الاثنين، 12 مارس 2018

معادلة القوة في كتاب العمق الإستراتيجي

على أي أساس يتم تحديد قوة الدول في محيطها الإقليمي وقوة الدولة على المستوى العالمي، فليست القوة العسكرية وحدها قادرة على السيطرة على الموقف، ولا القوة الاقتصادية قادرة على حسم الصراع، وبالطبع لن تنجح القوة البشرية مفردة في إنهاء النزاعات أو تحقيق السيطرة.

ويبقى السؤال: ما هي عناصر القوة وما هي المعادلة التي تحكم التفاعل بين تلك القوى المختلفة؟

معادلة القوة:

القوة= (م ث + م ت) X (ذ س X خ س X ر س)
تتكون تلك المعادلة من 5 مكونات كبيرة، كما يسردها الدكتور أحمد داوود أوغلو في كتابه «العمق الإستراتيجي»، وهي كما يلي:


المكون رقم (1): المكونات الثابتة «م ث»:

تشتمل على عناصر أربعة هامة وهي:

التاريخ: ويمثل عنصر الزمان.
الجغرافيا: وتمثل عنصر المكان.
عدد السكان: ويمثل عنصر الإنسان.
الثقافة: وتمثل عنصر المكون القيمي.
وهذه المكونات الأربعة في مجموعها تمثل الهوية أو المرجعية.

المكون رقم (2): المكونات المتغيرة «م ت»:

وتشتمل على عناصر ثلاثة هامة وهي:

الاقتصاد.
التكنولوجيا.
القوة العسكرية.
ويرتبط العنصران الأول والثاني ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض، ويمثل عنصر القوة العسكرية ترجمة عملية للقوة الاقتصادية والتكنولوجية.

المكون رقم (3): الذهنية الإستراتيجية «ذ س»:

ويقصد بها قدرة الدولة على أن تبني على عمقها الإستراتيجي المتمثل في تاريخها وقيمها وثقافتها وطبيعتها الجغرافية والقدرة البشرية بها، ولكن باستخدام آليات وأدوات حديثة قادرة على التفاعل مع المستجدات بصورة مستمرة، دون أن تعاني من الجمود في الماضي الذي يؤدي بها إلى التيبس، ولا أن تنخلع عن عمقها الإستراتيجي فتعاني التخبط والارتباك.

المكون رقم (4): التخطيط الإستراتيجي «ت س»:

ويقصد به القدرة على تخطيط تكتيكات على المستوى القريب والمتوسط تتوافق في مجموعها مع الخط الإستراتيجي المستقبلي والرؤية التي تود الدولة تطبيقها، بحيث لا تبدو خطواتها الحالية متناقضة مع خطوات مستقبلية، أو أن تكون أفعالها الحالية متعارضة مع رؤيتها الإستراتيجية.

المكون رقم (5): الإرادة السياسية «ر س»:

ويقصد بها أن تتميز الدولة بالمبادرة والتحرك الاستباقي وليس فقط أن تكون رد فعلية، وتتعامل مع الأزمات الحادثة أو الفرص المتوقعة بشكل جزئي يفقدها القدرة على تجاوز مشكلاتها المستعصية، ولا يمكنها من اقتناص الفرص التي تلوح لها.

العنصر البشري هو الأساس:

وإذا ما أردنا أن نحدد العنصر الرئيسي الذي يمكنه إدارة القوة، وليس فقط تحليل عناصر القوة المختلفة، فهذا العنصر بلا شك هو الإنسان.. العنصر البشري.

فإن جودة العنصر البشري هي الضمانة الوحيدة التي تمكن أي دولة أن تصنع من الموارد البسيطة أو الإمكانيات المتاحة نتائج ملموسة في سبيل تكوين قوتها وصناعة عمقها الإستراتيجي

_

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق