م يكن وجود ضباط في الجيش من العلوين مسألة محل اعتراض أو تخوف
او منع فقد توزعوا على جميع مكونات
الاحزاب السياسية وكان لهم وجود متقدم في كتلة الحزب القومي السوري
وفي الحزب الشيوعي وفي البعث وفي العربي الأشتراكي في كثافة أكبر وكان
المستقلون منهم الكتلة الأكبر .
ما حدث في طبخة ٨ آذار ١٩٦٣ تم على مراحل:
انقلاب مصري - بعثي تحت شعار اعادة الوحدة
في ١٨ تموز ١٩٦٣ طار الجناح الناصري وتم تصفية ضباطه من الجيش
وتم اعلان حكم الحزب الواحد تحت قيادة البعث التاريخية وخلالها صارت
سورية (انفصالية بعثية ) وطارت الوحدة. !
عام ١٩٦٦ قام جناح عسكري بطرد القيادة التاريخية ومن يناصرها مدنيا وعسكريا وتم تأسيس بعث جديد يساري ؟!مقطوع الجذور عن قياداته وتأسس (نظام عسكري يدعمه جذر طائفي علوي) واستخدموا نور الدين الاتاسي واجهة ديكور!
كان لهذا النظام قائدان هما صلاح جديد وحافظ الأسد .
اختلف القائدان على من يقود هذا النظام الجديد ولم يختلفا على مضمونه وجذره!
عام ١٩٧٠ قاد حافظ الأسد انقلابا أبعد فيه صلاح جديد ومجموعته واودعها
السجون .
صار النظام العسكري بجذر طائفي هو السائد في مفاصل استخباريه وعسكريه
بقيادة حافظ الأسد وصار ت كل الاحزاب السياسية من البعث وجبهته مجرد ديكورات بلا سلطة ولا دور وصارت قياداتها تتغير وتنقسم وتضاف من قبل المخابرات.
عمليا فقد النظام ستارة البعث فبدت طائفيته أكثر وضوحا
عام ١٩٨٠-١٩٨٢ وبسبب (الاخوان المسلمون ) تحولت كل قطعات الجيش
الى ضباط من العلوين وانتقل النظام من حذر طائفي محدود في القيادات الى ما يشبه حذر طائفي شامل .
عندما جاء بشار الأسد وارثا بقرار من شبكة النظام قام( بتطويف) الاقتصاد
وسلم مفاتيحه وارباحه وتجارته الى عائلته فصار الجذر الطائفي عسكريا واقتصاديا والتحالف مع تجار الشام
في بدايات الحركة التصحيحية صار من الماضي!
الأنفجار الشعبي عام ٢٠١١ كان بسبب هذا الذي جرى والذي ترافق مع احكام عرفية دائمة وتصفيات وانهيار اقتصادي
ولم يكن للانتفاضة قيادة بل مجرد شباب وطلاب تلقوا دعما واسعا شعبيا
سلميا تحت شعار سورية بدها حرية وبدها اسقاط النظام .
الآن وبعد أن حول الأسد الصراع مع شعبه من السياسة الى الدين وورط طائفته في الحرب الاهلية عبر الحل الأمني الوحشي وقتل وشرد ونهب وباع الدول والمنظمات ما يعجز العقل السياسي عن قبوله
الآن ماهي استراتيجيته للتعامل مع القرار ٢٢٥٤ والمبادرة العربية وكيف يفكر سياسيا ويتصرف في هذه الورطة ؟
-١-المماطلة في مباحثات اللجنة الدستورية وتعطيل عملها لأنه متمسك بدستوره ولا يريد اصلاحه ولا غيره دستورا وحولها الى منبر خطابات بادلته مثلها المعارضة .
-٢- النظام لا يريد عودة من شردهم وهجرهم ويتذرع احيانا بانهم كلهم ارهابيون اسلاميون واحيانا بأن عودتهم يجب ان يسبقها اعادة اعمار ديارهم اولا وينتظر ان يستقروا في مهاجرهم لأنه يريد سورية بلا اغلبية كاسحة لأهل السنة !
-٣- لا يريد اطلاق المعتقلين ويقوم بقتلهم اسبوعيا ويعلن وفاتهم من عام يسبق صدور القرار ٢٢٥٤ وفي سجن صيدنايا محرقة لجثثهم بديلا عن المقابر الجماعية !
-٤- التمسك بزراعة وصناعة وتهريب المخدرات وتوسيعها كمصدر وحيد للنقد الاجنبي منفردا او بالشراكة مع حزب الله والفصائل الايرانية والفرقة الرابعه من حصة آل البيت !
-٥- التحالف السياسي والعسكري مع ايران خط أحمر وتفكيكه من المستحيلات .
يتوهم عرب المبادرة غباء أنهم بالاعتراف به سيفكك التحالف مع ايران كما وعدهم فاخذ اعترافهم واعطاهم صفرا .
ًأكثر من ذلك يسمح النظام لايران ان تمارس نشاطها التبشيري لنشر التشيع بين مسلمي سورية ما عدا في مناطق الكثافة العلوية لا يسمح لهم بذلك خوفا من الاصطدام مع مشايخ العلوين الذين يجمعون على بقاء التحالف سياسيا ولا يمتد اليهم دينيا .
-٦- التحالف مع روسيا استراتيجي
يريدونه في قاعدة حميميم وميناء طرطوس فقط دون المدينه وريفها
وسياسيا يتحالفون مع الروس وورقة من اوراق لعبتهم الدولية!
-٧- يعتبر النظام العلاقه مع شرق الفرات قابله للنقاش ويجب استمرار الحوار مع الاكراد لأنهم ضد تركيا ولأن الاميركان سيرحلون مستقبلا وأي صدام بين تركيا والادارة الذاتية سيكون في صالح هذا النظام
ويجب ابقاء قناة التعاون النفطي مع الاكراد مفتوحة (النفط مقابل الكهرباء !).
ة
-٨- أي تنازلات وفق المبادرة العربية
غير قابله للتنفيذ والوعود بها من قبل الاسد صدرت دون تفويض من القيادة العسكرية الطائفية التي تطيع الاسد شكلا ولكن ضمنا يجب ان يطبعها هو اولا واخيرا !
هذا هو الواقع وأي شخص او دولة عربية او دولية تعتقد بأن الحل السياسي مع هذه المجموعه ممكن بالحوار ولو بالف خطوة خطوة يجب ايداعه مستشفى الامراض العقلية .
آخر دواء لمن يريد استقرا ر المنطقة
وعودة المهجرين ووقف صناعة المخدرات عليه أن يفكر بأن آخر الأدوية هي. …الكي!
٢٥-٩-٢٠٢٣
Adwar Hachwa
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق