الى أخي وصديقي الدكتور محمد غراب مصري المولد سوري الإقامة امين المبدأ
رأيت غرابا بالمنام، وجدّته تهدده بـلقمة الزقوم ،إذا كذب،ومن يومها وهو يقول الصدق حتى فى حضـرة الشـهب المقدسه
وحين حـاولت عجائز الأسرة قص لسانه وإطعامه للقطة لكي يصير شامياً نموذجـياً لفَّ صدقه حول رأسه ككفن سوداني
وركض هارباً فى كتاب دمشقي كغلطة مطبعية فات أوان
تصحيحها..
ذلك هو غراب الغرائب في زمن العجائب، الزمن الذي صار فيه الرجل يأكل لحم أخيه ليلاً ويترأس جمعية النباتيين نهاراَ،كما بدت المرأة فيه تسيل ناراً على حبيبها ليلاً وتنكره ثلاثاً قبل صياح الديك..
وتظل يا غراب طيراً لا يصلح لأقفاص طيور الزينة. ستظل
تطير فوق الأنواء كعصفور الزلازل.. كبلبل يصدح متمرداً عن
قفصه الذهبي ستطير صَـوٌب الشمس ولو أحـرقت طرف
جناحيك، لأنك تعلمت كيف تتحول من سحلية تعوم في ترعة نيلية الى نورس يحلّق فوق قـاسيون سوري. لكنك لن تنسى
أبداً رقصك الزاهي تحت الشمس كتمساحٍ نيلي صغير يطارد ذيله معربداً في واحات التـملق المصري المرفه. ببراءة زوربا الراقص في الطين مكتشفاً النجوم محلقاً بعيداً عن حضارةالفراعنة ، من دون ان تنساها لتركب سفيـنة فينيقية..
ذلك أنت
غراب الغرائب
تعويذة شؤم لمكائد بلاد الشام وظاهرة عجيبة في مـزالق
أرض الكنانة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق