الثلاثاء، 28 مايو 2019

حين يُختصر الوطن بطاغية من سوريه الصمد إلى سوريه الأسد


نهار الجمعة (24 مايو/ أيار 2019) بكت رئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي"، وهي تقدم استقالتها من رئاسة وزراء بريطانيا، وقد قالت قبل أن يختنق صوتها بالبكاء:

"أشعر بالامتنان؛ لأنني حصلت على فرصة خدمة بلدي الذي أحبه".

قبل أن تغص "ماي" بدموعها، فتنسحب إلى داخل مقر إقامتها، أوضحت أسباب استقالتها:

"بسبب عدم قدرتي على كسر الجمود الذي يكتنف عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي… يجب أن أستقيل… لقد وصلت إلى طريق مسدود، ولا أستطيع إدارة البلاد؛ لذلك أتقدم بالاستقالة"، وأضافت: “أصبح من الواضح لي الآن، أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس وزراء جديد؛ لأن الانقسامات كبيرة، وهوية بريطانية الأوروبية مهددة؛ لذا أعلن اليوم، استقالتي من زعامة حزب المحافظين”.

هنا، لابد من الإشارة، إلى أن "ماي" وصلت إلى رئاسة وزراء بريطانيا منذ ثلاث سنوات... ثلاث سنوات طغت عليها أجواء أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولقد فشلت جميع محاولاتها في الخروج باتفاقية تحقق التوازن بين مطالب المعارضة البريطانية ومطالب الأوروبيين؛ فقد رفضت المعارضة البريطانية الاتفاق، وهدد الاتحاد الأوروبي بقوانين مشددة تعزل بريطانيا عزلاً كاملاً عن محيطها الأوروبي، إذا خرجت بريطانيا من دون اتفاق مصالح مشترك.

لقد استقالت لأنها رأت أنها لن تتمكن من خدمة بلدها كما تريد

بريطانيا، الدولة التي تحتل المرتبة السابعة في تصنيف الاقتصادات الأقوى في العالم، فهي ليست بلاداً مدمرة، وليست بلاداً محتلة من جيوش أجنبية، وليست بلاداً قد تشرد نصف سكانها، وليست بلاداً قد انهار اقتصادها. ومع ذلك، فإن رئيسة وزرائها لم تستقل بسبب فضيحة ما، ولم تستقل لهزيمة ما، لقد استقالت؛ لأنها رأت أنها لن تتمكن من خدمة بلدها كما تريد.

قبل استقالة "ماي" بأربعة أيام فقط؛ أي في 20 مايو/ أيار 2019، ظهر "رئيس" سوريا بشار الأسد في افتتاح "مركز الشام الإسلامي الدولي لمواجهة الإرهاب والتطرف"؛ ليطلق واحدة من أغرب الأفكار في العالم، قائلاً:

"إن سوريا اليوم هي أفضل، ليس من فترة بداية الحرب فقط، بل هي أفضل من سوريا ما قبل الحرب...!". هذا، رغم أنف العالم كله، العالم الذي يتحدث عن أن سوريا تعيش أفظع مأساة عرفتها البشرية بعد الحرب العالمية الثانية، فسوريا: بلاد مدمرة، وسوريا بلاد منهارة اقتصادياً بكل معنى الكلمة، وسوريا بلاد قد تهجر نصف سكانها، وهي بلاد تستبيحها جيوش بعديدها وعتادها، وسوريا هي البلاد التي فقدت نحو مليون إنسان من ناسها... فكيف إذاً، والحالة هذه، يمكن أن نفسر هذه المفارقة المذهلة؟

لن أتحدث هنا عن التفسير العلمي، ولا عن الوجه الإعلامي للكذب وللتزوير الذي تمارسه وسائل إعلام الجهة الحاكمة في سوريا، ما أريد السؤال عنه، هو: كيف يمتلك شخص ما، شخص يحتل الموقع الأول في بلد ما، هذه المقدرة كلها على الكذب الصفيق بلا أي إحساس بالخجل، وبلا أي إحساس بالمسؤولية! ليس هذا فحسب، بل من أين تأتي هذه المقدرة على تصنيف ما يقوله على أنه من الحقائق، فهو - كما يدعي- لا يحب الكلام الإنشائي، ولا يحب الاشتغال على الجانب العاطفي للنفس البشرية، رغم أن كل ما يقوله مجرد كذب بالغ الوقاحة، أو وهم من أوهام مريض نفسياً!

منذ خطابه الأول بعد انفجار الثورة السورية في 30/3/2011، بدا بشار الأسد مثلما بدا اليوم، وكما بدا خلال كل مراحل هذه السنوات الفاجعة، بدا أنه غير معني بوطن، وغير معني بشعب، وغير معني بمستقبل، وغير معني بأي شيء مطلقاً، سوى بالعناصر التي تخدم هدفه الوحيد، وهو: البقاء للسلطة، والبقاء في السلطة. ومن دون هذا فلا معنى لأي معنى.

طيلة سنوات هذه المأساة السورية الفاجعة، لم تتبدل قراءة سوريا من قبل عائلة الأسد، فسوريا عندهم: ليست وطناً، وليست شعباً، وليست دولة، إلا بالقدر الذي يخدم السلطة: سلطة هذه العصابة في حكم سوريا.

إن ما يصدم، ليس في أن ترى عائلة الأسد سوريا مزرعة لها، ولا في أن تعلن ذلك بكل صفاقة، ولا في أن تمارس ذلك كل لحظة. إن الصادم، هو: أن يتشارك في هذه الرؤية سياسيون سوريون، ومثقفون سوريون، ومواطنون سوريون، فلا يرون سورية إلا مزرعة تملكها عائلة الأسد، ولا يرون في أنفسهم، وفي السوريين إلا عبيداً لبيت الأسد!

بالأمس، رحل عن سوريا واحد من أهم مفكريها في العقود الأخيرة، إنه الدكتور طيب التيزيني، فلم تهتم الدولة السورية برحيل هذا المفكر الذي أعطى سوريا حياته كلها، ولم تهتم حكومتها، ولا جامعاتها، ولا مفكروها، ولا ممن يوالون عائلة الأسد، بل تعمدوا تجاهله كما لو أنه متهم. نعم، إنه بنظرهم متهم؛ لأنه رسّخ جهده من أجل أن يفصل سوريا الوطن عن عائلة الأسد. وحدهم السوريون الذين ما زالوا يريدون سوريا وطناً، ودعوه بصفته السوريه.

باختصار شديد: حين تختصر جهة حاكمة كينونة الأفراد الذين ينتمون إلى البلد الذي تحكمه إلى الولاء لها أو عدمه؛ فهذا دليل على انحطاط هذه الجهة الحاكمة، وعلى انهيار أربع جهاتها، وعلى الرغم من هذا فإن التاريخ قد قدم قصصاً كثيرة عن حالات مثل هذه، ومنطقتنا العربية تعجّ بقصص كهذه. لكن، أن يقبل مواطنو هذا البلد معياراً كهذا المعيار، وأن يصبح المعيار معياراً وحيداً للتصنيف، ولتحديد علاقتهم بأرضهم وناسهم؛ فهذه سابقة يكاد يتفرد بها موالو العصابة الحاكمة في سوريا.

اليوم، تلف الحرائق سوريا من جهاتها الأربع، ويصارع السوريون من أجل البقاء على قيد الحياة، ويتعرضون يومياً لكل أسباب الموت، وينامون كل ليلة على سؤال بالغ القسوة يتكثف بالبقاء على قيد الحياة، بمجرد البقاء على قيد الحياة. ومع هذا، فإن الجهة التي تغتصب بلادهم وثرواتهم وقدراتهم ليست معنية بكل هذا، بل هي شريكة في قتلهم وموتهم وجوعهم وتشريدهم، وفي كل المصائب التي تترى في أيامهم. وعلى الرغم من كل هذا فإن مسبب كل هذا الخراب، لا يخجل من أن يعلن: أن سوريا الآن هي أفضل!

تستقيل تيريزا ماي، والدمع في عينيها، من رئاسة حكومة بلدها، بينما يطلق بشار الأسد ضحكته البلهاء فوق أشلاء بلد يتمزق، ويحترق، مواصلاً فلسفته في انتصار الهباء على وطن لم يعد فيه إلا القهر والموت
ابن الساحل المعارض : بسام يوسف

الأم في البيت

إلى من تصنع الطعام.. وﺍﻟﺨﻴﺮ .. ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ..  وﺍﻟحلويات .. ﻭالعصائر ﺍﻟﻤﻨﻌشه ..

ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺘﺤﻤﻞ .. وهج ﺍﻟﺒﻮتاﻏﺎﺯ .. ﻭلهب ﺍﻻﻓﺮﺍﻥ .. ﻭﺑﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﺑﺔ ..
ﻭﺗﻠﺴﻌﻬﺎ ﺍﺑﺨﺮﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺦ ..  ﻭﺗﺘﺤﻤﻞ حرارة الجو ..

ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ .. ﻭﺗﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻮﻗﺖ .. ﻓﻜﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺴﺎﻭﻯ ﺍﻟﺬﻫﺐ .. ﻻ ﺗﻠﺒﺴﻪ .. ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﺍﺟﺮ ﺍﻓﻄﺎﺭ ﺻﺎﺋﻤﻬﺎ ..

ﻭﻣﻦ ﺗﺴﻜﺖ ﺷﻬﻮﺓ ﺑﻄﻨﻬﺎ .. ﻭﻫﻰ ﺗﺼﻨﻊ ﻣﺎﻟﺬ ﻭﻃﺎﺏ .. ﻟﺘشبع ﺷﻬﻮﺓ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻓﻄﺎﺭ ..

ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻨﺘﻈﺮ الساعه ﺍﻟسابعه .. ﻟﺘﺮﻯ ﺛﻤﺮﺓ ﺳﺎﻋﺎت جهودها .. ﺑﻮﺟﻮههم ..
ومع هذا كله تؤدى فرائضها وتقيم ليلها و تقرأ وردها .. وتدعوا لكل أفراد أسرتها بالخير والسعاده ..

ﻫﻰ ﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺷﻜﺮﺁ .. ﻭﻻ ﺳﻠﻤﺖ ﻳﺪﺍﻙ .. ﻫﻰ ﺗﻨﺘﻈﺮ رضى رب العالمين عنها وعنكم و ﺍﻥ ﺗﺮﺍكم سعداء ..

ﺍﻟﻰ كل ﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ .. ﺑﻜﻞ ﺍﺭﻛﺎﻥ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩﺓ .. ﺳﻠﻤﺖ يداكن.. ﻭﻋﻈﻢ ﺍﻟﻠﻪ اجركن .. وتقبل الله منكن جميعا ..
رمضان كريم ❤

الممنوع مرغوب

الممنوع مرغوب *
كتب الاستاذ جهاد الدين رمضان

أول رحلة طويلة في حياتي كانت إلى دمشق في أول الثمانينات ، على صهوة باص اسكانيا فاخر، أحد باصات نقل الركاب المشهورة بالهوب هوب، ارسلني فيها أبي بمهمة عاجلة إلى بيت خالي كمال - رحمهما الله - لتوصيل مبلغ من المال كان قد استدانه منه ، رسم لي أبي خريطة بيت الخال في حي "الفحّامة" بدمشق مع أسماء الشوارع و الأزقة المفضية إليه ، و من باب الاحتياط و للطوارئ فقط، كتب لي في ورقة أخرى رقم هاتفه المباشر في مكان عمله ، و أعطاني الأمانة و مصروف الرحلة و الجيب و الرفاهية كمان، و قال لي : احذر جيداً من أن يسرقك أحدهم، أو أن تضيع في الشام، إذا حدث معك اي مشكل اتصل بخالك، اذهب بأمان الله و توصل و ترجع بالسلامة يا روحي .
انطلقت من بيتنا في حي "السكري" إلى كراج "الإنطلاق" قبل منتصف الليل حسب التعليمات، خبأت المبلغ "المحرز" في ثيابي الداخلية، و احتفظت بمصروف الطريق في جيوبي، لما وصلت الكراج اشتريت باكيت دخان اجنبي فاخر من بسطات "التهريب" العلنية، لأدخنه علناً بعيداً عن أعين الوالدين (كنت حينها في مرحلة الكفاح السري لنيل حرية التدخين ) ، كما اشتريت التذكرة و بعض التسالي و الأكلات و ربما مجلة ما، كانت تذكرتي تنص على حصولي على مقعد في منتصف الباص بعيداً عن السائق، لكن في الباص قال لي المعاون اجلس على غطاء المحرك مقابل "الجيب". قلت له : و الله أمرك عجيب، كيف أجلس على غطاء المحرك و قد كتب عليه ( ممنوع الجلوس على غطاء المحرك)؟ ضحك و قال لي : الممنوع مرغوب!
جربت الجلوس فوقه كما طلب مني، لكنني لم أشعر بالراحة فخرجت و جلست في المقعد الفارغ المزدوج خلف كرسي السائق مباشرة، جاء المعاون بعد أن صرخ قليلاً خارج الباص ( ع الشام، ع الشام راكب واحد) ليشرب بق ماء من الحنفية المزروعة في عمود عريض لامع قرب الباب، شاهدني جالساً في المكان المكتوب فوقه بالقلم العريض (خصوصي) فشدني من يدي و أخرجني من مقعدي قائلاً : هذان المقعدان محجوزان، ألا ترى ما هو مكتوب فوقهما؟ قلت : نعم، رأيت و قرأت بأن المكان خصوصي، رأيت المقعد خالٍ فجلست فيه، هل هو ممنوع كمان؟ قال نعم، و اخرج من الباص إذا لم يعجبك الجلوس على غطاء المحرك.
هممت بالنزول من الباص، فأشفق علي أحد الركاب و قال لي : تعال اجلس قربي أيها الشاب، أنا حجزت مقعدين كيلا يزعجني أحد، و يبدو أنك مهذب و لطيف و لا أظنك ستزعجني في كل حال. شكرت الرجل و جلست قربه محاذراً ازعاجه، لكنه لم يتوانَ عن ازعاجي طول الطريق.
كان المعاون في الحقيقة ينتظر "راكبة" جميلة أو اثنتان، لا كما يدعي في صراخه (راكب واحد ع الشام)، و الحمد لله لم يطل انتظارنا لهذا الراكب المأمول، فقد صعدت امرأة بصحبتها بناتها الثلاثة، فأقعدهن المعاون البشوش في المقعدين المزدوجين خلف السائق مباشرة، تحت الكتابة العريضة ( خصوصي) تماماً، حينها فهمت معنى الكلمة و عرفت لماذا تبرع الشباب لهن بالمقعد الثاني، فالجلوس في الجيب أو فوق غطاء المحرك يمكنهم من رؤية البنات. بعد الإطمئنان على راحة الشابات و الأم ، دارت عجلات الباص و أدار السائق شريط كاسيت لأم كلثوم في مسجلة الباص، و على أنغام أغنية ( كلموني تاني عنك، فكروني) قضينا وقت الرحلة، كلما انتهت أعاد تشغيلها حتى كادت أم كلثوم تخرج من قبرها و تقول له كفى "يا مسهرني" ارحمني أرجوك ، زميلي الذي تبرع لي بالمقعد يفصفص بزر الجبس طول الطريق، برغم المنع المكتوب فوق المقاعد ( ممنوع أكل البزورات و رمي القشور تحت المقاعد ) ، و كل فترة ينظر إلى وجهه في زجاج النافذة العاكس و يهذب شعره و يستأذن مني لأفسح له المجال كي يذهب لشرب الماء قرب النساء، و أغلب العساكر نائمون لا يأبهون بمن عطش أو ارتوى، فقط جماعة ركاب الجيب و غطاء المحرك ساهرون و يدخنون رغم المنع الآخر ( ممنوع التدخين) و يتكلمون مع المعاون و السائق الذي كتب خلف كرسيه بخط عريض جميل (ممنوع التكلم مع السائق)، و بدوري لم أفوّت فرصتي الذهبية في التدخين بحرية رغم المنع المكتوب .
انتهت الرحلة في ثماني ساعات بسبب الليل، و قلة مرات التوقف مع كلمة (هوب، هوب )، و ظفر السائق و معاونه بصحبة الأم و البنات في استراحة المعرة و النبك، و ربما في استراحة أخرى ضمن دمشق.
أما أنا فقد أتممت مهمتي بنجاح و سلام، و خرجت من رحلتي بدرس مفاده الممنوع مرغوب.
فإذا أراد أحدكم أن يروج لأمر ما، يكفي أن يعلن بأنه ممنوع، مثل شارة 📛 المنع التي يضعونها على أفلام "بايخة" على زعم أنها تحتوي مشاهد مثيرة، أو مثل الفيديوهات "المسربة" قصداً موضة هذه الأيام..
*النص من وحي مذكراتي ، و الصورة من النت لمصدرها الموسوم فوقها.
....
المصدر صفحته الشخصية

في وصف الكرام

إن الكرام وإن ضاقت معيشتهم دامت فضيلتهم والأصل غلاب

لله در أناس أينما ذكروا
تطيب سيرتهم حتى وإن غابوا

ورب مكرمة جمعت شمائلهم
صارت لنا غيثاً يسرى وينساب

لا يعرفون الشر قيد انملة
هم دائماً أبداً للخير أسباب

فى قلب من يلقون تلقى محبتهم وهم لكل الخلق صحب واحباب

أولئك الأخيار قد طابت منازلهم ميراثهم بر و خلق وآداب

💞اسعد الله أوقاتكم بكل خير 💞

"" مــــــن أعــــــذب الــكــــــلام ""

رجــعـت زوجــة أعــرابـي مــن ســفــر ، وقـــد
أثــرت الشــمـس عــليــها .
فقـــال زوجــهــا :
جـاء الحبـيـب الـذي أهــواه مــن سفـر
          والشـمس قـــد أثــرت فـي خــده أثــرا
عجبت كيـف تحـل الشـمـس في قمــر
            والشمـس لا ينبـغي أن تــدرك القمــر
 

الاثنين، 27 مايو 2019

أحلام الشعب الممنوعه

من الطبيعي أن يحلم جيلنا الذي تربى على قيم دينه وأخلاقياته وثقافته في تحقيق الرقي والتقدم لبلاده بحكم الوعي  الذي يملكه والثروات التي يحتويها بلده والعوامل المشتركه من تاريخ و لغه وآلام وآمال مشتركه .. ولكن المعضله في حكامه الذين يجعلون أحلامه ممنوعه مدعومون من قبل دول كبرى ذات سياسه متآمره في تدميرها لبلاده وذلك لتحويلها إلى دول فاشله  بينما تبقى سلطاته ذات سياسه منافقه في أهدافها فاسده في سلوكياتها  عبثيه في منافعها  منهجية في أذاها لشعوبها

الخميس، 23 مايو 2019

تونس الخضراء لنزار

يا تونس الخضراء جئتك عاشقا
وعلى جبيني وردة وكتاب

إني الدمشقي الذي احترف الهوى
فاخضوضرت بغنائه الأعشاب

أحرقت من خلفي جميع مراكبي
إن الهوى ألا يكون إياب

أنا فوق أجفان النساء مكسر
قطعاً فعمري الموج والأخشاب

لم أنس أسماء النساء ..وإنما
للحسن أسباب ولي أسباب

ياساكنات البحر في قرطاجة
جف الشذى وتفرق الأصحاب

أين اللواتي حبهن عبادة
وغيابهن وقربهن عذاب

اللابسات قصائدي ومدامعي
عاتبتهن فما أفاد عتاب

أحببتهن وهن ما أحببنني
وصدقتهن ووعدهن كذاب

إني لأشعر بالدوار فناهد
لي يطمئن وناهد يرتاب

هل دولة الحب التي أسستها
سقطت علي وسدت الأبواب

تبكي الكؤوس ، فبعد ثغر حبيبتي
حلفت بألا تُسكر الأعناب

أيصدني نهد تعبت برسمه؟
وتخونني الأقراط والأثواب؟

ماذا جرى لممالكي وبيارقي؟
أدعو رباب فلا تجيب رباب

أأحاسب امرأة على نسيانها
ومتى استقام مع النساء حساب

ماتبت عن عشقي ولا استغفرته
ما أسخف العشاق ان همُ تابوا

قمر دمشقي يسافر في دمي
وبلابل وسنابل وقباب

الفل يبدأ من دمشق بياضه
وبعطرها تتطيب الأطياب

والماء يبدأ من دمشق فحيثما
أسندت رأسك جدول ينساب

والشعر عصفور يمد جناحه
فوق الشآم وشاعر جواب

والحب يبدأ من دمشق فأهلنا
عبدوا الجمال وذوبوه وذابوا

والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب

والدهر يبدأ من دمشق وعندها
تبقى اللغات وتحفظ الأنساب

ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها تتشكل الأحقاب

بدأ الزفاف فمن تكون مضيفتي
هذا المساء ومن هو العراب

أأ نا مغني القصر ياقرطاجة
كيف الحضور وما علي ثياب

ماذا أقول ؟ فمي يفتش عن فمي
والمفردات حجارة وتراب

فمآدب عربية .. وقصائد
همزية .. ووسائد وحباب

لا الكأس تنسينا مساحة حزننا
يوما ولا كل الشراب شراب

من أين يأتي الشعر يا قرطاجة
والمفردات حجارة وتراب.

من أين يأتي الشعر ؟حين نهارنا
قمع وحين مساؤنا إرهاب

سرقوا أصابعنا .وعطر حروفنا
فبأي شيء يكتب الكتاب

والحكم شرطي يسير وراءنا
سرا فنكهة خبزنا استجواب

الشعر رغم سياطهم وسجونهم
ملك وهم في بابه حجاب

من أين أدخل في القصيدة ياترى
وحدائق الشعر الجميل خراب

لم يبق في دار البلابل بلبل
لا البحتري هنا ولا زرياب

شعراء هذا اليوم جنس ثالث
فالقول فوضى والكلام ضباب

يتكلمون مع الفارغ فما هم
عجم إذا نطقوا ولا أعراب

اللاهثون على هوامش عمرنا
سيان إن حضروا وإن همُ غابوا

يتهكمون على النبيذ معتقا
وهمُ على سطح النبيذ ذباب

الخمر تبقى إن تقادم عهدها
خمرا وقد تتغير الأكواب

من أين أدخل في القصيدة ياترى
والشمس فوق رؤو سنا سرداب

إن القصيدة ليس ما كتبت يدي
لكنها ما تكتب الأهداب

نار الكتابة أحرقت أعمارنا
فحياتنا الكبريت والأحطاب

ما الشعر؟ ما وجع الكتابة ؟ ما الرؤى؟
أولى ضحايانا هم الكتاب

يعطوننا الفرح الجميل وحظهم
حظ البغايا ما لهن ثواب

ياتونس الخضراء هذا عالم
يثري به الأمي والنصاب

فمن الخليج إلى المحيط .. قبائل
بَطِرَت فلا فكر ولا آداب

في عصر زيت الكاز يطلب شاعر
ثوبا وترفل بالحرير قحاب!!

هل في العيون التونسية شاطيء
ترتاح فوق رماله الأعصاب

أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب

أمشي على ورق الخريطة خائفا
فعلى الخريطة كلنا أغراب

أتكلم الفصحى أمام عشيرتي
وأعيد .. لكن ما هناك جواب

لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب

يتقاتلون على بقايا تمرة
فخناجر مرفوعة وحراب

قبلاتهم عربية .. من ذا رأى
فيما رأى قُبَلاً لها أنياب

ياتونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب؟!

وخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجزٌ ومخافرٌ وكلاب

والعالم العربي إما نعجةٌ
مذبوحة أو حاكمٌ قصاب

والعالم العربي يرهن سيفه
فحكاية الشرف الرفيع سراب

والعالم العربي يخزن نفطه
في خصيتيه وربك الوهاب

والناس قبل النفط أو من بعده
مستنزفون فسادة ودواب

ياتونس الخضراء كيف خلاصنا
لم يبق من كتب السماء كتاب

ماتت خيول بني أمية كلها
خجلا وظل الصرف والإعراب

فكأنما كتب التراث خرافة
كبرى فلا عمرٌ . . ولا خطاب

وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب

من ذا يصدق أن مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب

ما هذه مصر فإن صلاتها
عبرية وإمامها كذاب

ما هذه مصر فإن سماءها
صغرت وإن نساءها أسلاب

إن جاء كافور فكم من حاكم
قهر الشعوب وتاجه قبقاب

بحرية العينين ياقرطاجة
شاخ الزمان وأنت بعد شباب

هل لي بعرض البحر نصف جزيرة
أم أن حبي التونسي سراب

نزار قباني
تونس
عيد الجامعة العربية الخامس والثلاثون

الأحد، 19 مايو 2019

عزاء بمناسبة وفاة د. طارق رفاعي أخو غاده رفاعي

في شقتك في بناية الأوقاف الكائنه مباشرة تحت شقتنا .. أسمع نحيب الكمان على البيانو الصامت المجلل بالبياض وبين الفينة والأخرى  اسمع صوتك تناجيه اشتقت إليك بحجم استحالة عودتك إلى هذه الحياة. مرت ثلاثة أيام، ولا زلت أتخيل أن وفاتك مجرد حلم وأنك على قيد الحياة، أتذكرك فأبتسم مره وأبكي ألف مرة رحمك الله يا أخي. أخي تفاصيل وجهك الطيّب، ضحكاتك، أيامك أفعالك أقوالك، خفّة الوقت معك، وحنيتك توسّدت التراب. أخي سأظل أحاورك بالدعاء لأرسم ابتسامتك وأنت في السماء رحمك الله وجعلك بجنات النعيم، رحماك ربي به. أخي ليتك كنت خالداً أو ليت قدرك بالحياة دام لمدة أطول كالنجم الطارق ينسل عبر ثقب المجرة الأسود إلى نور النعيم ..
  اشتقت لك بشكل لا يوصف . أخي رحمك الله بقدر شوقي إليك.  لم ولن أنساك يا أخي سأسأله أن يجمعني معك في جنة  الخلد. أخي وإن رحلت عن هذه الدنيا سأظل أحاورك بالدعاء لأرسم ابتسامتك في السماء . لن أنساك ما حييت، أعترف أني فقدت أخي من ألجأ إليه في كل وقت
من يسد مكانك؟ و سيبقى هذا اليوم هو اليوم الأصعب فى حياتي، فقدت نصف روحي، فقدت جزءًا من قلبي، فقدت خلاً رحل فكان رحيله أكثر الأشياء وجعاَ لي، أخي رحمك الله وعوضني بلقائك في الفردوس الأعلى

دمشق أم العواصم ستحاسبكم


كتب محمد خير ماميش، ابن أقدم عائلة مسجلة بدمشق، وذلك على صفحته على (الفيس بوك) كتب فيه :

باب الحارة المصنوع بالمال النجس، المتوالد تباعاً بأقبح المفردات السوقيّة، التي لا تمثل إلا من كتب وأخرج و مثّل من أرخص حثالات الأرض.
باب حارة الضّبع و الخناجر و العنتريّات السّافلة، التي يراد تكريسها عاماً بعد عام على أنها الصورة الحقيقية لتاريخ دمشق.
دمشق الثلاثينات :
في العام 1930 أسقطت دمشق (صبحي بركات) مرشّح الفرنسيين، و انتخبت (محمد علي العابد) رئيساً للجمهورية السورية.
لم يكن العابد (أزعراً) يحمل شبريته و (يجعر) كالدواب، بل كان يحمل شهادتي دكتوراه، الأولى في الهندسة المدنية، والثانية في القانون الدولي. وكان يتقن اللغات العربية والتركية والفارسية والفرنسية والإنكليزية.!
لم تكن نساء دمشق (حريماً) :
أسست نساء دمشق الرابطة الأدبية في العام 1922م.
المجلس الأدبي للسيدتين (مريانا مراش) و (ماري عجمي) الذي ضمَّ عمالقة الأدب والفكر من دمشق والمحافظات السورية الأخرى، والذي أصدر أول صحيفة نسائية عربية كانت تسمى صحيفة (العروس).
صالون السيدة زهراء العابد الأدبي الثقافي 1930م.
جمعية (نقطة الحليب) التي تأسست في العام 1922 وما تزال تمارس نشاطها في دعم الأمهات و الأطفال حتى يومنا هذا.
جمعية يقظة المرأة الشامية عام 1927 التي هدفت إلى تشجيع عمل النساء في الريف، وإحياء وتنظيم الصناعات اليدوية التقليدية.
جمعية دوحة الأدب 1928م.
جمعية خريجات دور المعلمات.
الرابطة الثقافية النسائية.
النادي الأدبي النسائي.
وغيرها الكثير.
ولم يكن رجال دمشق همجاً رعاعاً كما يحاول عديمي الذمّة و الشرف تصويرهم، بل اقتلعت الأحزاب و الجمعيات السياسية -وعلى رأسها الكتلة الوطنية- دستور 1930 من عيون فرنسا، وعلى أساسه أقامت مجلساً نيابياً، ومؤسسة رئاسة منتخبتين، وبذلك قامت الجمهورية السورية الأولى.
لم يكن أهل دمشق يتلقون علاجهم الطبي عند (العائد من الموت) أبو عصام. فقد كان في دمشق في تلك الفترة من التاريخ أكثر من 400 عيادة طبية عامة واختصاصية، لأطباء درسوا في الخارج، أو لأطباء درسوا في جامعة دمشق، التي كانت قد خرّجت في العام 1936 سبع دفعات بين طبيب و طبيبة.
هل نحدثك عن الفن في دمشق.؟
هل نحدثك عن المسارح في دمشق.؟
هل نحدثك عن المجلات و الصحف الصادرة في دمشق.؟
هل نحدثك عن التجارة.؟
عن الصناعة.؟
عن الزراعة.؟
عن الحضارة.؟
أم عواصم الأرض، ليست الدنس الطافح من مجرور يسمى (باب الحارة)
أم العواصم ستحاسبكم و سيكون حسابها أقسى بكثير من قدرتكم على التصديق.

ارجو نشر البوست على اوسع نطاق لنعرف اطفالنا وشبابنا على دمشق لنعرفهم على الشام وليس باب الحارة التافه الذي يشوه تاريخ باكمله
الرجاء النشر..إلى جميع الأصدقاء