت، بحيث يكون محتواه يخاطب المرضى بلغة طبية بسيطة و بالرسوم التوضيحية! وهو أمر معمول به في كثير من المؤسسات الطبية، الذي يوفر الوقت على الأطباء ويوحد مصدر المعلومة الموثقة بالمصادر!
* عدم السعي في ايجاد تخصصات مساندة لأطباء المسالك البولية، ومثاله Stoma nurse و ESWL technician. والذي سيوفر وقت الأطباء و يزيد الإنتاجية في الأمور الأخرى.
* عدم وجود نظم معلومات متكاملة في غالب المستشفيات لعرض أشعة المرضى خلال العمليات! وتحميل صور المناظير و الأشعة المجراة خلال العمليات للمرضى على النظام! وهذا إجراء سلامة في الممارسةو يقلل الأخطاء الطبية!
* عدم تبني سياسة و آليات نحو البحث و النشر العلمي و بناء قواعد معلومات للأمراض و توفير الأرضية بذلك (برامج و دورات و متابعة) ، وهي ركيزة لأي عمل اكلينيكي في هذا العصر و تبنى عليه احصائيات و سياسات العمل الطبي!
(للمعلومة: أطباء جراحات السمنة في الكويت قاموا بعمل قاعدة بيانات لكل مستشفيات وزارة الصحة بالتعاون مع الوزارة و تخصيص موظفين لذلك، و المشروع منذ قرابة ٥ سنوات و مستمر)
* عدم وجود لائحة تنظم العمل لمن يجمع العمل الطبي الحكومي و الخاص؟ و آلية تحويل الحالات بينها؟ و آلية إدخال المرضى من الخاص إلى الحكومة و إعطائهم أولية، بما يدخل في شبهة تعارض مصالح و التنفع من الصلاحيات المتاحة للمنصب؟
* عدم وجود اجتماع دوري و منظم و لائحي بحيث يناقش الصعوبات اليومية التي يواجهها الأطباء بشقيها الإداري و الطبي، وبحيث يتبعها تقارير مرفوعة و تتابع قانونيا و طبيا؟
* عدم وجود لائحة طبية للممارسة الطبيةاليومية، بحيث ترفع و تراجع بفترات زمنية معقولة و بها يفض النزاع القانوني في قضايا المضاعفات الطبية المتزايدة؟ بدل الممارسات الفردية الموجودة و التي تعرضنا جميعا لطائلة المسائلة القانونية وتوابعها الجزائية؟
* عدم وجود آلية للممارسة الطبية في الأزمات كحال أزمة جائحة كورونا الحالية؟ فهل رفعنا تصور؟ هل وضعنا خطة؟ هل حمينا طواقمنا الطبية؟ هل اجتمعنا و وضعنا آليات عمل في مثل هذه الظروف؟ هل وضعنا لائحة تنظيمية لمتابعة المرضى في هذه الظروف؟ خصوصا لمرضى سرطانات الجهاز البولي؟ هل وضعنا خط رجعة في حال نقص الكوادر الطبية لأي ظرف من الظروف، خصوصا في حالة الإصابة بعدوى؟
يامعاشر الزملاء و الأطباء آن الأوان أن نخرج من دائرة التنظير العلمي المجرد! إلى أن نبدأ إلى العمل التطبيقي المتفاني و المتجرد!
❇️ كما نعول بالأمل الكبير بأن تتبنى الرابطة وجميع الأطباء المخلصين ما ذكر و تسعى لتبني ما تراه مناسبا لإصلاح منظومة العمل الطبي في جراحة المسالك البولية.
و بالختام و كما قيل:
صديقك من صَدَقَك لا من صَدَّقَك!
لأن تأت متأخرا خير من أن لا تأت!
الحق أحق أن يقال! أحق أن يُسمع! أحق أن يُتبع!
هذه رسالة محبة و مساهمة محب، قد يكون أخطأت في بعضها، لكن الهدف أن نساهم في تطوير منظومة العمل الطبي، وبداية الإصلاح فكرة!
وتقبلوا مروري و الإطالة...
أخوكم / أحمد جابر المجلهم
الثلاثاء، 26 مايو 2020
الأحد، 24 مايو 2020
من كمال إلى بشار مع حفظ الألقاب
أما بعد:
أعلم أنك تتابع باهتمام كل ما أكتبه وأنشره ، أنا أيضا أتابعك وأعرف تماما ماذا تفعل ، وهذا ليس صعبا هذه الأيام ،
لم أخاطبك بألقابك التي لا أعترف بها ، مقابل ألا أصفك بصفاتك المقتنع بها ، ليس هذا موضوع الرسالة ( أقصد من أنا ومن أنت ) ، فالفارق بيننا بسيط جدا هو حرف واحد في ذات الكلمة ( سجان - سجين ) وسوف يزول تماما قريبا جدا لتصبح سجينا أو فقيدا … لا فرق …لكن اعتبرها نصيحة من عدو لدود لكنه سوري ، وهي المرة الثالثة والأخيرة التي أنصحك بها احتراما لكلمة تجمعنا وأحن إليها هي سورية، على الرغم من كل المعارك التي خضناها من أجل إسقاطك .
لقد عشت في سورية قبل أن أغادرها ١١ سنة من حكمك قضيت منهم ٩ في السجون ، أنت تعرفني جيدا ، وكنت تتابعنا في ربيع دمشق حتى في زنزانات الأمن السياسي ، وينقلوا إليك يوميا التسجيلات ، وكنت تستمتع بالاستماع إليها ، و أعلم أنها تصلك وأتقصد اسماعك ، كنت ترى الحكم لعبة مسلية ممتعة ، وأعرف أن لوحاتي التي رسمتها يومها بعد أن سمحوا لي باحضار أدوات رسم ، هي موجودة عندك كما فهمت من علي مخلوف ، (على فكرة ضباط الأمن السياسي قالوا لي أنهم لم يطلبوا اعتقالنا وأنهم غير مقتنعين به ، لكنهم لا يستطيعون عصيان القصر) ، من بينها ( لوحة وجه من بلدي هي صورتك كما رأيتك يومها، وكنا أنا وعارف دليلة ووليد البني وحبيب عيسى نصممها لتشبهك ) ، السجانون قالوا لنا أنه توجد مسجلات وأنهم يكتبون تقريرا يوميا عن كل ما نقوم به ، فقد كنت تلعب بحريتنا ومصيرنا كأي ولد مدلل ، على كل …
ليس …
يومها خدمتك الظروف وبقينا في السجن وبقيت أنت في السلطة ، لكنني عندما خرجت عام ٢٠٠٤ وجدتك في وضع حرج بعد غزو العراق ، ومن ثم اغتيال الحريري ، فقررت أن أستفيد من الظروف المستجدة ، هل تذكر في آذار ٢٠٠٥ الصحفي جو كلاين مراسل التايم يوم حمل لك سؤال مني مباشرة ، أسألك فيه لماذا اعتقلتني ( أنا طبيب وأنت طبيب ، فقلت له ليس أنا … النظام كبير ؟ كنت مع جو قبل مقابلتك وأنا من أخبرته عن تورط حزب الله أيضا معك في جريمة الحريري ، واستغرب الأمريكان يومها ذلك ثم اكتشفوا صدق ما أخبرتهم به فدعوني لزيارتهم ،
وهكذا بعد أن رفضت أنت تنفيذ توصيات مؤتمر البعث ٢٠٠٥ باصدار قانون أحزاب ، وفتح الحياة السياسية ، قررت أنا تحديك ودعوت لتأسيس التجمع الليبرالي الديموقراطي في منزلي ، يومها حماني من الاعتقال غازي كنعان الذي كان يحتفظ بتواصل مع السفارة ، فحاصروا البيت وفضوا الاجتماع لكنني لم أعتقل ، وهو بطلب من السفيرة سكوبي أعطاني جواز سفر ، وسافرت لأوروبا وأمريكا ، و عدت بعد أن أعلنت من هناك أنني عائد لتغيير النظام ،
بعد اعتقالي بالمطار رفضت كل أجهزة الأمن استقبالي، فقد اتصل أمامي ضابط الهجرة والجوازات بكل فروع الأمن وتعجب كيف رفضوا جميعا، وبعد ساعتين أجبرت أنت علي مخلوف على التحقيق معي ، وهو بدوره قال لي انت ملعون بتعرف لوين تروح ؟ و فتح السبيكر في مكتبه ، عندما كلمه مستشارك فوزي الشعيبي من مكتبك يسأله ماذا حصل معه ، ويقول له القصة خرجت للإعلام ، يجب أن تنهي التحقيق بسرعة ليفهمني علي أنه ليس صاحب الأمر بالاعتقال بل أنت ، فأرسلته اليك تلك الليلة طالبا لقاءك واقتنع وذهب، فامتنعت لأنك خفت أن تسمعني ، ثم أصروا في فرع الأمن الجنائي بحضور جلال ماء البارد على اسماعي خطابك المتلفز المبكر بمناسبة الحركة التصحيحية ، في ٩ تشرين ٢٠٠٥ وليس ١٦ ، والذي كان موجها لي ، عندما قلت لديك وزير خارجية واحد ، وأنك لا تخضع للضغوط …. عندما كان جورج بوش وكونداليزا رايس يطالبونك بإطلاق سراحي على الإعلام ، لكي تفهم أنني أحمل رسالة لك منهم ، لكنك لم تقدر ذلك لوجود مضللين حولك جلبتهم ليضللوك عندما اخترت الانتهازي والمتملق ، وسجنت من ينصحك ،
هل تتذكر دفاعي الذي قرأته علنا في محكمة جنايات دمشق ، والذي قررت بعده اقالة هيئة المحكمة ، وزجي بالمنفردات لكي أموت وأتعفن فيها، كما ذكر لي سمير الشيخ ، يومها ساعدني على الاتصال بأهلي الذين نقلوا الرسالة للسفارة ، فقامت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بزيارتك وطلبت منك اطلاق سراحي فاكتفيت باخراجي من المنفردات المغمورة بماء الأسيقة ، للجناح ، هل تذكر ما قلته للرئيس التركي غول عندما طلب منك اطلاق سراحي لأكون لاجئ سياسي في تركيا ( الأمريكان يريدون أن يضعونه مكاني ) وأنا فعلا لم أطلب ولا أريد ذلك ، لسبب بسيط أنها بالنسبة لي مصيبة لا أستطيع تحمل وزرها ، بينما تراها أنت غنيمة . فتمتع بتلك الغنيمة .
لقد رفضت نصيحتي مرتين وسجنتني مرتين مرة ٣ سنوات على نصيحتي الأولى بعدم التراجع عن خطاب القسم ، ونية الإصلاح ، ومرة ٦ سنوات على نصحيتي الثانية بالمباشرة بالإصلاحات قبل أن تدخل سورية في حرب أهلية ، يومها أقنعت الإدارة الأمريكية هناك أن الضغوط الاقتصادية والعسكرية تحطم البلد ولا تحدث ديموقراطية ، خربتم العراق لا تخربوا سورية ، والمطلوب لسورية هو برنامج اصلاحي كنا قد توافقنا عليه في صيغة إعلان دمشق ، لكنك أصريت على اتهامي بعكس تماما ما قمت به ، ولو كان لديك جهاز مخابرات جيد لعلم ماذا قلت وماذا طلبت يومها … ولعلمك كنت ستزاح عن السلطة في آذار ٢٠٠٦ في حال رفضت عرضي ، بحركة تصحيحية يقوم بها صهرك ووزير دفاعك ، أو ربما بحادث على طريق المطار بذات مكان حادث باسل وبذات الطريقة عندما يرسلوا لك رئيس دولة افريقي بزيارة رسمية يحددون هم تاريخها وتوقيتها ، لكن حظك جيد مرتين ، مرة يوم اعتقلتنا في ٩ أيلول ٢٠٠١ حيث أنقذك ابن لادن بضرب نيويورك يوم ١١ ، ومرة يوم ثانية أنت تعرف تماما من أنقذك ولماذا .. عندها أرسل لي صهرك رسالة مع خليل معتوق للسجن يطلب مني الصبر قليلا ، وأرسلوا لك أردوغان وحمد وساركوزي يحثوك على القبول بالتسوية مع الغرب ، وقاموا بما طلبته منهم ( تبرئتك من جريمة اغتيال الحريري ) وزوروا التحقيقات وأقالوا ميليس وأجبرو سعد على زيارتك ، مع أن غازي كنعان كان قد أرسل تسجيلا يثبت تورط سيادتكم وأخيكم شخصيا مما اضطركم لقتله ثم قتل أخيه ، وتبادلوا معك رسائل التطمينات وحسن النية وقدمت لهم مفاعل الكبر ، ورأس عماد مغنية ، وأعفوك من مقتل الحريري ، فقتل الإيرانيون محمد سليمان وعينوا بسام مرهج بدلا عنه وكيلا عنهم …. لكنك لم تفعل ، لأنك تستمع لمن يضلك ويضللك ، وهو الإيراني وحزب الله شريكك في الجريمة ، وهو ذاته من نصحك باستخدام القوة وبحزم كاف منذ البداية ضد الشعب بدلا من تقديم التنازلات التي أودت بالنظم العربية عند اندلاع الربيع العربي ، رغما عن نصائح كل ضباطك وسياسييك الذين حولك ، وهكذا كانوا يكذبون عليك ، ويعطوك التطمين بعد التطمين أن الموضوع سينتهي خلال شهر وشهرين … وكنت تحب أن تصدق ، بينما اتفقت الدول العظمى على استعمال سورية ساحة استنزاف عشر سنوات أداروا فيها توازنات الصراع لتدمير ما أمكن من سورية ومن قدراتها والسبب هو أنت . وتمسكك بالكرسي ، حتى لو على حساب دمار المدن وتهجير السكان ( سورية المفيدة حسب مفهومك ب ٨ ملايين فقط )… ولم يتركوا في العالم أي متطرف سني أو شيعي إلا وجلبوه ليقاتل ويقتل في أرض سورية ، التي تحولت لساحة لتجريب الأسلحة والعتاد ، ودفع الشعب السوري الطيب ثمنا باهظا ، من خيرة شبابه الذين تعمدت أجهزتك قتلهم أو اعتقالهم وتصفيتهم ، وبمئات الألوف، أحدهم صهري الذي كان طبيبا في مشفى تحمل اسم الأسد، أدارتها أختك بشرى ، في مرحلة ما ، وكان حريصا عليها ، لكن ممرضة فاسدة مدعومة من ضباط أمن أقربائها ، معقدة كونها قحبة قبيحة، توعدته عندما غير صلاحياتها لتخفيف فسادها . فقامت دولتك وأجهزتك بفرمه في ماكينتها ، وأختي لعلمك طبيبة أيضا زميلة وصديقة دراسة لمن ستصبح زوجتك عمك رفعت لين الخير والدة ريبال الذي تحول لمعارض أيضا ، تصور سورية كم هي صغيرة ، تخيل ماذا يفعل آل الأسد بأصدقائهم ، وتخيل ماذا فعلوا حتى بمن يدعون أنها طائفتهم ، التي تحولت لطائفة من دون شباب تتكون من أرامل وعوانس …
القصة تطول وتتنوع مشاهدها …. لكننا ها قد وصلنا للمشهد الأخير من المسرحية ، أنصحك للمرة الثالة والأخيرة ، وأنت تعرفني جيدا وتعرف أنني لا أقاتل من يدير ظهره ، ولا أحب الغدر ولا الكذب ، وأنني عارضتك جهارا نهارا ، ورفضت عرضك الذي أرسلته لي مع تركي علم الدين عام ٢٠٠٥ ، بتسلم منصب رفيع والمشاركة بالانتفاع بدل المعارضة . النظام يتسع ، فكان جوابي أن سافرت للولايات المتحدة لقناعتي أنك لن تقتنع بأن سورية ليست فريسة للاغتنام ولن تقتنع من دون ضغوط خارجية ، وقناعتي بأنه الشعب اذا انتفض عليك سيحطم الدولة التي هي بالنسبة اليه مجرد سجن .
أنا اليوم في نهاية شهر الصوم المبارك ، أخاطبك عن إطلاع بكل ما يخطط لك ، حتى أنه يمكنك اعتباري أحد المشاركين في تصميم عملية إزاحتك … التي تستخدم ضغوطا اقتصادية وعسكرية وجنائية وقرارات قيصر والكيماوي ، ونشاط ديبلوماسي بين الدول ، وعمل أمني استخباراتي داخل دائرتك الضيقة ، والنتائج كما ترى تفوق توقعاتنا ، أنظر حولك لترى كيف يتخلى عنك الجميع ، الكل يبعونك ( روسيا باعتك وهي تنسق وتنظم رحلات الطيران الإسرائيلي فوق قصورك ، إيران تفاوض في مسقط وتتجه للتخلي عنك وعن مشروعها صاغرة لأنها لو رفضت ستتعرض لما يدمرها كدولة ونظام ، حزب الله دخل مرحلة الغزل مع الغرب واسرائيل بل حتى الدلع بعد أن رفعوا عنه كابوس سليماني ، وسوف يخنع ويسلم سلاحه للجيش ويتحول لزعيم عصابة طائفية كبقية زعماء لبنان وهذا هو وجهه الحقيقية كزعيم مافيا مخدرات خدعك وخدع غيرك ) ضباطك وبشكل ملفت للنظر يبيعونك، والثمن الذي يطلبونه تافه مجرد الحماية والسلامة مع عائلاتهم ومسروقاتهم ، أنت ربيتهم على كتابة التقارير مقابل الدعم ، وهم يريدون الدعم ويكتبون التقارير عنك لمن هو أقوى منك ، يعني مفكر رامي عمل مشكلة منشان ١٠٠ مليون دولار ، ولو ! بيدفعهم من طرف الجيبة ، لكن رامي اقتنع بضرورة افتعال مشكلة والهروب من المركب ، والاحتماء بالطائفة التي تخلت عنك أيضا ، ولن يفيدك اعتقال مشايخهم لأن ذلك يساعد على احتوائهم ، ونحن من طرفنا سنقدم لهم التطمينات التي يطلبونها لكي يتخلوا عنك .
الكل سيضحي بك لينجو بما فيهم روسيا وإيران وضباطك وطائفتك ، أنت ميت ، وسترمى كل المشاكل فوق جثتك وقبرك ،
نصيحتي لك وأنا صادق معك أن تقلب الطاولة عليهم جميعا ، أن تسلم السلطة وترحل مع أسرتك وتطلب اللجوء السياسي في بريطانيا ، أو أي دولة أخرى ، على الأقل أولادك ليس لهم ذنب ، أنا لا أقول لك كمعاذ الخطيب ، أنظر بعيون أطفالك ، بل أقول لك انظر جيدا للمشهد الذي أنت فيه ، فأنت ميت ، ولكي لا يموتوا معك دعسا تحت الأقدام بساعة الغوغة ، ارحل بهم ، وارمي كل من تسلق عن ظهرك ، قبل أن يضحي بك ليرتدي ثوب الطهارة والعفة ،
رحيلك سيفضحهم ، وسيضعهم أمام أعمالهم ويكشف دورهم ، ويرمي الفتنة بينهم ، فبدلا من أن يتفقوا عليك شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، دعهم يختلفوا ويتصارعوا بعدك وأنت تراقبهم ،
تذكر كيف قتلت ايران صديقك محمد سليمان عندما كنت تركب الطائرة لتلبية دعوتهم ، وتذكر كيف قتل سليماني قائد حزب الله مصطفى بدر الدين عندك في سورية هكذا سيحصل معك على يد هذا أو هذا … أنت وضعت أيديك وقدميك في رمال متحركة وتعاملت مع غدارين أو ما فتكوا بشعوبهم ، لعبت على كل الحبال وكذبت على الجميع حتى وحدتهم ضدك ، ترسل لإسرائيل وتدعي الممانعة ، وتعتمد على روسيا وتستجدي أمريكا ، تتدعي الدفاع عن الوطن وتقتل الشعب … هم لعبوا بك ، وسوف يتفقون عليك ، أنت كما وصفك سعد الله ونوس بمسرحية رأس المملوك جابر الذي حمل رسالة الخيانة مكتوبة على رأسه ففقده ، ألم تقل أن الذي يخرج من عباءة الوطن يفقد حمايته ، هل من الحكمة الاستعانة بالذئب الأجنبي على غنمات الأخ القريب …
نصيحتي لك ولكل من يستمرون في خداع أنفسهم بولائك ، الوقت يقترب ، ومصيركم محتوم ، وعليكم الاختيار بين عدالة شعبكم وبين أنياب الوحوش التي جلبتموها لدياركم … فروا من السيرك ودعوا الوحوش تتقاتل .
فجر قنبلتك الأخيرة ، اركب مع اسرتك الطائرة وطر باتجاه لندن ، واطلب اذن الهبوط واللجوء السياسي فعلى متنها مواطن بريطاني لا يستطيعون رفض عودته ، بعد أن ترسل استقالتك من الطائرة وتكلف المتوفية نجاح العطار أو المحنط فاروق الشرع ، تخلى عن كل شيء بيدك قبل أن تتخلى عنك الحياة ذاتها ، اللجوء السياسي ليس سيئا اسألني ، تجلس في منزلك ، وتنشط على الفيس وتدخن في الحديقة ، وتكمل لعبة السلطة لكن على النت ، … لن يختلف عليك الأمر كثيرا ستستمر بعيشك في عالمك الخاص وخيالاتك ، لكنه سيختلف كثيرا مع الشعب المكون من لحم ودم لم تراه ولم تسمع عذاباته ، وتجاهلته تماما عند زيارتك وتجولك في حمص المدمرة متباهيا بالنصر حتى على قطط المنازل … في كل الأحوال أنت تعيش في عالمك الافتراضي وستستمر … لكن لا تسمح لهم بالسعادة من بعدك … لا زوجتك ولا ابن خالك ولا غيرهم وغيرهم …
أقلب الطاولة وشاهد شو لح يصير بالدول والمطابخ المتدخلة في سورية ، وهيك بتكون خربت عليهم كل ما يخططون له ، وتخدم شعبك المعتر لمرة واحدة بتاريخك ، بدل ما يرتبوا له مصيره لعشر سنوات قادمة باستخدام حثالات جديدة ، وبدلا من أن يرمى عليك كل وسخ العالم ، ويطلعوا كلهم طيبون وأنت السيء الوحيد ، أنا فعلا خايف ليس عليك لكن أن يخرجوا براءة بعد تجريمك ، وخايف أن تقتصر العدالة عليك وحدك ، مع أنك مدان ، ولكنني أعرف أنك كنت مغلوبا على أمرك وملعوبا بك ، وموضوع أمام خيارات أحلاهما مر ، لسبب بسيط أنك لا أنت ولا صدام قبلك فكرة لمرة واحدة بأن يضرب بالكرسي الذي يجلس عليه ، الحكام أمثالك يقبلون بأي شيء مقابل البقاء على الكرسي ، ويقولون لا يوجد خيار ، لكنك اليوم تفقد هذا الكرسي ، فلا تنتظر كثيرا ولا تختار مصير صدام أو القذافي أو علي صالح ، اضرب الكرسي في وجههم،
افعلها وقل كمال نصحني … أو فإنني مضطر لانتظار سماع خبر مصرعك الذي لن يتأخر كثيرا … في هذا الصيف .
أعلم أنك تتابع باهتمام كل ما أكتبه وأنشره ، أنا أيضا أتابعك وأعرف تماما ماذا تفعل ، وهذا ليس صعبا هذه الأيام ،
لم أخاطبك بألقابك التي لا أعترف بها ، مقابل ألا أصفك بصفاتك المقتنع بها ، ليس هذا موضوع الرسالة ( أقصد من أنا ومن أنت ) ، فالفارق بيننا بسيط جدا هو حرف واحد في ذات الكلمة ( سجان - سجين ) وسوف يزول تماما قريبا جدا لتصبح سجينا أو فقيدا … لا فرق …لكن اعتبرها نصيحة من عدو لدود لكنه سوري ، وهي المرة الثالثة والأخيرة التي أنصحك بها احتراما لكلمة تجمعنا وأحن إليها هي سورية، على الرغم من كل المعارك التي خضناها من أجل إسقاطك .
لقد عشت في سورية قبل أن أغادرها ١١ سنة من حكمك قضيت منهم ٩ في السجون ، أنت تعرفني جيدا ، وكنت تتابعنا في ربيع دمشق حتى في زنزانات الأمن السياسي ، وينقلوا إليك يوميا التسجيلات ، وكنت تستمتع بالاستماع إليها ، و أعلم أنها تصلك وأتقصد اسماعك ، كنت ترى الحكم لعبة مسلية ممتعة ، وأعرف أن لوحاتي التي رسمتها يومها بعد أن سمحوا لي باحضار أدوات رسم ، هي موجودة عندك كما فهمت من علي مخلوف ، (على فكرة ضباط الأمن السياسي قالوا لي أنهم لم يطلبوا اعتقالنا وأنهم غير مقتنعين به ، لكنهم لا يستطيعون عصيان القصر) ، من بينها ( لوحة وجه من بلدي هي صورتك كما رأيتك يومها، وكنا أنا وعارف دليلة ووليد البني وحبيب عيسى نصممها لتشبهك ) ، السجانون قالوا لنا أنه توجد مسجلات وأنهم يكتبون تقريرا يوميا عن كل ما نقوم به ، فقد كنت تلعب بحريتنا ومصيرنا كأي ولد مدلل ، على كل …
ليس …
يومها خدمتك الظروف وبقينا في السجن وبقيت أنت في السلطة ، لكنني عندما خرجت عام ٢٠٠٤ وجدتك في وضع حرج بعد غزو العراق ، ومن ثم اغتيال الحريري ، فقررت أن أستفيد من الظروف المستجدة ، هل تذكر في آذار ٢٠٠٥ الصحفي جو كلاين مراسل التايم يوم حمل لك سؤال مني مباشرة ، أسألك فيه لماذا اعتقلتني ( أنا طبيب وأنت طبيب ، فقلت له ليس أنا … النظام كبير ؟ كنت مع جو قبل مقابلتك وأنا من أخبرته عن تورط حزب الله أيضا معك في جريمة الحريري ، واستغرب الأمريكان يومها ذلك ثم اكتشفوا صدق ما أخبرتهم به فدعوني لزيارتهم ،
وهكذا بعد أن رفضت أنت تنفيذ توصيات مؤتمر البعث ٢٠٠٥ باصدار قانون أحزاب ، وفتح الحياة السياسية ، قررت أنا تحديك ودعوت لتأسيس التجمع الليبرالي الديموقراطي في منزلي ، يومها حماني من الاعتقال غازي كنعان الذي كان يحتفظ بتواصل مع السفارة ، فحاصروا البيت وفضوا الاجتماع لكنني لم أعتقل ، وهو بطلب من السفيرة سكوبي أعطاني جواز سفر ، وسافرت لأوروبا وأمريكا ، و عدت بعد أن أعلنت من هناك أنني عائد لتغيير النظام ،
بعد اعتقالي بالمطار رفضت كل أجهزة الأمن استقبالي، فقد اتصل أمامي ضابط الهجرة والجوازات بكل فروع الأمن وتعجب كيف رفضوا جميعا، وبعد ساعتين أجبرت أنت علي مخلوف على التحقيق معي ، وهو بدوره قال لي انت ملعون بتعرف لوين تروح ؟ و فتح السبيكر في مكتبه ، عندما كلمه مستشارك فوزي الشعيبي من مكتبك يسأله ماذا حصل معه ، ويقول له القصة خرجت للإعلام ، يجب أن تنهي التحقيق بسرعة ليفهمني علي أنه ليس صاحب الأمر بالاعتقال بل أنت ، فأرسلته اليك تلك الليلة طالبا لقاءك واقتنع وذهب، فامتنعت لأنك خفت أن تسمعني ، ثم أصروا في فرع الأمن الجنائي بحضور جلال ماء البارد على اسماعي خطابك المتلفز المبكر بمناسبة الحركة التصحيحية ، في ٩ تشرين ٢٠٠٥ وليس ١٦ ، والذي كان موجها لي ، عندما قلت لديك وزير خارجية واحد ، وأنك لا تخضع للضغوط …. عندما كان جورج بوش وكونداليزا رايس يطالبونك بإطلاق سراحي على الإعلام ، لكي تفهم أنني أحمل رسالة لك منهم ، لكنك لم تقدر ذلك لوجود مضللين حولك جلبتهم ليضللوك عندما اخترت الانتهازي والمتملق ، وسجنت من ينصحك ،
هل تتذكر دفاعي الذي قرأته علنا في محكمة جنايات دمشق ، والذي قررت بعده اقالة هيئة المحكمة ، وزجي بالمنفردات لكي أموت وأتعفن فيها، كما ذكر لي سمير الشيخ ، يومها ساعدني على الاتصال بأهلي الذين نقلوا الرسالة للسفارة ، فقامت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بزيارتك وطلبت منك اطلاق سراحي فاكتفيت باخراجي من المنفردات المغمورة بماء الأسيقة ، للجناح ، هل تذكر ما قلته للرئيس التركي غول عندما طلب منك اطلاق سراحي لأكون لاجئ سياسي في تركيا ( الأمريكان يريدون أن يضعونه مكاني ) وأنا فعلا لم أطلب ولا أريد ذلك ، لسبب بسيط أنها بالنسبة لي مصيبة لا أستطيع تحمل وزرها ، بينما تراها أنت غنيمة . فتمتع بتلك الغنيمة .
لقد رفضت نصيحتي مرتين وسجنتني مرتين مرة ٣ سنوات على نصيحتي الأولى بعدم التراجع عن خطاب القسم ، ونية الإصلاح ، ومرة ٦ سنوات على نصحيتي الثانية بالمباشرة بالإصلاحات قبل أن تدخل سورية في حرب أهلية ، يومها أقنعت الإدارة الأمريكية هناك أن الضغوط الاقتصادية والعسكرية تحطم البلد ولا تحدث ديموقراطية ، خربتم العراق لا تخربوا سورية ، والمطلوب لسورية هو برنامج اصلاحي كنا قد توافقنا عليه في صيغة إعلان دمشق ، لكنك أصريت على اتهامي بعكس تماما ما قمت به ، ولو كان لديك جهاز مخابرات جيد لعلم ماذا قلت وماذا طلبت يومها … ولعلمك كنت ستزاح عن السلطة في آذار ٢٠٠٦ في حال رفضت عرضي ، بحركة تصحيحية يقوم بها صهرك ووزير دفاعك ، أو ربما بحادث على طريق المطار بذات مكان حادث باسل وبذات الطريقة عندما يرسلوا لك رئيس دولة افريقي بزيارة رسمية يحددون هم تاريخها وتوقيتها ، لكن حظك جيد مرتين ، مرة يوم اعتقلتنا في ٩ أيلول ٢٠٠١ حيث أنقذك ابن لادن بضرب نيويورك يوم ١١ ، ومرة يوم ثانية أنت تعرف تماما من أنقذك ولماذا .. عندها أرسل لي صهرك رسالة مع خليل معتوق للسجن يطلب مني الصبر قليلا ، وأرسلوا لك أردوغان وحمد وساركوزي يحثوك على القبول بالتسوية مع الغرب ، وقاموا بما طلبته منهم ( تبرئتك من جريمة اغتيال الحريري ) وزوروا التحقيقات وأقالوا ميليس وأجبرو سعد على زيارتك ، مع أن غازي كنعان كان قد أرسل تسجيلا يثبت تورط سيادتكم وأخيكم شخصيا مما اضطركم لقتله ثم قتل أخيه ، وتبادلوا معك رسائل التطمينات وحسن النية وقدمت لهم مفاعل الكبر ، ورأس عماد مغنية ، وأعفوك من مقتل الحريري ، فقتل الإيرانيون محمد سليمان وعينوا بسام مرهج بدلا عنه وكيلا عنهم …. لكنك لم تفعل ، لأنك تستمع لمن يضلك ويضللك ، وهو الإيراني وحزب الله شريكك في الجريمة ، وهو ذاته من نصحك باستخدام القوة وبحزم كاف منذ البداية ضد الشعب بدلا من تقديم التنازلات التي أودت بالنظم العربية عند اندلاع الربيع العربي ، رغما عن نصائح كل ضباطك وسياسييك الذين حولك ، وهكذا كانوا يكذبون عليك ، ويعطوك التطمين بعد التطمين أن الموضوع سينتهي خلال شهر وشهرين … وكنت تحب أن تصدق ، بينما اتفقت الدول العظمى على استعمال سورية ساحة استنزاف عشر سنوات أداروا فيها توازنات الصراع لتدمير ما أمكن من سورية ومن قدراتها والسبب هو أنت . وتمسكك بالكرسي ، حتى لو على حساب دمار المدن وتهجير السكان ( سورية المفيدة حسب مفهومك ب ٨ ملايين فقط )… ولم يتركوا في العالم أي متطرف سني أو شيعي إلا وجلبوه ليقاتل ويقتل في أرض سورية ، التي تحولت لساحة لتجريب الأسلحة والعتاد ، ودفع الشعب السوري الطيب ثمنا باهظا ، من خيرة شبابه الذين تعمدت أجهزتك قتلهم أو اعتقالهم وتصفيتهم ، وبمئات الألوف، أحدهم صهري الذي كان طبيبا في مشفى تحمل اسم الأسد، أدارتها أختك بشرى ، في مرحلة ما ، وكان حريصا عليها ، لكن ممرضة فاسدة مدعومة من ضباط أمن أقربائها ، معقدة كونها قحبة قبيحة، توعدته عندما غير صلاحياتها لتخفيف فسادها . فقامت دولتك وأجهزتك بفرمه في ماكينتها ، وأختي لعلمك طبيبة أيضا زميلة وصديقة دراسة لمن ستصبح زوجتك عمك رفعت لين الخير والدة ريبال الذي تحول لمعارض أيضا ، تصور سورية كم هي صغيرة ، تخيل ماذا يفعل آل الأسد بأصدقائهم ، وتخيل ماذا فعلوا حتى بمن يدعون أنها طائفتهم ، التي تحولت لطائفة من دون شباب تتكون من أرامل وعوانس …
القصة تطول وتتنوع مشاهدها …. لكننا ها قد وصلنا للمشهد الأخير من المسرحية ، أنصحك للمرة الثالة والأخيرة ، وأنت تعرفني جيدا وتعرف أنني لا أقاتل من يدير ظهره ، ولا أحب الغدر ولا الكذب ، وأنني عارضتك جهارا نهارا ، ورفضت عرضك الذي أرسلته لي مع تركي علم الدين عام ٢٠٠٥ ، بتسلم منصب رفيع والمشاركة بالانتفاع بدل المعارضة . النظام يتسع ، فكان جوابي أن سافرت للولايات المتحدة لقناعتي أنك لن تقتنع بأن سورية ليست فريسة للاغتنام ولن تقتنع من دون ضغوط خارجية ، وقناعتي بأنه الشعب اذا انتفض عليك سيحطم الدولة التي هي بالنسبة اليه مجرد سجن .
أنا اليوم في نهاية شهر الصوم المبارك ، أخاطبك عن إطلاع بكل ما يخطط لك ، حتى أنه يمكنك اعتباري أحد المشاركين في تصميم عملية إزاحتك … التي تستخدم ضغوطا اقتصادية وعسكرية وجنائية وقرارات قيصر والكيماوي ، ونشاط ديبلوماسي بين الدول ، وعمل أمني استخباراتي داخل دائرتك الضيقة ، والنتائج كما ترى تفوق توقعاتنا ، أنظر حولك لترى كيف يتخلى عنك الجميع ، الكل يبعونك ( روسيا باعتك وهي تنسق وتنظم رحلات الطيران الإسرائيلي فوق قصورك ، إيران تفاوض في مسقط وتتجه للتخلي عنك وعن مشروعها صاغرة لأنها لو رفضت ستتعرض لما يدمرها كدولة ونظام ، حزب الله دخل مرحلة الغزل مع الغرب واسرائيل بل حتى الدلع بعد أن رفعوا عنه كابوس سليماني ، وسوف يخنع ويسلم سلاحه للجيش ويتحول لزعيم عصابة طائفية كبقية زعماء لبنان وهذا هو وجهه الحقيقية كزعيم مافيا مخدرات خدعك وخدع غيرك ) ضباطك وبشكل ملفت للنظر يبيعونك، والثمن الذي يطلبونه تافه مجرد الحماية والسلامة مع عائلاتهم ومسروقاتهم ، أنت ربيتهم على كتابة التقارير مقابل الدعم ، وهم يريدون الدعم ويكتبون التقارير عنك لمن هو أقوى منك ، يعني مفكر رامي عمل مشكلة منشان ١٠٠ مليون دولار ، ولو ! بيدفعهم من طرف الجيبة ، لكن رامي اقتنع بضرورة افتعال مشكلة والهروب من المركب ، والاحتماء بالطائفة التي تخلت عنك أيضا ، ولن يفيدك اعتقال مشايخهم لأن ذلك يساعد على احتوائهم ، ونحن من طرفنا سنقدم لهم التطمينات التي يطلبونها لكي يتخلوا عنك .
الكل سيضحي بك لينجو بما فيهم روسيا وإيران وضباطك وطائفتك ، أنت ميت ، وسترمى كل المشاكل فوق جثتك وقبرك ،
نصيحتي لك وأنا صادق معك أن تقلب الطاولة عليهم جميعا ، أن تسلم السلطة وترحل مع أسرتك وتطلب اللجوء السياسي في بريطانيا ، أو أي دولة أخرى ، على الأقل أولادك ليس لهم ذنب ، أنا لا أقول لك كمعاذ الخطيب ، أنظر بعيون أطفالك ، بل أقول لك انظر جيدا للمشهد الذي أنت فيه ، فأنت ميت ، ولكي لا يموتوا معك دعسا تحت الأقدام بساعة الغوغة ، ارحل بهم ، وارمي كل من تسلق عن ظهرك ، قبل أن يضحي بك ليرتدي ثوب الطهارة والعفة ،
رحيلك سيفضحهم ، وسيضعهم أمام أعمالهم ويكشف دورهم ، ويرمي الفتنة بينهم ، فبدلا من أن يتفقوا عليك شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، دعهم يختلفوا ويتصارعوا بعدك وأنت تراقبهم ،
تذكر كيف قتلت ايران صديقك محمد سليمان عندما كنت تركب الطائرة لتلبية دعوتهم ، وتذكر كيف قتل سليماني قائد حزب الله مصطفى بدر الدين عندك في سورية هكذا سيحصل معك على يد هذا أو هذا … أنت وضعت أيديك وقدميك في رمال متحركة وتعاملت مع غدارين أو ما فتكوا بشعوبهم ، لعبت على كل الحبال وكذبت على الجميع حتى وحدتهم ضدك ، ترسل لإسرائيل وتدعي الممانعة ، وتعتمد على روسيا وتستجدي أمريكا ، تتدعي الدفاع عن الوطن وتقتل الشعب … هم لعبوا بك ، وسوف يتفقون عليك ، أنت كما وصفك سعد الله ونوس بمسرحية رأس المملوك جابر الذي حمل رسالة الخيانة مكتوبة على رأسه ففقده ، ألم تقل أن الذي يخرج من عباءة الوطن يفقد حمايته ، هل من الحكمة الاستعانة بالذئب الأجنبي على غنمات الأخ القريب …
نصيحتي لك ولكل من يستمرون في خداع أنفسهم بولائك ، الوقت يقترب ، ومصيركم محتوم ، وعليكم الاختيار بين عدالة شعبكم وبين أنياب الوحوش التي جلبتموها لدياركم … فروا من السيرك ودعوا الوحوش تتقاتل .
فجر قنبلتك الأخيرة ، اركب مع اسرتك الطائرة وطر باتجاه لندن ، واطلب اذن الهبوط واللجوء السياسي فعلى متنها مواطن بريطاني لا يستطيعون رفض عودته ، بعد أن ترسل استقالتك من الطائرة وتكلف المتوفية نجاح العطار أو المحنط فاروق الشرع ، تخلى عن كل شيء بيدك قبل أن تتخلى عنك الحياة ذاتها ، اللجوء السياسي ليس سيئا اسألني ، تجلس في منزلك ، وتنشط على الفيس وتدخن في الحديقة ، وتكمل لعبة السلطة لكن على النت ، … لن يختلف عليك الأمر كثيرا ستستمر بعيشك في عالمك الخاص وخيالاتك ، لكنه سيختلف كثيرا مع الشعب المكون من لحم ودم لم تراه ولم تسمع عذاباته ، وتجاهلته تماما عند زيارتك وتجولك في حمص المدمرة متباهيا بالنصر حتى على قطط المنازل … في كل الأحوال أنت تعيش في عالمك الافتراضي وستستمر … لكن لا تسمح لهم بالسعادة من بعدك … لا زوجتك ولا ابن خالك ولا غيرهم وغيرهم …
أقلب الطاولة وشاهد شو لح يصير بالدول والمطابخ المتدخلة في سورية ، وهيك بتكون خربت عليهم كل ما يخططون له ، وتخدم شعبك المعتر لمرة واحدة بتاريخك ، بدل ما يرتبوا له مصيره لعشر سنوات قادمة باستخدام حثالات جديدة ، وبدلا من أن يرمى عليك كل وسخ العالم ، ويطلعوا كلهم طيبون وأنت السيء الوحيد ، أنا فعلا خايف ليس عليك لكن أن يخرجوا براءة بعد تجريمك ، وخايف أن تقتصر العدالة عليك وحدك ، مع أنك مدان ، ولكنني أعرف أنك كنت مغلوبا على أمرك وملعوبا بك ، وموضوع أمام خيارات أحلاهما مر ، لسبب بسيط أنك لا أنت ولا صدام قبلك فكرة لمرة واحدة بأن يضرب بالكرسي الذي يجلس عليه ، الحكام أمثالك يقبلون بأي شيء مقابل البقاء على الكرسي ، ويقولون لا يوجد خيار ، لكنك اليوم تفقد هذا الكرسي ، فلا تنتظر كثيرا ولا تختار مصير صدام أو القذافي أو علي صالح ، اضرب الكرسي في وجههم،
افعلها وقل كمال نصحني … أو فإنني مضطر لانتظار سماع خبر مصرعك الذي لن يتأخر كثيرا … في هذا الصيف .
السبت، 23 مايو 2020
اروع ما قاله نزار قباني عن العيد
يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا
واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ
ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً
وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ
أين المراجيح في ساحات حارتنا
وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ
الله أكبر تعلو كل مئذنة
وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ
أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها
ياروعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ
وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ
وفرن منزلنا في الليل مصباحُ
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا
ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم
فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا..؟
وبعضهم نائم والبعض لمَّاحُ
وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم
نحو المقابر زوَّاراً وما ناحُوا
لكن أفئدة بالحزن مظلمة
وأدمع العين باﻷسرار قد باحُوا
كنا نخطِّط للأطفال حلمهم..
ونبذل الجُّهد هم للمجد أرواحُ
تآمر الغرب واﻷعراب واجتمعوا
فالكل في مركبي رأس و ملَّاحُ
وأين أسيافنا والجَّيش عنترة
وأين حاتمنا هل كلهم راحُوا
يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا
مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراحُ 🌷
واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ
ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً
وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ
أين المراجيح في ساحات حارتنا
وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ
الله أكبر تعلو كل مئذنة
وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ
أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها
ياروعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ
وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ
وفرن منزلنا في الليل مصباحُ
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا
ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم
فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا..؟
وبعضهم نائم والبعض لمَّاحُ
وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم
نحو المقابر زوَّاراً وما ناحُوا
لكن أفئدة بالحزن مظلمة
وأدمع العين باﻷسرار قد باحُوا
كنا نخطِّط للأطفال حلمهم..
ونبذل الجُّهد هم للمجد أرواحُ
تآمر الغرب واﻷعراب واجتمعوا
فالكل في مركبي رأس و ملَّاحُ
وأين أسيافنا والجَّيش عنترة
وأين حاتمنا هل كلهم راحُوا
يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا
مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراحُ 🌷
الخميس، 21 مايو 2020
مارأيكم في أن نحدد خياراتنا
يقال ان المال .. يجلب لك أصدقاء المصلحة ..
والجمال .. يجلب لك أصدقاء المتعه..
أما الأخلاق .. فتجلب لك أصدقاء العمر ..
فحددوا خياراتكم في صداقاتكم.
والجمال .. يجلب لك أصدقاء المتعه..
أما الأخلاق .. فتجلب لك أصدقاء العمر ..
فحددوا خياراتكم في صداقاتكم.
رحيل أم عزت رستم السيده الغاليه عائشه أرمنازي في ليلة القدر من يوم ٢٠ أيار ٢٠٢٠
رحلت أمنا، ورحل معها إحساسنا بالفرح، رحلت وتركت ألماً بكل أعضائنا، لم يعد شيء يفرحنا بعدها، وكأننا كنا نفرح لأجلها، رحلت وتركت قلبينا مليئان بالأحزان. كان عندنا أم قلبها كالجنة، رحلت لتخبرنا بأن الطيبين لا يدومون طويلاً، حياتنا مؤلمة عندما نحتاجك ولا نجدك، حزن قلبنا بوفاتك وبكت عيوننا لفراقك، ولا زالت أرواحنا تشتاق لك، ولكن رضينا بقضاء الله وقدره، وسيظل لساننا يهتف بالدعاء لك.
لامثيل لحبنا لك لأن مثلك لا يستحق سوى الحب ولا نملك أمامهم سوى أن نحب .نرمم معهم أشياء كثيرة ونعيد طلاء الحياة ونسعى صادقين كي نمنحهم بعض السعادة....
اليوم رسالتنا لأمنا رسالة شكر وامتنان...رسالة حب لكل من كان شمعة مضيئة في ليلنا يوما ما وكان جسرا للمحبة في طريقنا....أنت عطر الياسمين يفوح في حياتنا....شكرا لدوام وجودك معنا ولطيفك الذي زرع في ذاكرتنا ...
أخوك د.محمد لطفي مهروسه
مع أسمى الحب والوفاء لأمك التي تجلت لي كيوم وفاة أمي
لامثيل لحبنا لك لأن مثلك لا يستحق سوى الحب ولا نملك أمامهم سوى أن نحب .نرمم معهم أشياء كثيرة ونعيد طلاء الحياة ونسعى صادقين كي نمنحهم بعض السعادة....
اليوم رسالتنا لأمنا رسالة شكر وامتنان...رسالة حب لكل من كان شمعة مضيئة في ليلنا يوما ما وكان جسرا للمحبة في طريقنا....أنت عطر الياسمين يفوح في حياتنا....شكرا لدوام وجودك معنا ولطيفك الذي زرع في ذاكرتنا ...
أخوك د.محمد لطفي مهروسه
مع أسمى الحب والوفاء لأمك التي تجلت لي كيوم وفاة أمي
الأربعاء، 13 مايو 2020
مدرسة الحياه للأذكياء والثراء لمنتهزي الفرص
خلال عملية سطو في مدينة نيويورك صرخ اللص موجها كلامه الى الموظفين الموجودين داخل البنك :💰
لا تتحركوا فالمال ملك الدولة وحياتكم ملك لكم .
فأستلقى الجميع على الأرض بكل هدوء ..
" وهذا ما يسمى بمفهوم تغيير التفكير "🤔🤔
وعندما انتهى اللصوص من السرقة قال اللص الأصغر والذي يحمل شهادة جامعية لزعيم اللصوص وكان أكبرهم سنا وهو خريج الدراسة الأبتدائية :
يا زعيم دعنا نحصي كم من الأموال أخذنا.
قام الزعيم بنهره وقال له : أنت غبي ؟! هذه كمية كبيرة من الأموال وتأخذ منا وقتا طويلا لعدها ، الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال !!💰💰💰💰💰
"وهذا ما يسمى الخبرة "
في هذه الايام الخبرة اكثر اهمية من المؤهلات الورقية
بعد أن غادر اللصوص البنك ، قال مدير البنك لمدير الفرع : اتصل بالشرطة بسرعة ، ولكن مدير الفرع قال له : إنتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها الى ال 70 مليون دولار اللتي قمنا بأختلاسها سابقا !!
" وهذا يسمى السباحة مع التيار وتحويل الوضع لصالحك "
قال مدير البنك : اذن سيكون الأمر رائعا اذا كان هناك سرقة كل شهر ...
" وهذا ما يسمى بالتمادي "
وفي اليوم التالي ذكرت وكالات الأخبار ان 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك !!
قام اللصوص بعد النقود المرة تلو المرة ، وفي كل مرة كانوا يجدوا ان المبلغ هو 20 مليون دولار فقط ، غضب اللصوص كثيرا وقالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار ومدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه يبدو ان من الافضل ان تكون متعلما بدلا من ان تكون لصا
" وهذا ما يسمى المعرفة تساوي قيمتها ذهبا "
كان مدير البنك يبتسم سعيدا لانه اصبح مليونيراً وجميع خسائره في البورصة تم تغطيتها بهذه السرقة .
" وهذا ما يسمى اقتناص الفرصة "
فاللصوص الحقيقيون هم غالبا ذوي المناصب العليا لكنهم لصوص بشهادات .
لا تتحركوا فالمال ملك الدولة وحياتكم ملك لكم .
فأستلقى الجميع على الأرض بكل هدوء ..
" وهذا ما يسمى بمفهوم تغيير التفكير "🤔🤔
وعندما انتهى اللصوص من السرقة قال اللص الأصغر والذي يحمل شهادة جامعية لزعيم اللصوص وكان أكبرهم سنا وهو خريج الدراسة الأبتدائية :
يا زعيم دعنا نحصي كم من الأموال أخذنا.
قام الزعيم بنهره وقال له : أنت غبي ؟! هذه كمية كبيرة من الأموال وتأخذ منا وقتا طويلا لعدها ، الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال !!💰💰💰💰💰
"وهذا ما يسمى الخبرة "
في هذه الايام الخبرة اكثر اهمية من المؤهلات الورقية
بعد أن غادر اللصوص البنك ، قال مدير البنك لمدير الفرع : اتصل بالشرطة بسرعة ، ولكن مدير الفرع قال له : إنتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها الى ال 70 مليون دولار اللتي قمنا بأختلاسها سابقا !!
" وهذا يسمى السباحة مع التيار وتحويل الوضع لصالحك "
قال مدير البنك : اذن سيكون الأمر رائعا اذا كان هناك سرقة كل شهر ...
" وهذا ما يسمى بالتمادي "
وفي اليوم التالي ذكرت وكالات الأخبار ان 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك !!
قام اللصوص بعد النقود المرة تلو المرة ، وفي كل مرة كانوا يجدوا ان المبلغ هو 20 مليون دولار فقط ، غضب اللصوص كثيرا وقالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار ومدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه يبدو ان من الافضل ان تكون متعلما بدلا من ان تكون لصا
" وهذا ما يسمى المعرفة تساوي قيمتها ذهبا "
كان مدير البنك يبتسم سعيدا لانه اصبح مليونيراً وجميع خسائره في البورصة تم تغطيتها بهذه السرقة .
" وهذا ما يسمى اقتناص الفرصة "
فاللصوص الحقيقيون هم غالبا ذوي المناصب العليا لكنهم لصوص بشهادات .
بوحٌ جارحٌ ... من العقلانيّة إلى العدميّة ، سورية على الصليب د.نزار العاني
لكل مخلوق ذكي وعاقل أسرار لا يبوح بها وتنطوي معه لتكون التمتمات الخرساء لحجرقبره الأصم البارع بتجسيد الصمت كقيمة أخلاقية وفلسفية عالية . ومثل بعض المخلوقات النزيهة سأحمل القليل من أسراري والتي سأبوح بها فقط لحجرقبري ، وأمضي راضياً كل الرضى عن حياتي التي كانت مكشوفة ومفضوحة أمام الآخرين إلى درجة كنت أبدو فيها وكأنني الغبي الذي لا يعرف كيف يحتفظ بأسراره لنفسه كي ينجح في مواجهة سفالات الحياة !
علاقتي بالبوح بمنزلة علاقة المرء بالديانة وعلاقة الإنسان بالعقيدة . البوح هو صوت الشعر السحري الخفي المتفجر في قلب عاشق . البوح نبض وتر حزين يئن بالشكوى من ثقل الهجر . البوح هو الصلاة الوحيدة المقبولة في سماوات الفكر . البوح شجاعة النفس أمام محاكم الشهوات الظالمة ، والبوح هو خاتمة أشجان المسيح حين سلمه يهوذا الأسخريوطي للكهنة مقابل ثلاثين من الفضة ، فصلبه كهنة الباطل واقترعوا على ثيابه واقتسموها ، ولم يكن على شفتيه وقد اقتربت شهقة الموت سوى هذا البوح الجارح : يا إلهي إن شئت أبعد عني هذه الكأس .
في قلبي بوح جارح سأنتشله من بئر الكتمان وأطلقه من حبس المناجاة إلى فضاء التلميح لا التصريح ، ويصيبني التلعثم إذ أرى رذاذ البوح يمس أرواح وضمائر وعقول بعض الذين أحببت وأحب من الكائنات والمخلوقات التي أنعم الله علي بصداقتهم وجردتني الكارثة السورية من نعمة محبتهم بعدما اختلفنا في تقويمنا لحكاية سورية المصلوبة على خشبات التاريخ الفاضح .
* لا أرى في الصورة الحضارية والإنسانية والمدنية التي تتباهى بثورة التكنولوجيا العظيمة سوى السقوط والتردي ، وأرى التوحش الغربي يغزو بمعرفته المتفوقة أراضينا وبلادنا ، وننساق جميعاً بجهلنا وغياب حكمتنا لنكون غثاء ونكون حمير التاريخ المركوبة .
* يبدو لي جلياً أن الأديان التوحيدية السماوية الثلاث ، والمنظومات الفلسفية ونظرياتها الكبرى ، والأطر التربوية والثقافية والآداب والفنون ، عجزت عن بناء روح إنسانية مثالية تتسامى بالقيم الأصيلة مثل الصدق والأمانة والنزاهة والمحبة والوطنية والإيثار والعطف والإخاء وتوابع كل هذه الأكاذيب الكبرى .
* عشر سنواتٍ سوريةٍ عجاف مسحت من ذاكرتي المتعبة نبض سبعين سنة من حكايات نضال الإنسان وبحثه الدؤوب عن العدالة والحرية والكرامة ، وإذا به يحصد الريح والسراب ، ومارأيت وقرأت وسمعت في هذه العجاف، يجعلني غريقاً في بحر الشكوك ، مثلما غرق الآلاف في بحر الحلم بالخلاص . لا يقين ولا ثقة لدي بأحد . لا أصدق ما أرى على القنوات، وما أقرأ في الكتب والمجلات،وما أسمع في الإذاعات ،وعواصف الكذب والتزييف والتضليل والجنون تطحن الحقائق وتغتالها.
بلا عكازة الحقيقة يصبح المرء عاجزاً وأعمى ، وتصبح "الأنا" الناطق الرسمي للعدميّة .
* أصبحتُ نافراً في ، أسواق السياسة الوطنية والثورية السورية ،من البلاغة والقواميس وترسانة اللغات وأسلحتها الفتاكة ، تنتابني نوبات فزع ورعب من كل أشكال الفصاحة . تجتاحني فوبيا من مفردات مُسلحة بالأنياب : إرهاب ، ثورة ، ديمقراطية ، إسلام ، حوار، حقوق إنسان ،الشعب السوري ،شهيد، تكفير .....إلخ . كل هذه المفردات العربية سبايا في أفواه الباعة والتجار في مزادات السياسة الدولية . فقدت اللغة عذريتها . تحولت اللغة إلى مومس .
* نافرٌ من الأحياء ، نافرٌ من نفسي . منحازٌ إلى القتلى الأشرار والمغدورين الأخيار ولكل الذين نفقوا في الحرب السورية من الأجانب. منحازٌ لغفلتهم ولمصادفات موتهم في الأنفاق ووراء السواتر والمتاريس ووراء أكداس من القاذورات وروائح الزنخ البشري ، فيما قادتهم يخططون لأمجاد قد لا تتحقق في غرف مكيفة بالهواء والعطور .
* نافرٌ من مفبركي النعوات وحفاري القبور والجالسين في المقاهي أو في البيوت ـ مثلي الآن ـ ليبيعوا البلاغات الوطنية والسمعة الحسنة لأنهار الدم ، وهم بعيدون عن خطوط النار ،ويقبعون وراء أزرار كمبيوتراتهم وهواتفهم الذكية ، يرفلون بالنظافة والأمان والراحة النفسية والجسدية والكفاية والرضى ، ويزعمون مهما كانت أطياف انتماءاتهم أنهم بكتاباتهم التحريضية يشاركون في صوغ الوجه الجديد للأمة السورية .
هؤلاء كذابو الزفة ( شريحة تحيي الأعراس مقابل أجرة ) .
بوحٌ جارحٌ ممسوح بزيت الأسى على ماحصل في سورية ويحصل . وليس عند جبل الزيتون كما حصل مع المسيح ، بل عند جبل أشجار الكرز والدراق والمشمش والخوخ والتوت والجوز في الشام ، أرى جسد سورية معلقاً على خشبة صليب وهي تنادي : أيتها الموالاة ، أيتها المعارضة ، لمَ شَبقتاني؟ وسمعتُها وهي تتمتم بما بقي في حلقها من كبرياء وببوحٍ جارحٍ : تباً لك أيها السوري ، سلمت جسدي بثلاثين من الفضة ؟ لماذا أيها السوري جرعتني هذه الكأس ؟
ــــــــــــــــــــــــ
علاقتي بالبوح بمنزلة علاقة المرء بالديانة وعلاقة الإنسان بالعقيدة . البوح هو صوت الشعر السحري الخفي المتفجر في قلب عاشق . البوح نبض وتر حزين يئن بالشكوى من ثقل الهجر . البوح هو الصلاة الوحيدة المقبولة في سماوات الفكر . البوح شجاعة النفس أمام محاكم الشهوات الظالمة ، والبوح هو خاتمة أشجان المسيح حين سلمه يهوذا الأسخريوطي للكهنة مقابل ثلاثين من الفضة ، فصلبه كهنة الباطل واقترعوا على ثيابه واقتسموها ، ولم يكن على شفتيه وقد اقتربت شهقة الموت سوى هذا البوح الجارح : يا إلهي إن شئت أبعد عني هذه الكأس .
في قلبي بوح جارح سأنتشله من بئر الكتمان وأطلقه من حبس المناجاة إلى فضاء التلميح لا التصريح ، ويصيبني التلعثم إذ أرى رذاذ البوح يمس أرواح وضمائر وعقول بعض الذين أحببت وأحب من الكائنات والمخلوقات التي أنعم الله علي بصداقتهم وجردتني الكارثة السورية من نعمة محبتهم بعدما اختلفنا في تقويمنا لحكاية سورية المصلوبة على خشبات التاريخ الفاضح .
* لا أرى في الصورة الحضارية والإنسانية والمدنية التي تتباهى بثورة التكنولوجيا العظيمة سوى السقوط والتردي ، وأرى التوحش الغربي يغزو بمعرفته المتفوقة أراضينا وبلادنا ، وننساق جميعاً بجهلنا وغياب حكمتنا لنكون غثاء ونكون حمير التاريخ المركوبة .
* يبدو لي جلياً أن الأديان التوحيدية السماوية الثلاث ، والمنظومات الفلسفية ونظرياتها الكبرى ، والأطر التربوية والثقافية والآداب والفنون ، عجزت عن بناء روح إنسانية مثالية تتسامى بالقيم الأصيلة مثل الصدق والأمانة والنزاهة والمحبة والوطنية والإيثار والعطف والإخاء وتوابع كل هذه الأكاذيب الكبرى .
* عشر سنواتٍ سوريةٍ عجاف مسحت من ذاكرتي المتعبة نبض سبعين سنة من حكايات نضال الإنسان وبحثه الدؤوب عن العدالة والحرية والكرامة ، وإذا به يحصد الريح والسراب ، ومارأيت وقرأت وسمعت في هذه العجاف، يجعلني غريقاً في بحر الشكوك ، مثلما غرق الآلاف في بحر الحلم بالخلاص . لا يقين ولا ثقة لدي بأحد . لا أصدق ما أرى على القنوات، وما أقرأ في الكتب والمجلات،وما أسمع في الإذاعات ،وعواصف الكذب والتزييف والتضليل والجنون تطحن الحقائق وتغتالها.
بلا عكازة الحقيقة يصبح المرء عاجزاً وأعمى ، وتصبح "الأنا" الناطق الرسمي للعدميّة .
* أصبحتُ نافراً في ، أسواق السياسة الوطنية والثورية السورية ،من البلاغة والقواميس وترسانة اللغات وأسلحتها الفتاكة ، تنتابني نوبات فزع ورعب من كل أشكال الفصاحة . تجتاحني فوبيا من مفردات مُسلحة بالأنياب : إرهاب ، ثورة ، ديمقراطية ، إسلام ، حوار، حقوق إنسان ،الشعب السوري ،شهيد، تكفير .....إلخ . كل هذه المفردات العربية سبايا في أفواه الباعة والتجار في مزادات السياسة الدولية . فقدت اللغة عذريتها . تحولت اللغة إلى مومس .
* نافرٌ من الأحياء ، نافرٌ من نفسي . منحازٌ إلى القتلى الأشرار والمغدورين الأخيار ولكل الذين نفقوا في الحرب السورية من الأجانب. منحازٌ لغفلتهم ولمصادفات موتهم في الأنفاق ووراء السواتر والمتاريس ووراء أكداس من القاذورات وروائح الزنخ البشري ، فيما قادتهم يخططون لأمجاد قد لا تتحقق في غرف مكيفة بالهواء والعطور .
* نافرٌ من مفبركي النعوات وحفاري القبور والجالسين في المقاهي أو في البيوت ـ مثلي الآن ـ ليبيعوا البلاغات الوطنية والسمعة الحسنة لأنهار الدم ، وهم بعيدون عن خطوط النار ،ويقبعون وراء أزرار كمبيوتراتهم وهواتفهم الذكية ، يرفلون بالنظافة والأمان والراحة النفسية والجسدية والكفاية والرضى ، ويزعمون مهما كانت أطياف انتماءاتهم أنهم بكتاباتهم التحريضية يشاركون في صوغ الوجه الجديد للأمة السورية .
هؤلاء كذابو الزفة ( شريحة تحيي الأعراس مقابل أجرة ) .
بوحٌ جارحٌ ممسوح بزيت الأسى على ماحصل في سورية ويحصل . وليس عند جبل الزيتون كما حصل مع المسيح ، بل عند جبل أشجار الكرز والدراق والمشمش والخوخ والتوت والجوز في الشام ، أرى جسد سورية معلقاً على خشبة صليب وهي تنادي : أيتها الموالاة ، أيتها المعارضة ، لمَ شَبقتاني؟ وسمعتُها وهي تتمتم بما بقي في حلقها من كبرياء وببوحٍ جارحٍ : تباً لك أيها السوري ، سلمت جسدي بثلاثين من الفضة ؟ لماذا أيها السوري جرعتني هذه الكأس ؟
ــــــــــــــــــــــــ
الأربعاء، 6 مايو 2020
يلي عندو سعادة للبيع!!!
من أمتع ما قرأت..
في صفحة أخي وقريبي محمد الطباخ..وقد علقت فقلت له
هنا يجتمع إغماض العينين لشعورك بلذة ماقرأت
وفتح فوك لهول ما سمعت
يلي عندو سعادة للبيع!!!
من أجمل ما قرأت اليوم
شكرا لمن ارسلها لي
تستحق القراءة.
هذا النص الرائع من الأدب الرمزي كتبته مها حلواني:
صوت البائع الجوال يصدح في أرجاء الحي:
يلي عندو سعادة .. يلي عندو فرح .. يلي عندو حزن .. يلي عندو دمعات قديمة للبيييييييع ...!!
أحب الباعة المتجولين .. أسرعت لأمي و قلت لها أنّ عندي ضحكتين قديمات أريد بيعهما ..
قالت لي افعل ما يحلو لك..
اتجهت للبائع وصرخت له :
يا عم يا عم بكم الضحك اليوم..؟
قال لي :
ضحكة الطفل بليرة .. وضحكة العجوز بألف .. وعلى حسب العمر نشتري ..
دهشت من فرق السعر وأخبرته :
ياعم الضحكُ ضحكٌ .. لم فرق الأسعار .. ؟؟
أو أنك تغشني لأني صغير...؟؟!!
قال لي:
يا صغيري ضحكة الكبار نادرة .. هذا سبب غلائها ...
لم أفهم ما يقول .. ولكني بعته الضحكتين .. واشتريت بثمنهما بسكوتاً ..
رجعت للمنزل .. سألت أمي إن كان لدى أبي ضحكات قديمة .. فضحكة الكبار غالية ..
بحثت أمي في كل أرجاء المنزل .. لم تجد أي ضحكة لأبي
( أبي لا يضحك )..!!
ولكنها عثرت على كثير من دمعاته .. أعطتني إياها .. وقالت لي هذا مصروفك للغد ...!!
في اليوم التالي .. وعند سماع صوت العم الذي يشتري الأحاسيس والمشاعر ..
أسرعت إليه وسألته عن ثمن دموع الكبار ..
فتلك غالية كضحكاتهم .. قلت له...
فقال لي :
إن دموع الكبار رخيصة ..وهو لا يتاجر بها ..
وقال:
الكبار يبكون دائماً يا ولدي ..!!
في شارع المجزرة هناك نهر من الدموع ..
وفي المقبرة هناك نهر آخر ..
حتى أن أرملة الشهيد يوسف تمتلك أكثر من برميلين دموع لم أشترهما ..
يا بُني أنا أشتري ضحكات الكبار أما دموعهم فلا….لا أشتريها…
أنا تاجر نوادر…
أشتري شرفاً من بائعات الهوي …
وكذباً من الأمهات…
حِكماً من المجنون….
و…
و وفاءً من المسؤول ..
يا بُني لا عمل لي بدموع الكبار .. كل الكبار يبكون…!!
وقبل أن يذهب همس في أذني قائلاً:
اليوم…يوم الجمعة إن وجَدت صدقاً في خطبة الشيخ أحضره..
ذاك غالٍ سأشتريه منك ..!!!
في صفحة أخي وقريبي محمد الطباخ..وقد علقت فقلت له
هنا يجتمع إغماض العينين لشعورك بلذة ماقرأت
وفتح فوك لهول ما سمعت
يلي عندو سعادة للبيع!!!
من أجمل ما قرأت اليوم
شكرا لمن ارسلها لي
تستحق القراءة.
هذا النص الرائع من الأدب الرمزي كتبته مها حلواني:
صوت البائع الجوال يصدح في أرجاء الحي:
يلي عندو سعادة .. يلي عندو فرح .. يلي عندو حزن .. يلي عندو دمعات قديمة للبيييييييع ...!!
أحب الباعة المتجولين .. أسرعت لأمي و قلت لها أنّ عندي ضحكتين قديمات أريد بيعهما ..
قالت لي افعل ما يحلو لك..
اتجهت للبائع وصرخت له :
يا عم يا عم بكم الضحك اليوم..؟
قال لي :
ضحكة الطفل بليرة .. وضحكة العجوز بألف .. وعلى حسب العمر نشتري ..
دهشت من فرق السعر وأخبرته :
ياعم الضحكُ ضحكٌ .. لم فرق الأسعار .. ؟؟
أو أنك تغشني لأني صغير...؟؟!!
قال لي:
يا صغيري ضحكة الكبار نادرة .. هذا سبب غلائها ...
لم أفهم ما يقول .. ولكني بعته الضحكتين .. واشتريت بثمنهما بسكوتاً ..
رجعت للمنزل .. سألت أمي إن كان لدى أبي ضحكات قديمة .. فضحكة الكبار غالية ..
بحثت أمي في كل أرجاء المنزل .. لم تجد أي ضحكة لأبي
( أبي لا يضحك )..!!
ولكنها عثرت على كثير من دمعاته .. أعطتني إياها .. وقالت لي هذا مصروفك للغد ...!!
في اليوم التالي .. وعند سماع صوت العم الذي يشتري الأحاسيس والمشاعر ..
أسرعت إليه وسألته عن ثمن دموع الكبار ..
فتلك غالية كضحكاتهم .. قلت له...
فقال لي :
إن دموع الكبار رخيصة ..وهو لا يتاجر بها ..
وقال:
الكبار يبكون دائماً يا ولدي ..!!
في شارع المجزرة هناك نهر من الدموع ..
وفي المقبرة هناك نهر آخر ..
حتى أن أرملة الشهيد يوسف تمتلك أكثر من برميلين دموع لم أشترهما ..
يا بُني أنا أشتري ضحكات الكبار أما دموعهم فلا….لا أشتريها…
أنا تاجر نوادر…
أشتري شرفاً من بائعات الهوي …
وكذباً من الأمهات…
حِكماً من المجنون….
و…
و وفاءً من المسؤول ..
يا بُني لا عمل لي بدموع الكبار .. كل الكبار يبكون…!!
وقبل أن يذهب همس في أذني قائلاً:
اليوم…يوم الجمعة إن وجَدت صدقاً في خطبة الشيخ أحضره..
ذاك غالٍ سأشتريه منك ..!!!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)