الثلاثاء، 30 أبريل 2019

راي في  الربيع العربي ... حتما ستكون آراؤنا مختلفة وهذا امر طبيعي:- *محمد الشنقيطي:

لقد تعاضد الاستبداد المحلي والإقليمي والدولي على الربيع العربي. وقد يكون ذلك إكراما من الله لهذه الأمة، لكي تأخذ حقها بيديْها دون مِنّة، وتجني ثمار تضحياتها غير منقوصة.
وكان الذين وقفوا في وجه الربيع العربي صنوفا مختلفين في مزاجهم السياسي والأخلاقي:

- فأكثرهم جهالةً هو الثورة المضادة العربية التي جمعت بين الخطيئة الأخلاقية، والخطأ السياسي، والبلاهة الاستراتيجية.

- وأشدهم نفاقاً هو السياسة الأميركية التي بذلتْ غاية الجهد في إفشال الربيع العربي في السرِّ، والتظاهر بنصرته في العلن!

- وأكثرهم صفاقةً هو روسيا التي جاهرتْ بالإثم، واتخذت دماء شعوبنا أداة لإثبات الذات أمام الغرب، تباكيا على ذكرى الإمبراطورية السوفياتية الهالكة.

- وأكثرهم جُبناً وقِصَرَ نظرٍ هم الأوربيون، الذين فرَّطوا في استثمار الربيع العربي لفتح صفحة إنسانية جديدة مع الجوار العربي، والمسلم عموما.

- وأكثرهم أنانيةً هم أدعياء "الليبرالية" و"العلمانية" العرب الذين أصرُّوا على حرمان الإسلاميين من الحكم، ولو بحرمان الشعب كله من الحرية.

- وأشدهم غباءً هو إيران التي فتحت في خاصرة الربيع العربي حربا طائفية هوجاء، ومعركة تاريخية غبيَّة، تُحيي الأموات وتقتُل الأحياء.

وأخطر هذه الأصناف هم الأميركيون الذين سعوا إلى تحويل الثورات العربية مَصْهرة دموية، وحربا أبدية، لا غالب فيها ولا مغلوب.
وزاد من هذا الخطر أن العديد من الثوار وداعميهم جارَوْا أميركا في موقفها المُرائي، وتظاهروا بتصديقها في قولها الذي يكذِّبه الفعل، على مذهبها في إظهار الصداقة وإسرار العداوة. وما أبلغ المتنبي في قوله:

ومن العداوة ما ينالك نفْعُهُ
ومن الصداقة ما يضرُّ ويُؤلمُ

وفي قوله:
ومِن نَكَدِ الدنيا على الحُرِّ أن يَرى
عدوًّا له ما مِن صداقته بُـــــدُّ

*أما من حيث الامتداد في الزمان، فإن الربيع العربي مفاصلة من الشعوب مع الاستبداد، وهي صائرة إلى غايتها الحتمية من العدل والحرية.*

*فالوقت في صالح الثورات، وقد يستطيع أعداء الشعوب تأجيل ثمار هذه المفاصلة، ورفْعَ ثمنها من الدماء، لكنهم لا يستطيعون صدَّها عن غايتها.*

*وحينما يتلفع الربيع العربي بالدم القاني، فذلك دليل على أنه يحمل معنى الصراع الوجودي والتغيير المصيري، وأنه ليس مجرد مهرجان سياسي مخملي.*

لقد أثمر الربيع العربي حتى الآن نماذج شتى من الثمار السياسية، ففي تونس تحوُّلٌ ديمقراطي متأرجح الميزان، وفي مصر فشلت الثورة المضادة ولم تنجح الثورة بعدُ، وفي اليمن وليدٌ ثوريُّ غدرتْ به القابلة لحظة ميلاده ثم جلستْ تذرف الدمع عليه وتحاول إنقاذه، وفي ليبيا اجتثاثٌ للسلطة وفراغٌ مفتوح، وفي سوريا انسدادٌ دمويٌّ بسبب كثرة اللاعبين وتضارُب أهوائهم. لكن المتأمل من وراء هذا التنوع يرى مسارا واحدا صوب الحرية، ومسيرة واثقة لا رجعة معها للدكتاتورية.

*ويبقى ألدُّ أعداء الربيع العربي هو ثقافة اليأس والجبرية، وضَعْف الأمل في المستقبل، والسلبية بدعوى الحياد.*

لذلك نختم بجملة للشاعر الرومي، كما افتتحنا بجملة له "إنَّ لَدَى نسائم الفجر سراًّ تريد البوْح به إليك، فلا تَعُدْ إلى النوم. "

الأحد، 28 أبريل 2019

الجوع صفر*

*"
يقول د. محمد عبدالله الريح:

قبل خمسة أعوام أرسلت لي منظمة (الفاو)  FAO
كتاب الرئيس البرازيلي السابق *لولا دي سيلفا*:

          "ZERO HUNGER"

لترجمته للعربية، وقد قمت بذلك.

وقصة الرئيس البرازيلي قصة جديرة أن تروى ...

فى الثمانينات مرت البرازيل بأزمة اقتصادية طاحنة ...
فذهبت للاقتراض من صندوق النقد الدولى معتقدة إنه الحل لأزمتها الاقتصادية ...
وطبعاً طبقت حزمة الشروط المجحفة، مما أدى الى تسريح ملايين العمال وخفض أجور باقي العاملين، والغاء الدعم ..!!

وانهار الاقتصاد البرازيلي ووصل الأمر إلى تدخل دول أخرى في السياسات الداخلية للبرازيل، وفرض البنك الدولي على الدولة أن تضيف إلى دستورها مجموعة من المواد تسببت في اشتعال الأوضاع السياسية الداخلية ...

ورغم استجابة البرازيل لكل الشروط، تفاقمت الأزمة أكثر فأكثر، وأصبح 1% فقط من البرازيليين يحصلون على نصف الدخل القومي ..!!
وهبط ملايين المواطنين تحت خط الفقر، الأمر الذي دفع قادة البرازيل إلى الاقتراض من الصندوق مرة أخرى بواقع 5 مليارات دولار، معتقدين إنه الطريق للخروج من الأزمة ..!!

فتدهورت الامور أكثر، وأصبحت البرازيل الدولة الأكثر فسادا وطردا للمهاجرين، والأكبر فى معدل الجريمة وتعاطي المخدرات والديون فى العالم ..
"الدين العام تضاعف 9 مرات فى 12 سنة" ..!!
حتى هدد صندوق النقد بإعلان إفلاس البرازيل إذا لم تسدد فوائد القروض، ورفض إقراضها أى مبلغ فى نهاية 2002 ...
وانهارت العملة ... "الدولار وصل الى 11 الف كروزيرو" ... 

دولة كانت تحتضر بمعنى الكلمة ...
حتى جاء عام 2003 ...
وانتخب البرازيليين رئيسهم "لولا دا سيلفا" ... الذى ولد فقيرا، وعانى بنفسه من الجوع، وظلم الاعتقال "كان يعمل ماسح أحذية" ..!!

أول ما مسك الحكم الكل خاف منه ...
رجال الأعمال قالوا هذا سوف يأخد أموالنا ويأممننا ...
والفقراء قالوا هذا سوف يسرق كي يعوض الحرمان ...
لكنه لم يفعل ذلك ...

وإنما .. قال كلمته الشهيرة:
"التقشف ليس أن أفقر الجميع بل هو أن تستغنى الدولة عن كثير من الرفاهيات لدعم الفقراء" ..!!

وقال كلمته الشهيرة:
"لم ينجح أبدا صندوق النقد إلا فى تدمير البلدان" ...

واعتمد على أهل بلده ...
وضع بند في الموازنة العامة للدولة أسماه:
"الإعانات الاجتماعية المباشرة" وقيمته 0.5% من الناتج القومي الإجمالي للدولة ...
ويصرف بصورة رواتب مالية مباشرة  للأسر الفقيرة ...
يعنى بدل الدعم العينى بدعم نقدي ...

وهذا الدعم كان يدفع الى 11 مليون أسرة تشمل 64 مليون برازيلى ...!!

هذا الدعم كان 735 دولارًا ...
طبعا السؤال من أين ...؟؟ والبرازيل مفلسة ؟!!

لأنه رفع الضرايب على الكل ...
ما عدا المدعومين ببرنامج الإعانات ...
يعنى رفع الضرائب على رجال الأعمال والفئات الغنية من الشعب ...
والسؤال هل وافق رجال الأعمال على ذلك ببساطة ؟؟!!
تخيل إنهم كانوا سعداء لأنه منحهم "تسهيلات" كبيرة في الاستثمار وآلية تشغيل وتسيير أعمالهم ... و"منح" الاراضي مجانا وتسهيل التراخيص ...
وإعطاء قروض بفوائد صغيرة ..!! ساعدتهم فى فتح أسواق جديدة،
بالإضافة إلى أن الفقراء دخلهم سوف يرتفع، و"تزيد" عملية  شراء منتجات رجال الاعمال "فتضاعف" حجم مبيعاتهم ...

لذلك لم يشعروا انها "جباية" ...

بل يدفعون ضرائب مقابل "تسهيلات" أصبحوا يكسبون اكتر منها ..!!

بعد 3 سنين فقط عاد 2 مليون مهاجر برازيلي وجاء معاهم 1.5 مليون أجنبي للاستثمار والحياة في البرازيل ..!!؟؟
فى 4 سنوات (مدة رئاسية واحدة) سدد كل مديونية صندوق النقد ..!!؟؟

بل أن الصندوق "اقترض" من البرازيل 14 مليار دولار اثناء الأزمة العالمية فى 2008، أى بعد 5 سنين فقط من حكم "لولا دا سيلفا" ..!!

وهو نفس الصندوق الذي كان يريد أن  يشهر "إفلاس" البرازيل فى 2002، ورفض إقراضها لتسدد فوائد القروض ..!!

بفضل تركيز "دا سيلفا" على 4 أمور:
الصناعة ... التعدين ... والزراعة ... وطبعا التعليم ...
البرازيل أصبحت تصنع الطائرات (اسطول طائرات الامبريار برازيلية الصنع) ...

بعد انتهاء ولايتى حكم لولا ديسلفا  فى 2011 (٨ سنوات) ... وبعد كل هذه "الإنجازات" الحقيقية ...

طلب منه الشعب أن يستمر و يعدل الدستور ...
رفض بشدة وقال كلمته الشهيرة:

"البرازيل ستنجب مليون لولا .. ولكنها تملك دستورا واحدا "..

و ترك الحكم ..!!؟؟

والبرازيل دشنت أول غواصة نووية (5 دول فقط فى العالم تصنع غواصات نووية هي: امريكا - روسيا - الصين - بريطانيا - فرنسا) ...
أول غواصة كانت بالتعاون مع فرنسا ... ولكنها ستدشن الغواصة الثانية فى 2020 والثالثة فى 2022 بصناعة برازيلية خالصة ...!!

النهوض من التخلف ليس مستحيلا ... إنها "إرادة" و"إدارة" ...
ويحدث فى سنوات "معدوده" فقط ... والطريقة "معروفة" ومحددة:
الصناعة ... والزراعة ... والاهتمام بالفئات الفقيرة المنتجة ... و"جودة" التعليم ...

وهذا ما عملته ألمانيا واليابان فى الستينات ...

وهذا ما عملته دول شرق أسيا فى الثمانينيات ...

وهذا ما عملته الهند فى التسعينيات ...

وهذا ما عملته تركيا والبرازيل فى 2003 ...

وهذا ما تعمله الآن اثيوبيا ورواندا منذ  سنوات ...!!

شكرا  للدكتور  محمد عبد الله الريح علي هذا المقال القيم ...

الثلاثاء، 23 أبريل 2019

كتب شكسبير في أحد مؤلفاته...عن البالون

لو أن الله يرزقني إبناً ..
سأركّز أن يكون البالون أكثر ألعابه ..
وأشتريه له باستمرار ..
فلعبة البالون تعلمه الكثير من فنون الحياة ...

تعلمه أن يصبح كبيراً ولكن بلا ثقل وغرور ..
حتى يستطيع الإرتفاع نحو العلا ..

تعلمه فناء ما بين يديه في لحظة ..
وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب ..
لذلك عليه أن لا يتشبث بالأمور الفانية ..
ولا يهتم بها إلا على قدر معلوم ...

وأهم ما سيتعلمه ..

أن لا يضغط كثيرا على الأشياء التي يحبها ..
وأن لا يلتصق بها لدرجة يؤذيها ويكتم أنفاسها ..
لأنه سيتسبب في انفجارها ويفقدها للأبد ..
بل الحب يكمن في إعطاء الحرية لمن نحبهم ..

وسيعلّمه البالون ..
أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة .. يشبه النفخ الزائد في البالون ..
ففي النهاية سينفجر في وجهه ..
وسيؤذي نفسه بنفسه ..

وفي النهاية سيدرك ..
أن حياتنا مرتبطة بخيط رفيع ...
كالبالونة المربوطة بخيط حريري لامع ..
ومع ذلك تراها ترقص في الهواء. ..
غير آبهة بقصر مدة حياتها أو ضعف ظروفها وامكانياتها..

نعم سأشتري له البالون باستمرار ...
وأحرص أن أنتقي له من مختلف الألوان ...
كي يحب ويتقبل الجميع بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم ...
كم نحتاج لأن تكون حياتنا هكذا ؟؟؟

..................  ................    .................
❤تستحق النشر بجدارة

السبت، 20 أبريل 2019

في ذكرى وفاته في حزيران 1947 الزعيم السوري سعد الله الجابري ابن حلب الشهباء

🌹🌹🌹
في ذكرى وفاته في حزيران 1947

هل تعلم أن الزعيم سعد الله الجابري قد أعاد إلى خزينة الدولة مبلغ /6/ ستة آلاف ليرة سورية زادت عن مصروف الوفد السوري الذي ترأسه إلى الإسكندرية لاجتماع وتأسيس الجامعة العربية، في الوقت الذي مرض فيه وهو على رأس عمله، فدخل مستشفى المواساة في الإسكندرية، وخرج مديناً بما يزيد عن /12/ ألف ليرة سورية، ولم يسمح لنفسه أن تمتد يده إلى المال الذي فاض عن حاجة الوفد .
وفي الذكرى الأولى لرحيله، أصرَّ آل الجابري أن يكون الشاعر عمر أبو ريشة أول المتكلمين في رثائه.. فكان له شرط بأن يشاهد المنزل الذي كان يقطنه الفقيد.. فتوجه أبو ريشة إلى المنزل وكان في شارع شكري القوتلي وعندما صعد إلى الطابق الثاني شاهد غرفة النوم وبها نافذة واحدة مطلة على الشارع أحد زجاجها مكسور وطبق من الكرتون يغطي نصف النافذة.. وقال أبو ريشة مستغرباً ومتعجباً : هنا كان ينام رئيس وزراء سوريا؟!!.. فأجابوه: نعم.. فهو لم يقبض قرشاً واحداً من الدولة لأنه كان يوقع في نهاية كل شهر على جدول الراتب ويطلب إلى مدير مكتبه أن يوزعه على المسلمين ...
وفي يوم تأبينه دعي عدد محدود من كبار الشعراء للمشاركة في حفل التأبين الكبير الذي أقيم للزعيم العربي سعد الله الجابري . ولم يتسع المجال لسائر الشعراء الأعلام أمثال شفيق جبري وخليل مردم بك ، ومحمد البزم ، وأنور العطار لإلقاء قصائدهم في هذه المناسبة الحزينة .
لفتت الانتباه في هذا الحفل القصيدة الرائعة التي ألقاها : عمر أبو ريشة . فقد كان هذا الشاعر العملاق على خلاف مع الجابري ، وهو ابن مدينته . غير أن شاعرنا حين علم بوفاة الزعيم الكبير ، نسي كل ما كان بينهما من " سوء تفاهم " ففاضت دموعه حزناً وأسى ، ونظم قصيدة تعتبر من روائع الشعر العربي . وقد استهلها بهذه الأبيات :

هيكل الخلد لا عدتك العوادي = أنت إرث الأمجاد للأمجاد

بوركت في هواك كل صلاة = صعّدتها حناجر العّباد

منك هبت سمر الرجال وأدمت = حاجب الشمس بالقنا الميّاد

والمروءات كل ماحملتها البيـ = ـد في طول سيرها من زاد

هتفت بالجهاد حتى تشظّى =  كل تاج على صخور الجهاد

وإليك انتهى مطاف علاها = دافق الخير مشرق الأسعاد

ويتعرض الشاعر إلى ما كان بينهما من ود مفقود ، ونقد جارح وأليم من قبل الشاعر فيقول :

سعد يا سعد إنه لنداء = من حنين ، فهل عرفت المنادي ؟

ربما غاب عن خيالك طيفي =  بعد طول الجفا وطول البعاد

أذهلتني عنك انتفاضة روحي = في سماء علوية الإمداد

فترنحت أحسب السحب تهوي = تحت مهدي والنجم فوق وسادي

أنا يا سعد ما طويت على اللؤ = م جناحي ولا جرحت اعتقادي

شهد الله ما انتقدتك إلا = طمعا أن أراك فوق انتقادي

وكفى المرء رفعة أن يعادى  = في ميادين مجده ويعادي

وتجاوزت  أبيات القصيدة السبعين بيتاً .
وألقى شاعر العاصي بدر الدين الحامد قصيدة رائعة أخرى ، استهلها بهذه الأبيات :

أأنت في القبر لا تلوي على أحد = أم تلك دنيا طواها الموت في جسد

وقفت أبكيك والذكرى تخامرني = حتى كأنك في عيني وفي خلدي

هذا مصابك  سعد الله ليس له = روح من الصبر أو ثوب من الجلد

مصارع الخلق في شتى مظاهرها = يروّع الأرض منها مصرع الأسد

يا راحلا لم يخلّف بعده ولداً = ذكراك بالحمد فوق الأهل والولد

يفنى الزمان وما أبقيت من أثر = مخلّد الصنع مرفوع على عَمَد

لم تلق بالاّ إلى الدنيا وزخرفها = ولم ترد متعاَ من لذة ودَدِ

إن تمس في الترب مدفوناً فقد دفنت = يداك ما استعمر الطاغي إلى الأبد

ووقف شاعر العرب الكبير بدوي الجبل ( محمد سليمان الأحمد ) فرثاه بإحدى روائعه الخالدات ، واستهل قصيدته بقوله :

سأل الصبح عن أخيه المفدى  = أيها الصبح لن تشاهد سعدا

غيّب الدهر من سيوف معدٍّ = مشرفياً حمى وزان معدّا

كلما عارضوا الصوارم فيه = كان أمضى شبا وأصفى فرندا

ويقول فيها :
من كسعد وللشباب هواه = قدرة تتعب الخيال وزهدا

يا صفي الأحزان تسقي البرايا = كأسها مُرة وتسقيك شهدا

رضيت نفسك الهموم رفيقاً = أريحّياً على الشدائد جلدا

بورك الهم عبقرياً جواداً = لاكهمّ أعطى قليلا وأكدى

قل لمن يحسد العظيم ترفق = إن خلف الأمجاد هما وشهدا

من كسعد إذا الملاحم جُنّت = وتلقى حد من الهول حدا

وعلى راية الشآم كميٌ =  يقحم الدارعين أشقر نهدا

وختم البدوي رائعته بهذه الأبيات :

أين سعد ولن ألوم الليالي = وهب الدهر غالياً واستردا

أي باك إذا بكيت لسعد = إن بكى السيف حده ما تعدى

لو رأى هذه الدموع الغوالي = لبكى رحمة وحيا وفدى

غاب سعد عن العيون وما غــا = ب ضياء يهدي القلوب فتهدى

ثورة في الحياة والموت جلّت = ثورة الحق أن تقرّ وتهدا

بلغت أبيات هذه الرائعة خمسة وتسعين بيتاً . كنا نتمنى لو اتسع المجال لإثباتها كلها ، مع ساثر ما قيل في رثاء سعد الله من شعر ، وهو قليل تجاه ما حفلت به حياة الزعيم الكبير من جلائل الأعمال .
وبعد . . . فالحديث عن الزعيم العربي سعد الله الجابري ، واسع ومتشعب . وحياته وجهاده ، ومواقفه تحتاج إلى كتاب كبير أو أكثر . وهي عبرة للجيل الطامح إلى الحكم ، وكل جيل في الوطن العربي .
إذا ذكرت الوطنية والجهاد ، والشجاعة والتضحية ، فلا بد أن يذكر معها سعد الله الجابري .
وإذا ذكر الإخلاص للمبادئ ، والإيمان بالفكرة ، والعمل القومي ، والنزاهة التي لا تدانيها نزاهة ، فإنما يذكر إلى جانبها سعد الله الجابري .
عاش وطنياً ، ومجاهداً ، وشريفاً ، ورحل مناضلاً في ساحة العمل الوطني .
أنفق ماله على القضية الوطنية ومات فقيراً ، مديناً .
إنه خالد في القلوب ، ذكراه لا تمحى ولا تزول .
وهو دون ريب إحدى العبقريات ، التي أنجبتها ديار الشام . . . وما أكثر ما أنجبت من عبقريات .

الخميس، 18 أبريل 2019

نهضة الغرب وشهقة الشرق

عندما قامت النهضه الأوربيه بعلومها ومدنيتها في القرن الثامن والتاسع عشر ثم تربعت الإمبراطوريه الأمريكيه بجداره على عرش العالم بعد أن دعمت فرنسا وبريطانيا في حروبها العالميه والتي كادت تسقط أمام القوى النازيه واليابانيه بحثت عن وسيله لتكريس حكمها دون منازع فرأت من خلال دراستها لأحداث التاريخ أن الدول التي حكمت العالم لقرون طويله هي الدول الدينيه كالإمبراطوريه الرومانيه والفارسية والإسلاميه كالعثمانيه فعمدت إلى انشاء فكرة القوميات البائره وما أكثرها عددا وماأسهلها تخاصما بحيث تخشى كل قوميه قوميه أخرى وتتنافس معها وتحاول نفث المكائد لها لتقضي عليها وتقف القوه الكبرى متفرجه تشمت بهم وتكسب من خلال خلافاتهم وقد تكونت من جراء ذلك كيانات هزيلة مبعثره نصبوا على رأس كل منها صعلوكا بات بحكم الواهنين السذج مملوكا أطلقوا على كل منها اسم دوله في الأمم ألمتحده أصبح لها الحق في إدخال هذا وإبعاد ذاك وقد كان لنا نحن دول الشر الأوسط النصيب الأكبر والشرف الأضرط في المشاركه مالا وعمالة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من انحدار وتفكك وهزائم  وحراك في مستنقع آسن من الرمال المتحركة نغوص به إلى الحضيض..

الأربعاء، 17 أبريل 2019

في مواجهة الأحداث

قد نعتقد أننا نعرف الكثير عما يحدث في( الشر) الأوسط نظرا لما عانيناه حتى الآن..ولكن هناك الأكثر وراء الكواليس فعلى حد علمنا الخافي أعظم..وقد نقنع أنفسنا بأن ما يجري من سياسات عليا أقليميه ودوليه هي أكبر من أن تعنينا..وأن أحداثها المؤسفه لن تحثنا عبر ذلك أو أنها رغم آلامها لن تستميل قلوبنا ولكنها لابد أن تؤثر فينا كبشر وكإنسانيين وأن تجذب انتباهنا بأن استمرار هذا الوضع بالتدهور سيؤدي إلى نشوب حروب مزمنه مريره على حسابنا بتشجيع ودعم من الدول الكبرى..
لذلك علينا أن نستيفظ لنهرع إلى حل مشاكلنا قبل أن تصل بنا إلى طريق مسدود لا تحمد عقباه.
تبقى المشكله في كيفية خلق وعي خلاق لغرس مفاهيم أخلاقية في شعوب مقهوره لمواجهة سلطات قاهره..
د.محمد لطفي

الجمعة، 12 أبريل 2019

نظرية النافذة المكسورة

*لمستقبلٍ أفضل، أصلح النافذة المكسورة .. !*

أجرى فيليب زمباردو، وهو عالم نفس واجتماع، تجربةً في عام 1969 أصبحت فيما بعد واحدةً من أشهر التجارب في دراسات علم الجريمة بشكلٍ خاص وفي العلوم الاجتماعية على نحوٍ عام.  فقد قام العالم بترك سيارتين بأبوابٍ مفتوحةٍ ولوحات أرقام مفقودة في منطقتين مختلفتين، إحداها في حيٍ فقير والأخرى كانت في حيٍ غني.

بدأ المارة في الحي الفقير بسرقة وتخريب السيارة في  بضع دقائق وتم تدميرها بالكامل في غضون ثلاثة أيام. تطلب الأمر وقتا أطول للمارة في المنطقة الغنية لبدء تدمير السيارة مما أرغم زمباردو على التدخل بكسر إحدى نوافذ السيارة، فبدأ الناس بكسر المزيد من النوافذ وسرقة السيارة واستغرق الأمر وقتًا مشابهًا للحي الفقير لتحويل السيارة بالكامل إلى خردة في بضعة أيام.

وفي عام 1982، تابع عالمان آخران دراسة الباحث زمباردو وملاحظاته عن طريق إجراء دراسات مماثلةٍ على مبانٍ وممتلكات أخرى في مناطق مختلفة واستحدثا نظرية أطلقا عليها *"نظرية النافذة المكسورة"* والتي تم اقتباسها في العديد من دراسات وكتب علم الاجتماع. *تتلخص النظرية بأن إهمال معالجة أي مشكلة في بيئةٍ ما -بغض النظر عن صغر حجمها- سيؤثر على مواقف الناس وتصرفاتهم تجاه تلك البيئة بشكلٍ سلبي مما يؤدي إلى مشاكل أكثر وأكبر.* والعكس صحيح أيضاً، فمعالجة المشاكل الصغيرة في وقت سريع سيؤدي الى بيئةٍ أفضل وسلوكٍ أحسن ..

مما يثير الاهتمام في هذه الدراسات أن الأشخاص الذين قاموا بالتخريب المتعمد للسيارات والمباني *لم يكونوا مجرمين، وكان معظمهم من عامة الناس والمواطنين الملتزمين بالقانون.* ومع ذلك فإن النافذة المكسورة أرسلت رسالةً خفيةً توحي بأنه *"لا أحد يهتم وعلى الأرجح لا توجد عواقب لإتلاف ما تم كسره أصلاً"*

تخيل أن هناك فنجاناً مكسوراً في منزلك، هل سيكون هناك أي عواقب لكسره أكثر ! أو هل ستكون حريصاً على ألا يتدمر عند رميه في صندوق القمامة!

بالإمكان تطبيق هذه النظرية على العديد من مجالات الحياة الأخرى. فمثلا ؛

*إذا ترك أحدهم بعض القمامة في حديقة عامة،* ولم تتم إزالة تلك القمامة في وقت معقول، ولم تطبق أي عقوبات على من رماها، فإن ذلك سيؤدي قيام أشخاص آخرين بنفس الفعل في الحديقة ذاتها وفي غيرها وستتحول الحدائق إلى مكبات قمامة ينفر الزوار منها كما هو الحال اليوم في بعض المنتزهات العامة.

وإذا سمح معلمٌ لأحد الطلاب بالغش في امتحان مادة ما، فسيكون الغش مقبولاً في امتحانات أخرى ومن طلاب أخرين في جميع مستويات التعليم.

*وإن لم تُصلح تسريبًا صغيراً للزيت في سيارتك، فسيؤدي ذلك إلى تعطل المحرك بالكامل.،*

وفي المنزل، إذا كنت لا تغسل الأطباق بعد الأكل مباشرةً فسيؤدي ذلك تراكمها وربما إلى مشاكل صحية كبيرة في المستقبل.

وقد يؤدي خلاف صغير مع شريك حياتك إلى مشاكل أكبر تنتهي إلى الانفصال والتفكك الأسري الذي قد يستمر تأثيره إلى عدة أجيال.

*لذلك فإن تجاهل المشاكل الصغيرة اليوم سيؤدي إلى مشاكل أكبر بكثير في المستقبل.* في الواقع، العديد من القضايا الصحية والبيئية والاجتماعية التي نواجها في يومنا هذا، كانت نتاج تراكمات لأفعال وسلوكيات وظروف خاطئة صغيرة تم تجاهلها وعدم معالجتها في الماضي.

*لذا نرجوا  من الجميع محاولة إصلاح النوافذ المحطمة في حياتنا حتى يحظى أطفالنا والأجيال القادمة بمستقبل أفضل 🍃✨

الخميس، 11 أبريل 2019

مصباح ديوجين

https://www.newlebanon.info/lebanon-now/49259/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD-%D8%AF%D9%8A%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%86

الثلاثاء، 9 أبريل 2019

هديه لأعز الناس

إلى اعز الناس في النفس احتراما🌹.
وفي القلب إجلالاً...وفي الوجود تميزاً..وفي العين تقديراً...
يتميزون بصفــاء القلـــوب♥ ~~والكلمــــــــــة.الطيبة ...💕
من كسب حب "الاخوة" عاش أحلى"الأزمان" ومن كسب أحبة "مثلكم" نسي كل "الأحزان" اللهم اجعلنا مع الأحبة في "جنتك"، وارزقنا يا ربنا "محبتك" 🤲
اللهم لنا أحباب بالبسمة نحبهم وبالود نذكرهم وبالشوق نراسلهم وبظهر الغيب ندعو لهم وفي القلب و الروح نحتفظ بهم ♥
فيا رب احفظهم🤲

صباااح ااالخير

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹