الثلاثاء، 26 مايو 2020

نحتاج لإصلاح شامل و شمولي في منظومة العمل الصحي على نطاقها الواسع و المحدد في تخصص المسالك البولية!

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
فربي سبحانه خير ناصر ومعين
▫️▫️▫️▫️
*نشهد في الفترة الأخيرة توالي الإصابات بفيروس كورونا في الطاقم الطبي، اللهم اشفي المصابين و احفظ أحبابنا أجمعين*

كما نشهد الفترة الأخيرة على الصعيد المحلي و الإقليمي نشاط الأطباء في عدة أمور ومنها مثالا لا حصرا:
1️⃣ التوعية الصحية و الإدارية في وسائل التواصل الاجتماعي
2️⃣ النشاط العلمي عبر محاضرات الأونلاين التفاعلية

وإن كان ما سبق هو شيء جميل بالإطار العام، لكن التنظير القولي إن لم يترجم إلى واقع عملي تطبيقي، فلا قيمة له! ولا أثر إيجابي يرجى منه! وهو أشبه بكتابة قانون دون لائحة تطبيقية و مذكرة تفسيرية! فيصبح القانون عدمي و كأنه لم يكن!
الفترة التي نمر بها الآن و المستقبل القريب و البعيد، لا تتحمل التحليل التنظيري و التقرير العلمي المجرد من التطبيق!
نحن نحتاج لإصلاح شامل و شمولي في منظومة العمل الصحي على نطاقها الواسع و المحدد في تخصص المسالك البولية!
وأول خطوة للإصلاح هو معرفة أوجه الخلل! ، والأهم من معرفتها هو الاعتراف بها بشجاعة! فليس العيب أن نكون على خطأ أو نخطأ، فالوقوع بالأخطاء طبيعة بشرية في المقام الأول و الأخير!
العيب الحقيقي هو الاستمرار بالخطأ، العيب الحقيقي هو عدم إصلاح أخطائنا! العيب الحقيقي أن نحارب من حيث لا نشعر الإصلاح و المصلحين! العيب الحقيقي أن نكره سماع كلمة الحق مهما كان قائلها! العيب الحقيقي أن نجامل بعض في الخطأ لحد يوقعنا في مستنقع النفاق الاجتماعي في محيط عملنا ومستشفياتنا!

  وأذكر بعض أوجه الخلل التي استشرت في جسدنا الطبي بشقيه الحكومي و الخاص، كما أطرح بعض التساؤلات المستحقة من وجهة نظري:

* لماذا لا يوجد وصف وظيفي واضح و محدد من مسؤوليات و واجبات لكل رتبة وظيفية طبية؟ ابتداء من الطبيب المتدرب إلى الاستشاريين و رؤساء الوحدات الطبية؟

* لماذا لا توجد لائحة تنظيمية و إدارية للممارسات المؤسفة التي نراها في جسدنا الطبي، و التي نشاهد منها و بشكل متزايد بعض ما يلي:
1️⃣ عدم الالتزام بساعات العمل حضورا و أداء؟
2️⃣ عدم الالتزام بالمرور على المرضى حضورا و أداء؟
3️⃣ عدم الالتزام بالعمليات و التدريب حضورا و أداء؟
4️⃣ عدم الالتزام بالعيادات الخارجية حضورا و أداء؟
5️⃣ عدم وجود مقياسية للأداء و الإنتاجية في التقاييم الوظيفية؟
6️⃣ عدم وجود سلم إجراءات و عقوبات لكل ماسبق؟

* عدم وجود آلية لمتابعة النقص في الأدوات الجراحية و المستلزمات الطبية؟ وهل لدينا آلية لمتابعة النواقص منها و رفع التقارير بها؟

* عدم وجود دورات أمن و سلامة استخدام أجهزة الليزر، والتي من ضمن عقود شرائها أن تلتزم الشركة المزودة بتقديم دورة تعريفية و شهادة للأطباء بسلامة استخدام جهاز الليزر!

* عدم وجود دورات أمن و سلامة في استخدام أجهزة أشعة، بل وعدم توفر لبس حماية كامل من الأشعة، وهنا نذكر عدة نقاط:
1️⃣ إدارة تراخيص الأشعة (في مجمع الأوقاف) تقدم دورات أمن و سلامة استخدام الأشعة (في برج الحمراء) وعلى ضوئها تصدر رخصة استخدام أجهزة الأشعة؟ وغالب الأطباء غير مرخصين! وفي حال الترخيص يرفع رصيد الاجازات السنوي من ٤٥ إلى ٦٠ يوم أسوة بالتخصصات الأخرى!
2️⃣ الحماية الشخصية للطاقم الطبي من الإشعاع بأدوات حماية كاملة:
▫️الكرت القارىء لكمية الإشعاع (لا يوفر للأطباء للأسف!)
▫️حماية الرأس Radioprotective Head Cap
▫️نظارات حماية من الاشعاع
▫️تغيير دوري للأبرون الحامي للأشعاع (العمر الافتراضي لها ١٠ سنوات و تغير / بعض الأبرون تجاوزت ال ٢٠ عام من الاستخدام في مستشفياتنا)
▫️حماية الرقبة و اليدين Thyroid collar and Radioprotective gloves
⬅️رابط لشركة توفر ما سبق من باب المثال ⬆️
infabcorp.com
▫️الفحص الدوري لعزل الإشعاع في غرف تفتيت الحصوات ESWL room
▫️العمل على بدل خطر إشعاع و تعويض خطر وظيفي على بند إصابة عمل في حالة إصابة الأطباء بأورام ذات طبيعة مرتبطة بالتعرض للأشعة
▫️تنظيم خطر التعرض للأشعة، فمن غير المقبول أن يتعرض الطبيب لمدة ثلاثة أيام للأشعة في كل أسبوع، لو فرضنا أنه مكلف بيوم عمليات و يوم تفتيت حصوات و يوم حضور لفحوصات تداخلية ذات طبيعة خاصة (مثل MCUG & Urethrogram)

* عدم توافر نموذج موحد و متفق عليه للموافقة الجراحية! بحيث يكون متكامل الأركان (العملية - مضاعفاتها - بدائل - مضاعفات البدائل - مضاعفات عدم العلاج) بحيث يكون سليم الصياغة القانونية و سليم المحتوى الطبي!

* عدم توفر مرجع موجه للمرضى و متعدد اللغات! سواء مرجع مطبوع أو عن طريق الانترنت، بحيث يكون محتواه يخاطب المرضى بلغة طبية بسيطة و بالرسوم التوضيحية! وهو أمر معمول به في كثير من المؤسسات الطبية، الذي يوفر الوقت على الأطباء ويوحد مصدر المعلومة الموثقة بالمصادر!

* عدم السعي في ايجاد تخصصات مساندة لأطباء المسالك البولية، ومثاله Stoma nurse و ESWL technician. والذي سيوفر وقت الأطباء و يزيد الإنتاجية في الأمور الأخرى.

* عدم وجود نظم معلومات متكاملة في غالب المستشفيات لعرض أشعة المرضى خلال العمليات! وتحميل صور المناظير و الأشعة المجراة خلال العمليات للمرضى على النظام! وهذا إجراء سلامة في الممارسةو يقلل الأخطاء الطبية!

* عدم تبني سياسة و آليات نحو البحث و النشر العلمي و بناء قواعد معلومات للأمراض و توفير الأرضية بذلك (برامج و دورات و متابعة) ، وهي ركيزة لأي عمل اكلينيكي في هذا العصر و تبنى عليه احصائيات و سياسات العمل الطبي!
(للمعلومة: أطباء جراحات السمنة في الكويت قاموا بعمل قاعدة بيانات لكل مستشفيات وزارة الصحة بالتعاون مع الوزارة و تخصيص موظفين لذلك، و المشروع منذ قرابة ٥ سنوات و مستمر)

* عدم وجود لائحة تنظم العمل لمن يجمع العمل الطبي الحكومي و الخاص؟ و آلية تحويل الحالات بينها؟ و آلية إدخال المرضى من الخاص إلى الحكومة و إعطائهم أولية، بما يدخل في شبهة تعارض مصالح و التنفع من الصلاحيات المتاحة للمنصب؟

* عدم وجود اجتماع دوري و منظم و لائحي بحيث يناقش الصعوبات اليومية التي يواجهها الأطباء بشقيها الإداري و الطبي، وبحيث يتبعها تقارير مرفوعة و تتابع قانونيا و طبيا؟

* عدم وجود لائحة طبية للممارسة الطبيةاليومية، بحيث ترفع و تراجع بفترات زمنية معقولة و بها يفض النزاع القانوني في قضايا المضاعفات الطبية المتزايدة؟ بدل الممارسات الفردية الموجودة و التي تعرضنا جميعا لطائلة المسائلة القانونية وتوابعها الجزائية؟

* عدم وجود آلية للممارسة الطبية في الأزمات كحال أزمة جائحة كورونا الحالية؟ فهل رفعنا تصور؟ هل وضعنا خطة؟ هل حمينا طواقمنا الطبية؟ هل اجتمعنا و وضعنا آليات عمل في مثل هذه الظروف؟ هل وضعنا لائحة تنظيمية لمتابعة المرضى في هذه الظروف؟ خصوصا لمرضى سرطانات الجهاز البولي؟ هل وضعنا خط رجعة في حال نقص الكوادر الطبية لأي ظرف من الظروف، خصوصا في حالة الإصابة بعدوى؟

يامعاشر الزملاء و الأطباء آن الأوان أن نخرج من دائرة التنظير العلمي المجرد! إلى أن نبدأ إلى العمل التطبيقي المتفاني و المتجرد!
❇️ كما نعول بالأمل الكبير بأن تتبنى الرابطة وجميع الأطباء المخلصين ما ذكر و تسعى لتبني ما تراه مناسبا لإصلاح منظومة العمل الطبي في جراحة المسالك البولية.

و بالختام و كما قيل:
صديقك من صَدَقَك لا من صَدَّقَك!
لأن تأت متأخرا خير من أن لا تأت!
الحق أحق أن يقال! أحق أن يُسمع! أحق أن يُتبع!

هذه رسالة محبة و مساهمة محب، قد يكون أخطأت في بعضها، لكن الهدف أن نساهم في تطوير منظومة العمل الطبي، وبداية الإصلاح فكرة!

وتقبلوا مروري و الإطالة...
أخوكم / أحمد جابر المجلهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق